إختر من الأقسام
آخر الأخبار
الطلاب الفلسطينيون يدفعون ضريبة اكتظاظ المدارس الرسمية في صيدا
الطلاب الفلسطينيون يدفعون ضريبة اكتظاظ المدارس الرسمية في صيدا
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : السبت ٢٠ أيلول ٢٠٢٤

عود على بدء ككل عام، أزمة تسجيل الطلاب الفلسطينيين في المدارس الرسمية في المدينة تفاقمت جراء تأخير تسجيلهم في المرحلة الاولى بهدف استيعاب كل الطلاب اللبنانيين، الامر الذي حرمهم من الدخول اليها ومن بينهم الطلاب القدامي المسجلون سابقاً، بعد اكتمال اعداد صفوفها وقدرتها الاستيعابية، مع الاقبال الكثيف من طلاب المدارس الخاصة على الرسمية نتيجة الازمة الاقتصادية والضائقة المالية التي يئن تحت وطأتها ذووهم، في وقت لم تجدِ الاتصالات واللقاءات التي جرت على اكثر من صعيد لبناني وفلسطيني حلولاً مجدية.

وعلمت "نداء الوطن"، ان أزمة التسجيل التي اربكت المسؤولين السياسيين والتربويين في صيدا، كانت مدار بحث بين رئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري والمفوض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" فيليب لازاريني الذي عرض لواقع مدارس "الاونروا" نفسها التي تعاني من الاكتظاظ وعدم القدرة على استيعاب طلاب جدد من جهة او فتح شعب جديدة من جهة أخرى، ما دفع الحريري الى البحث عن مبادرة جديدة لانقاذ هؤلاء الطلاب لم تنضج بعد، في وقت تابع الامين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد المشكلة مع المسؤولين اللبنانيين وتلقى وعداً بالمعالجة، فيما بدت المؤشرات تميل الى طرح لاستيعابهم في مدارس خارج المدينة ولكن دونها عقبات لجهة الكادر التعليمي ونفقات الانتقال وسواها.

والازمة ذاتها، كانت ايضاً مدار نقاش مطول بين لازاريني ووفد من "القيادة الفلسطينية الموحدة" واللجان الشعبية خلال اجتماع عقد في مكتب "الاونروا" الرئيسي في بيروت، بحضور المدير العام كلاودي كورديني، وعرض فيه الوفد الفلسطيني مشكلة تسجيل الطلاب وخاصة في منطقة صيدا، مؤكداً ان مصير اكثر من 2500 طالب في مهب الريح، اذا لم تبادر الاونروا الى تحمل مسؤولياتها كاملة، فابلغ لازاريني انه سيجري دراسة امكانية استئجار مدرسة في صيدا لاستيعابهم – وفق ما قال حرفياً، لان بناء مدرسة يتطلب وقتاً زمنياً أطول وكلفة مادية اكبر"، مستطرداً، انه "ابلغ الدول المانحة ومندوبي جامعة الدول العربية ان دعم "الاونروا" يمثل "صمام أمان"، لانكم تضمنون عدم الفوضى والطلاب في مدارسهم ما يعني شعباً متعلماً لن يسلك طرق اليأس والاحباط".

وكانت المفاجأة في سؤال مباشر طرحه ممثل "حماس" في الاجتماع الدكتور ايمن شناعة، هل طلبت الادارة الاميركية منكم تقليص خدماتكم للاجئين، فكان جوابه "لم يطلب منا أحد ذلك، ولكن للأسف التبرعات تراجعت كثيراً من الدول المانحة"، في اشارة واضحة الى ان "ثمة استهدافاً سياسياً لعمل "الاونروا" والى الاضطرار الى تقليص الخدمات والتقشف"، قبل ان يضيف "لن أكرر ما فعله اسلافي، سأسعى جاهداً الى تأمين موازنة ثابتة للوكالة من الامم المتحدة، كي نضع خطة واضحة للتقديمات خلال سنتين او ثلاث، لاننا على قناعة اننا لا نستطيع العمل بالاعتماد على التبرعات ولا نعرف كم ستبلغ وخاصة انها في تراجع مستمر".

