إختر من الأقسام
آخر الأخبار
طرق تقليل ارتباط الطفل بالموبايل.. تجارب عملية ترويها الأمهات
طرق تقليل ارتباط الطفل بالموبايل.. تجارب عملية ترويها الأمهات
المصدر : البوابة
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ حزيران ٢٠٢٤

يتساهل بعض أولياء الأمور في ترك وسائل التكنولوجيا في أيدي أبنائهم، فيما يحرص آخرون على تقنين استخدامها، واقتصار ذلك على الدراسة عن بُعد، وإنجاز بعض المشاريع، وتخصيص وقت للعب والحركة، ولكن هل الجميع لهم القدرة على متابعة الأطفال في سن مبكرة، والقيام بموازنة صحية وصحيحة حتى نتجنب آثار الاستعمال المفرط للهاتف، وهذه الوسائل التي تفقد الأطفال متعتهم بالحياة الطبيعية، وخاصة في ظل إجراءات البقاء في المنزل لتجنب الإصابة بفيروس كورونا؟

في هذا السياق، قالت لما عثمان إنه نظراً لصعوبة بداية العمل وجدت في استعمال الهاتف النقال أو «الأيباد» وسيلة لشغل ابنتها ذات الـ4 أعوام، وتجد صعوبة كبيرة في فك ارتباط ابنتها بالهاتف رغم ما تقوم به من جهود، وما توفره من أدوات رسم وتلوين وخصوصاً في ظل البقاء في البيت.

المتنفس الوحيد

وأوضحت فاطمة مصطفى، أم لثلاثة أطفال، أن ابنها الصغير، عرف الهاتف النقال من خلال إخوانه الذين يدرسون عن بُعد، وإن استعماله للهاتف أصبح بالنسبة إليه المتنفس الوحيد الذي يشعره بالسعادة، ولا يفارقه إلا عند النوم، موضحة أنها لاحظت فقدانه الرغبة في الأكل أو الشرب طالما الهاتف أو «الأيباد» في يده، حيث لا يشعر لا بالجوع ولا العطش.
وتعاني ليال كمال الدين، أم لـ 4 أطفال أصغرهم 3 سنوات، من صعوبة كبيرة في إبعاد أطفالها على الهاتف ووسائل التكنولوجيا، لاسيما في الظروف الراهنة، حيث انتقل العمل للبيت، وكذلك الدراسة، ما جعل البيت منصة ينجز فيها الجميع أعماله من خلال وسائل التكنولوجيا، ولكنها حسمت الموضوع منذ البداية، وحددت وقتاً لاستعمال الهاتف وذلك للدراسة فقط، وكانت جادة في ذلك، بينما خصصت بقية الوقت لممارسة الألعاب التفاعلية والقراءة، ولا تخفي ليال أن ذلك يعد تحدياً كبيراً، لاسيما في ظل وجود أكثر من طفل في أعمار متقاربة.

الحل في الموازنة

والحال أن مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون في استخدام أجهزتهم أصبح قضية تثير قلقاً متزايداً لدى الآباء، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الوقت لتدارك الموقف والحد من الاستعمال المفرط للهاتف النقال، وهذا ما ذهبت إليه وفاء آل علي، مدير إدارة الإرشاء والاستشارات الأسرية بالوكالة بمؤسسة التنمية الأسرية، حيث أكدت أنه يرد إلى إدارتها الكثير من اتصالات أولياء الأمور والآباء، وذلك لمساعدتهم على كيفية معاملة أبنائهم الصغار الذين ارتبطوا بالهاتف والألعاب الإلكترونية خلال الظروف الراهنة، مؤكدة أن ارتباط الأولاد بهذه الوسائل من الطبيعي أن يزيد خلال الظروف الاستثنائية، وحملت المسؤولية لبعض الآباء الذين يجدون في هذه الوسائل راحة كبيرة، لأنها تلهي الأطفال الصغار، وتجعلهم يلوذون بالصمت وخاصة أثناء العمل عن بُعد. ودعت إلى ضرورة التحلي بالصبر والحزم في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن استعمال الهاتف من طرف صغار السن ليس ضرورياً، ولكن نظراً لظروف الدراسة عن بُعد، فإن الطفل يمكنه استعمال الهاتف، أو «الأيباد» خلال ساعات الدراسة عن بُعد، أو لإنجاز بعض المتطلبات الدراسية، بينما على الآباء تقنين استعماله في بقية الأوقات.

أعمال يدوية
ورأت آل علي أن من الضروري أن يعي الآباء أضرار الاستعمال المفرط لهذه الوسائل، لافتة إلى أن على الآباء القيام بموازنة بين استعمال الهاتف أو «الأيباد»، وبين الأعمال اليدوية الحركية والإبداعية التي تحفز العقل، وتحافظ على السلامة النفسية والعقلية والجسدية كذلك، بحيث يتم استعماله مثلاً في تسجيل مقاطع فيديو عن الصدقة، أو مقطع فيديو يظهر الطفل فيه مهاراته التمثيلية، أو تسجيل مقطع فيديو أثناء طهي الطعام، كما أن هناك مواقع لتعليم الرسم والتلوين ومختلف المهارات اليدوية، بحيث تصبح هذه الوسائل تعليمية، وحينها نمزج بين المشاهدة والعمل اليدوي.

وأكدت أهمية متابعة الأهل لأبنائهم، عبر العديد من البرامج التي تمنع استعمال بعض المواقع، وتقنن استعمال الطفل للشبكة العنكبوتية، حيث تنفصل عن جهازه تلقائياً، مشيرة أن بقاء الآباء في البيت يعد فرصة لمتابعة الأبناء وتقنين ممارستهم لهذه الوسائل ومساعدتهم على اكتشاف مواهبهم، والتنويع بين الترفيه والعلم والمعرفة باستعمال الوسائل الحديثة، ولكن من دون إفراط.


عودة الى الصفحة الرئيسية