محمد ضاهر ..الرحيل الصامت

المصدر : محمد صالح - الإتجاه

تاريخ النشر : السبت ٢٠ نيسان ٢٠٢٤

هكذا ودون استئذان غادرنا من كان يشع حيوية ويحدث صخبا وتفاعلا اينما كان وفي اي موقع شاهدته وجالسته. هكذا بصمت غادرنا .. دون وداع تركنا ورحل , لم يشأ ان ينطق بكلمة واحدة على غير عادته التي دأب عليها ..

محمد ضاهر رحيلك الفجائي احدث فينا صدمة قوية .. لم نستوعبها بعد .. ترك عندنا غصة مع الم , وحزنا عميقا على هذا الرحيل المبكر ..

صاحب الحضور القوي والصوت الجهوري والابتسامة الدائمة واليد المرفوعة تحية .. يرحل بصمت , بهدوء على غير طباعه ,ويغيب عن الامكنة والساحات التي اعتادت على صخبه وحيوته وتفاعله ..

انتسب محمد ضاهر الى "التنظيم الشعبي الناصري" منذ نشاته فأضحى من المخضرمين ومن القيادة التاريخيه ل"التنظيم" وشارك في كل معاركه ...في العمل السياسي والنضالي والمطلبي والشعبي في صيدا والجنوب .. مقاوم ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي اعتقله اكثر من مرة ..

تعرفه عاصمة الجنوب تمام المعرفه .. ناس المدينة واهلها والمقيمين فيها يعرفهم ويعرفوه حفظ وجوههم وحفظوا وجهه وحضوره وطلته المميزة .. احياء صيدا , مدارسها , فعالياتها , شوارعها , ساحاتها , ازقتها والمقاهي الشعبية فيها ,حجارة قلعتها وصيادو بحرها .. بشمسها ورملها .. محلاتها وكل شيء فيها يتذكر محمد ضاهر .. المناضل الى جانب الفقراء والطيبين وقضايا كل الناس ..

حامل لواء القضية الفلسطينية بكل شؤونها وشجونها.. الزائر الدائم واليومي وشبه المقيم في مخيمات اللاجئين مدافعا عن قضاياهم السياسية والنضالية..

محمد ضاهر ايها الجنوبي الهوى والهوية والانتماء , الصيداوي في الصميم , الفلسطيني المناضل المقاوم .. الصلب العنيد في كل ما يتعلق بالصراع مع اسرائيل وكل القضايا الوطنية .

ستفتقدك صيدا كما افتقدتك بلدتك كفررمان في جنوب لبنان , ستشتاق اليك الامكنة .. ستغيب طلتك عن الناس التي احبتك .. وسيطول غيابك المدوي عن اصدقائك الذين عرفوك وعرفتهم منذ عقود .. لكنك ستبقى في الوجدان ذكرى طيبة لا يمكن ان تنسى او تمحى.

محمد ضاهر سيفتقدك اهلك وذووك وكل من عرفك, ستفتقدك عائلتك ستشتاق اليك زوجتك المربية حُسن الثكلى التي فقدت الزوج والحبيب وبناتك مايا ,غنى وغنوة اللواتي فقدن الاب الحنون العطوف , الظل الوارف , الصديق الدائم لهنّ .....

نسال الله ان يدخلك فسيح جنانه ويلهم عائلتك واهلك الصبر والسلوان . إنا لله وإنا اليه راجعون .

عودة الى الصفحة الرئيسية