إختر من الأقسام
آخر الأخبار
كابوس يقلق الدول.. غياب أجهزة التنفس يزيد من ضحايا كورونا، ما أهميتها وكيف تعمل؟
كابوس يقلق الدول.. غياب أجهزة التنفس يزيد من ضحايا كورونا، ما أهميتها وكيف تعمل؟
المصدر : عربي بوست
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ أذار ٢٠٢٤

تسعى السلطات الصحية حول العالم بشتى الطرق إلى تزويد مستشفياتها بمزيد من أجهزة التنفس؛ لمواجهة الأعداد المتزايدة لمرضى فيروس كورونا. عرضت الحكومات على مصانع السيارات المساعدة في صناعة مزيد من الأجهزة، حيث طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، شركتي فورد وجنرال موتورز ببدء فوري لتصنيع أجهزة التنفس، ملوحاً بتطبيق قانون الإنتاج الدفاعي. وفي مدينة نيويورك، يقول العمدة بيل دي بلاسيو، إن المدينة تحتاج إلى 15 ألف جهاز.

نقص أجهزة التنفس كابوس يهدد الدول
تقول صحيفة The Guardian البريطانية، إن الأغلبية الكبرى من مرضى فيروس كوفيد-19 لا تظهر عليهم سوى أعراض بسيطة، إلا أن نحو 6% من المرضى يحتاجون إلى رعايةٍ طبية مكثفة، وتزداد المخاطر الصحية للمرضى الأكبر سناً.

تقول السلطات الأسترالية إنها واثقةٌ بقدرتها على تجنب أي قصور أو نقص في أجهزة التنفس. وقال خبراء لصحيفة Guardian Australia، إن هذه الجهود مهمة وحاسمة للغاية، لأنَّ نقص أجهزة التنفس يضع حياة المرضى في خطر كبير.

يقول ديفيد ستوري، نائب مدير مركز العناية المركزة المتكاملة بجامعة ملبورن، وأستاذ التخدير في مستشفى أوستن التعليمي: “سبب الأزمة الحالية هو أن المرضى يموتون من دون أجهزة تنفس صناعي”.

ساراث رانغاناثان، عضو مجلس إدارة مؤسسة الرئة الأسترالية ومدير طب الجهاز التنفسي والنوم بمستشفى ملبورن الملكية للأطفال، يقول إن “تجارب إيطاليا وإسبانيا، والنماذج الرياضية المستخدمة حول العالم، تشير إلى أن أعداد مرضى كوفيد-19 الذين ستسوء حالتهم سوف تتجاوز قدرة أقسام الرعاية على مساعدتهم باستخدام أجهزة التنفس”.

وأضاف: “من دون مزيد من أجهزة التنفس سوف يموت المرضى الذين يمكن إنقاذهم في ظروف أخرى”.

ما هي أجهزة التنفس وكيف تعمل؟
يُستخدَم جهاز التنفس الصناعي لدعم المرضى ذوي الحالات التنفسية الخطيرة التي تؤثر على الرئتين، مثل الالتهاب الرئوي. قبل وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي، يُجري الطاقم الطبي، غالباً أطباء التخدير، إجراء طبياً يُعرف بـ”التنبيب”.

يقول ديفيد ستوري: “بعد تخدير المريض وإعطائه أدوية إرخاء العضلات، يوضع أنبوب خلال فم المريض يصل إلى القصبة الهوائية”.

يعتبر هذا الإجراء روتينياً ومعتاداً، ولكن مع مرضى كوفيد-19، يحتاج الطاقم الطبي اتخاذ احتياطات مشددة؛ للتأكد من عدم إصابتهم بالعدوى الفيروسية. يقول ستوري: “لدينا أشخاص يرتدون بدلات المخاطر الكاملة”.

ثم يُوصَّل أنبوب التنفس بجهاز التنفس، ويعمل الطاقم الطبي على ضبط معدل دفع الهواء والأكسجين إلى رئة المريض.

متى يوضع المريض على جهاز التنفس الصناعي؟
يقول ستوري إن الأطباء يبحثون عن أعراض “الفشل التنفسي” (الفشل الرئوي) قبل اتخاذ قرار وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي.

يضيف: “سوف يزداد معدل التنفس، وسوف يبدو على المرضى علامات الإعياء الشديد، وسوف ترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، بالإضافة إلى علامات الارتباك وغياب الوعي والتركيز”.