محضر الاجتماع

وكشفت مصادر فلسطينية لـ "نداء الوطن" جانباً من محضر الاجتماع، الذي تناول قضايا مختلفة، الى جانب مصير الطلاب، وابرزها مطالبة الوفد الفلسطيني "الاونروا" باعلان حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جائحة "كورونا" مع التفشي المجتمعي المخيف في المخيمات وتقديم مساعدات اغاثية لمواجهة تداعياتها مع الازمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان والتي ارتدت معاناة مضاعفة على اللاجئين، ناهيك عن اهمية استكمال مشروع ترميم المنازل الآيلة للسقوط واعادة اعمار مخيم نهر البارد، واعتماد شهادات مركز سبلين لدى الدولة اللبنانية لان الجامعات لا تعترف بها لاستكمال الدراسة فيها، ودفع المساعدات المالية الدورية لاصحاب الشؤون الاجتماعية بالدولار الاميركي بدلاً من الليرة الللبنانية حيث لم تعد لها قيمة في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار، كذلك الحال بالنسبة للنازحين الفلسطينيين من سوريا، ورفع عدد المستفيدين من الشؤون الاجتماعية اذ بقيت على حالها منذ سنوات.

بالمقابل، حرص لازاريني على الاجابة على كل التساؤلات والمطالب الفلسطينية، فأكد ان العمل بمشروع الترميم والاعمار سيتواصل ولكن ليس الآن، وانه سيلتقي مندوبي الجامعة العربية والامم المتحدة من اجل العمل على تأمين التمويل المالي الضروري لتلبية احتياجات اللاجئين وخاصة في لبنان الذين يعيشون ظروفاً صعبة، قائلاً "لقد خدمت هنا سنوات واطلعت على الكثير من المعاناة، والعجز المالي في الموازنة دفعنا الى تدابير تقشفية لا نريدها" مكلفاً المدير العام كوردوني متابعة المطالب.

اعتصام تربوي

ميدانياً، نظمت لجنة اهالي الطلاب الفلسطينيين القدماء في متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية اعتصاماً عند ساحة "الشهداء" في صيدا، لمطالبة وزير التربية طارق المجذوب بتثبيت مقاعد الطلاب الفلسطينيين القدماء وفتح صفوف وشعب جديدة في المدرسة واستثنائياً في صيدا لاستيعابهم.

ورفع الطلاب المعتصمون الذين حضروا بزيهم المدرسي وشنطهم المدرسية في دلالة رمزية لشغفهم ببدء عامهم الدراسي والعودة الى مقاعدهم الدراسية، لافتات جاء في بعضها "حرمت من وطني لا تحرموني من تعليمي ساعدوني، انا ورفيقي اللبناني اخوة لا تفرقونا، لا للتعسف لا للعنصرية لا للتمييز، ذنبي الوحيد اني فلسطيني..".

وناشد رئيس لجنة الاهل في متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية زهير بلطجي، الوزير المستقيل المجذوب بالحفاظ على مقاعد الطلبة الفلسطينيين القدماء، قائلا "كنا ننتظر من الوزير المجذوب الذي تلقيت اتصالاً منه الحفاظ على عهده ووعده، وانت وعدتني بان هؤلاء الطلاب سوف يكون مكانهم محفوظاً في المدرسة الرسمية وانهم سيبقون على مقاعدهم الدراسية.

بينما طالب مدير مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين عاصف موسى باسم خلية الازمة الطلابية بإبقاء الطلبة الفلسطينيين المسجلين في المدارس الرسمية، قائلاً "نرفع صوتنا لنقول لا لعملية "الترانسفير" التي يتعرض لها الطلبة الفلسطينيون من المدارس الرسمية وخاصة في هذا الوقت العصيب الذي نمر فيه من ازمة صحية واقتصادية والذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني ولبنان ايضاً والحل يكون بفتح شعب جديدة داخل هذه المدارس لاستيعاب كافة الطلبة اللبنانيين والفلسطينيين.

بعد ذلك توجه، وفد من المعتصمين الى سراي صيدا والتقوا رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس وقاموا بتسليمه مذكرة بمطالبهم حيث وعدهم بمتابعة الموضوع مع الوزير المجذوب للتوصل الى حل عادل للجميع.


عودة الى الصفحة الرئيسية