إختر من الأقسام
صيدا |
لبنان |
شؤون فلسطينية |
عربي ودولي |
مقالات وتحقيقات |
صحة وطب |
تكنولوجيا |
مشاهير وفن |
المرأة والرجل |
منوعات |
رياضة |
إقتصاد وأعمال |
ثقافة وأدب |
صور وفيديو |
إعلانات |
آخر الأخبار |
- سرقات وتخريب.. ماذا يجري في مراكز المُعاينة؟
- غارة إسرائيلية قرب شاحنة محروقات في دورس ونقل سائقها إلى المستشفى
- المكتب الإعلامي لوزارة المال: عطل طرأ على الأنظمة الإلكترونية نعمل على معالجته
- سيجورنيه في بيروت السبت مع ورقة فرنسية 'منقّحة' وقلق أميركي وبريطاني
- صباحا.. قصف مدفعي إسرائيلي على علما الشعب والضهيرة وطيرحرفا وطيران تجسسي فوق حاصبيا
- نقابة المعلمين: اجتماع تربوي بدعوة من بوصعب بحث في رواتب المتقاعدين وبعض التعديلات
- نواب صيدا وجزين ضد التمديد: هياكل الدولة تتساقط تباعاً
- بين حراك الخماسية وشهر حزيران: الرئاسة لما بعد الإنتخابات الأميركية؟!
- الاتحاد الأوروبي جاهز لدفع 160 مليون يورو لإبقاء النازحين في لبنان وزيارة مرتقبة لرئيسي قبرص والمفوضية الأوروبية
- مجلس النواب يمدّد للفراغ البلدي
عندما تدبّ الفوضى وتضيع الطاسة... 'عسكر دبّر راسك'! |
المصدر : اندريه قصاص - لبنان 24 | تاريخ النشر :
27 May 2020 |
المصدر :
اندريه قصاص - لبنان 24
تاريخ النشر :
الخميس ٢٥ أيار ٢٠٢٤
لأن همّ الناس في هذه الأيام السوداء بات منحصرًا بالمأكل والمشرب من أجل تأمين الحدّ الأدنى من معيشة ما قبل الفقر، إن لم نقل الفقر بحدّ ذاته، لم يأبهوا كثيرًا إلى اسعارالملبس، التي "تقرّش" بالدولار على أساس أن سعره هو 4000 ليرة فقط لا غير.
ربّ قائل إنه يمكن الإستغناء عن شراء ملابس جديدة في مثل هذه الأيام الصعبة. قد يكون في هذا القول الكثير من الحقائق الواقعية، وذلك إستنادًا إلى أن المئة ألف ليرة لم تعد تكفي لشراء بعض الحاجيات الضرورية لتأمين معيشة العائلة، ولكن الصحيح أن الدورة الإقتصادية لا تقتصر فقط على المأكل والمشرب. فإذا إستغنى اللبناني عن شراء ما قد يكون في حاجة إليه من ملابس جديدة فإن بائع هذه البضائع سيجد نفسه مضطرّا بعد فترة مجبرًا على إقفال متجره، لأنه لا يستطيع بعد اليوم أن يُستنزف، إذ أن جلّ ما يفعله طوال النهار هو "كش الذباب" ليس إلاّ، وهذا ما يدفعه إلى رفع الصوت، وكذلك سيفعل بعد مدّة صاحب المحل المؤجرّ، إذ يستحيل على المستأجر أن يسدّد له إيجار شهر واحد من أصل قيمة الإيجار السنوي. وهكذا دواليك ندخل في دوامة إقتصادية لها أول وليس لها آخر، مع ما يترافق ذلك من أزمات تنشب بين مستأجر سكني وبين أصحاب المسكن، خصوصًا إذا كان العقد بينهما يلزم الأول الدفع بالدولار للثاني، الأمر الذي يخلق مشاكل نصادفها كل يوم، من دون أن يعرف أي منهما لمن يشتكي، وهذا ما ينذر بتداعيات خطيرة، إذ غالبًا ما نرى أن المستأجر عاجز عن تأمين الدولارات لكي يدفع ما هو مستحق عليه، فنراه يتمنع عن الدفع حتى تُفرج، هذا إذا فُرجت، لأن لا مؤشرات في الأفق تدّل إلى أن ثمة حلحلة معقولة قد تبصر النور في وقت قريب، في الوقت الذي نرى فيه الحكومة غائبة عن تقديم أي حلّ لهكذا نوع من المشاكل، التي قد تتطور إلى ما لا يُحمد عقباه، كمثل لجوء البعض إلى تحصيل حقّه بيديه، وهو اسلوب لم يسبق أن خبرناه من قبل، وذلك لغياب المرجعية الصالحة التي يمكن اللجوء إليها في مثل هكذا حالات.
