اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

موسم 'السمك' في صيدا يزدهر وشكوى من ارتفاع أسعار السردين

صيدا اون لاين
يلوذ أبناء صيدا الى شراء السمك، بنوعيه الطازج والمُبرّد، كوجبة طعام كاملة، في ظلّ الضائقة المعيشية والإقتصادية الخانقة التي حرمتهم شراء أصناف كثيرة بسبب الغلاء مثل اللحوم والدجاج، بينما السمك بات سعره أرخص وفوائده كثيرة، لما يحتويه من عناصر مُفيدة ومغُذّية بشكل عام وتقي من الأمراض، غير أن الإقبال الكثيف عليه أدّى الى رفع سعره نسبياً، فارتفعت الشكوى من عُشّاقه، وسط توضيح من نقابة الصيادين والبائعين أنفسهم.

في سوق بيع السمك بالجملة "الميرة"، تتحكمّ معادلة العرض والطلب بسعر السمك الطازج. فكلّما زاد الطلب عليه ارتفع سعره، والعكس صحيح، ناهيك عن عوامل مُزمنة تؤثّر فيه، اذ إنّ مهنة الصيد البحري لم تشهد تطوراً كبيراً في آلياتها ومعدّاتها منذ عقود طويلة لأسباب عدّة، وبقي الصيّادون يعتمدون على المراكب البحرية، المختلفة الأحجام، وبشكل فردي او ثنائي، وفي احسن الأحوال ثلاثي، من دون أن ترقى الى مصاف تطوّر الدول الواقعة على ساحل البحر المتوسط، وعلى عدم تجاوز عمق مُحدّد في البحر، ما يجعل الغلّة قليلة، بالرغم من أن البحر اللبناني يتميّز بغنى الثروة السمكية بعد تنظيم عمل هذا القطاع وحصره فقط بالصيادين، والتشدّد بقمع المخالفين ومنع استخدام الديناميت أو الشِباك ذات الفتحات الواسعة، ومكافحة الصيد غير المشروع لصغار السمك وخصوصاً السردين، ومُعاقبة كل من يستخدم "الشنشالي"، لما تشكّله من خطر على الثروة السمكية.

ويؤكّد نقيب الصيادين في صيدا نزيه سنبل لـ"نداء الوطن" أنّ ارتفاع سعر السمك في هذه الأيام ولا سيّما السردين يعود الى كثرة الطلب عليه مع بداية موسمه في حزيران، وهو يُعرض بالمزاد العلني و"يُدلّل" عليه، ولكنه يبقى في كل الاحوال أرخص من كيلو اللحم الذي وصل الى 30 ألف ليرة لبنانية او الدجاج او حتى الفواكه الطازجة مع اول نزولها الى السوق"، مُضيفاً: "ان سمك صيدا ولا سيّما السردين، مشهودٌ له بالطعم الطيب واللذيذ، خلافاً لبعض المناطق اللبنانية، لذلك يُفضّل الناس ان يأكلوا الطازج منه لما له من فوائد كثيرة، ولأنه يبقى أرخص من غيره من المواد الغذائية الرئيسية"، مُتوقّعاً "مع بداية شهر تموز وارتفاع درجات الحرارة وحماوة المياه، أن يتدنّى سعر كيلو السردين، لأنّ صيده يُصبح بكمّيات أكثر، اليوم يخرج الصيادون من البحر بنحو 50 فرشاً، اما في تلك المرحلة فقد يصل الصيد الى نحو 200 فرش، فتكفي الكمية طلب السوق ويعود سعره الى سيرته الأولى".

بسعر الفلافل

في هذه الأيام، يصل سعر الكيلو الواحد للسردين مع أجرة تنظيفه (التي تتراوح ما بين الفين وثلاثة آلاف كونه صغيراً ويتطلّب جهداً ووقتاً في عملية التنظيف)، الى نحو عشرة آلاف ليرة لبنانية، اذا كان باباً أول، ويتدنّى الى خمسة آلاف اذا كان عادياً، ويُباع عادة بالرطل او ما يُتعارف عليه بـ"سلّة السردين" التي تضمّ نحو ثلاثة كيلوغرامات قبل التنظيف، وتُصبح بعده نحو كيلوغرامين الا أوقية، فيما تختلف سعة الفرش بين صياد وآخر ليتراوح ما بين 10 الى 15 كيلوغراماً.

ويقول البائع صالح بشير لـ"نداء الوطن": "إن الإقبال على شراء السردين موسمي لأننا في البداية ومع الغلاء يبقى أرخص من غيره من اللحم والدجاج ويفضّل الناس ان يأكلوا الطازج على المُبرّد او المُثلّج، ثمنه اليوم يقارب سندويش فلافل مع الغلاء وارتفاع الأسعار"، مُضيفاً: "للأسف إعتاد الناس على "النقّ" على كل شيء وكأنّ كل الغلاء زال وبقي فقط سعر السمك".

السمك المبرد

الى جانب السردين الطازج، يُقبل كثيرون على شراء السمك المُبرّد المستورد من تركيا او السنغال، يبيعونه على "بسطات" مجاورة لسوق السمك، لكن هو الآخر سعره ارتفع ارتباطاً بشرائه بالعملة الأجنبية (الدولار الاميركي)، ويزداد الإقبال على نوعين منه تحديداً، "البريقات" و"أجاج" وقد لامس سعر الكيلو الواحد منه العشرين الف ليرة لبنانية بينما كان لا يتجاوز العشرة آلاف، حيث يقول ابراهيم شامية، وهو رب أسرة مؤلفة من خمسة اشخاص: "أشتري 2 كيلو "أجاج" بنحو ثلاثين ألفاً ويبقى أرخص من كيلو اللحم الواحد الذي لا يكفي العائلة على وجبة طعام واحدة، وفي النهاية السمك صحّي ومفيد ويُعتبر وجبة غذائية متكاملة لا يُمكن الإستغناء عنها".

وبين الطازج والمُبرّد، يُقبل هواة على صيد الأسماك بالبندقية (البارودة) أو الصنّارة اليدوية، كي يبيعوا غلّتهم، وهي قليلة بطبيعة الحال، لتأمين قوت يومهم وملء فراغ اوقاتهم، او كي يجعلوها وجبة طعام لهم بدلاً من شراء السمك، وعبدالله قنواتي واحد من هؤلاء الذين يعشقون البحر وهو يعمل سائق تاكسي ويُمارس هواية الصيد منذ 35 عاماً، ويقول: "لقد عشقت البحر منذ طفولتي، وتعلّقت بالصيد، أولاً بالصيد اليدوي (القصبة والصنارة) لتشدّني بعد ذلك البندقية، أغطس بعمق يتجاوز الـ 15 متراً من دون الإستعانة بقوارير وأجهزة تنفّس، أرتدي بزّة الغطس وأكمن للاسماك التي تختبئ بين الصخور فأقنصها"، مُضيفاً: "أصطاد مرّتين خلال الاسبوع، فالعمل على التاكسي بات اشبه بالتسول، والمهنة باتت منتشرة في كل لبنان والسيارات أكثر من الركاب"، موضحاً: "في البحر أجد رزقاً لي ولعائلتي، فأصطاد أسماكاً مُتنوّعة تكون طعاماً لنا في ظلّ هذه الظروف المعيشية الصعبة"، خاتماً: "على اليابسة تضع الكمّامة وتغسل يديك بالصابون كل وقت من وباء "كورونا"، لكن هناك في الأعماق، لا عدوى ولا وباء، إنّك في عالم نظيف".
تم نسخ الرابط