فإذا رفعت الصوت في وجه الحكومة الغائبة عن السمع يُقال لك: أنت وينك عايش يا أخ. ألا تدري أن الحكومة منشغلة بأمور أكثر أهمية، وهي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لكي تستطيع إقناع صندوق النقد الدولي بإقراض لبنان بعضًا من ألوف المليارات من العملة الصعبة، تمهيدأ لإعادة الحياة إلى الدورة الإقتصادية، التي تشرف على لفظ أنفاسها الأخيرة، في حال لم تُمدّ بالأمصال الكفيلة لإعادة الحياة إليها من جديد.
كان يُقال عندما تدبّ الفوضى وتضيع طاسة المسؤولية: "عسكر دبّر راسك"، بمعنى أن كل شاطر بشطارته "في بلد كل مين ايدو إلو".
ربّ قائل إنه يمكن الإستغناء عن شراء ملابس جديدة في مثل هذه الأيام الصعبة. قد يكون في هذا القول الكثير من الحقائق الواقعية، وذلك إستنادًا إلى أن المئة ألف ليرة لم تعد تكفي لشراء بعض الحاجيات الضرورية لتأمين معيشة العائلة، ولكن الصحيح أن الدورة الإقتصادية لا تقتصر فقط على المأكل والمشرب. فإذا إستغنى اللبناني عن شراء ما قد يكون في حاجة إليه من ملابس جديدة فإن بائع هذه البضائع سيجد نفسه مضطرّا بعد فترة مجبرًا على إقفال متجره، لأنه لا يستطيع بعد اليوم أن يُستنزف، إذ أن جلّ ما يفعله طوال النهار هو "كش الذباب" ليس إلاّ، وهذا ما يدفعه إلى رفع الصوت، وكذلك سيفعل بعد مدّة صاحب المحل المؤجرّ، إذ يستحيل على المستأجر أن يسدّد له إيجار شهر واحد من أصل قيمة الإيجار السنوي. وهكذا دواليك ندخل في دوامة إقتصادية لها أول وليس لها آخر، مع ما يترافق ذلك من أزمات تنشب بين مستأجر سكني وبين أصحاب المسكن، خصوصًا إذا كان العقد بينهما يلزم الأول الدفع بالدولار للثاني، الأمر الذي يخلق مشاكل نصادفها كل يوم، من دون أن يعرف أي منهما لمن يشتكي، وهذا ما ينذر بتداعيات خطيرة، إذ غالبًا ما نرى أن المستأجر عاجز عن تأمين الدولارات لكي يدفع ما هو مستحق عليه، فنراه يتمنع عن الدفع حتى تُفرج، هذا إذا فُرجت، لأن لا مؤشرات في الأفق تدّل إلى أن ثمة حلحلة معقولة قد تبصر النور في وقت قريب، في الوقت الذي نرى فيه الحكومة غائبة عن تقديم أي حلّ لهكذا نوع من المشاكل، التي قد تتطور إلى ما لا يُحمد عقباه، كمثل لجوء البعض إلى تحصيل حقّه بيديه، وهو اسلوب لم يسبق أن خبرناه من قبل، وذلك لغياب المرجعية الصالحة التي يمكن اللجوء إليها في مثل هكذا حالات.
فإذا رفعت الصوت في وجه الحكومة الغائبة عن السمع يُقال لك: أنت وينك عايش يا أخ. ألا تدري أن الحكومة منشغلة بأمور أكثر أهمية، وهي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لكي تستطيع إقناع صندوق النقد الدولي بإقراض لبنان بعضًا من ألوف المليارات من العملة الصعبة، تمهيدأ لإعادة الحياة إلى الدورة الإقتصادية، التي تشرف على لفظ أنفاسها الأخيرة، في حال لم تُمدّ بالأمصال الكفيلة لإعادة الحياة إليها من جديد.
كان يُقال عندما تدبّ الفوضى وتضيع طاسة المسؤولية: "عسكر دبّر راسك"، بمعنى أن كل شاطر بشطارته "في بلد كل مين ايدو إلو".
Tweet |