وبحسب ستوري، فإن معدل التنفس الطبيعي نحو 15 مرة بالدقيقة، وإذا وصل المعدل إلى 28 مرة بالدقيقة، فهذه إشارة إلى أن المريض قد يكون بحاجةٍ إلى جهاز تنفس صناعي.

قبل اللجوء إلى الجهاز الصناعي، يقول جون ويلسون، طبيب الجهاز التنفسي والرئيس المنتخب للكلية الملكية الأسترالية للأطباء، إن الأطباء قد يحاولون رفع مستويات الأكسجين لدى المرضى بطرق أخرى.

وتتضمَّن الطرق الأخرى، بعيداً عن أجهزة التنفس الصناعي، أقنعة وأسطوانات الأكسجين. الطاقم الطبي يحاول تجنب تلك الطرق البديلة مع مرضى كوفيد-19، لأن معاناة المرضى سوف تستمر مع السعال والبصق، وهو ما يزيد من مخاطر انتقال العدوى الفيروسية إلى الطاقم الطبي.

ما مدى سرعة احتياج المريض إلى جهاز التنفس الصناعي، وإلى متى قد يحتاج إليه؟
يقول رانغاناثان: “بمجرد أن يقرر الطبيب احتياج المريض إلى جهاز تنفس صناعي، يجب تنفيذ ذلك بمنتهى السرعة”. ويضيف: “من الممكن الحفاظ على استقرار حالة المريض فترات قصيرة باستخدام الطرق اليدوية مثل استخدام نظام حقيبة وقناع التنفس مع الأكسجين، ولكن عادة ينبغي توصيل المريض بجهاز التنفس الصناعي خلال 30 دقيقة”.

يقول ستوري إنه في مرضى كوفيد-19، قد تتطور الأعراض الحادة إلى حالة خطيرة مهددة للحياة تُعرف بـ”متلازمة الضائقة التنفسية الحادة” التي تتطلب استخدام أجهزة التنفس الصناعي لدعم المرضى بكميات قليلة من الأكسجين والهواء، ولكن بمعدلات أعلى.

وهذا يعني أن المريض قد يحتاج إلى الاستمرار على جهاز التنفس الصناعي “لمدة أسابيع”. يقول ستوري: “لتجنب المضاعفات الناجمة عن تمرير أنبوب التنفس خلال الحلق، يُستخدم إجراء الشق الحنجري لوضع الأنبوب مباشرة في القصبة الهوائية من خلال الرقبة”.

ويضيف: “سوف يكون المرضى أكثر وعياً وإدراكاً باستخدام إجراء الشق الحنجري، وسوف يلتئم هذا الثقب ذاتياً”. “إذا وصل المرضى إلى مرحلةٍ متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، فسوف يظلون في وحدة العناية المركزة أسابيع، وسوف يموتون من دون أجهزة تنفس”.

لماذا يجب التعامل مع مسألة نقص أجهزة التنفس بمنتهى الجدية، وكيف يمكننا تجنب تلك الأزمة؟
أبسط وأوضح طرق تجنُّب أزمة نقص أجهزة التنفس هي الحد من أعداد المرضى بالمقام الأول. وهذا يعني اتباع كل النصائح الصحية، ومن ضمن ذلك التباعدُ الاجتماعي وقواعد النظافة الشخصية.

في أستراليا، أعربت الجمعية الأسترالية للرعاية الصحية والمستشفيات، والجمعية الأسترالية والنيوزيلندية للعناية المركزة ووزيرة الصناعة، كارين أندروز، عن ثقتهم بإمكان تجنُّب أزمة نقص أجهزة التنفس.

وتبحث الحكومة الأسترالية أيضاً عن إمكانية تحويل أجهزة التنفس المستخدمة على الحيوانات في العيادات البيطرية؛ من أجل استخدامها على البشر. ومن الخيارات المطروحة أيضاً تحويل أجهزة انقطاع النفس الانسدادي النومي وأجهزة التخدير إلى أجهزة تنفس صناعي.

ويقول ستوري إنه من الممكن استخدام أجهزة التنفس في سيارات الإسعاف للدعم. كل هذه الخيارات والإجراءات ستكون حاسمة في إنقاذ أرواح المرضى إذا فشلت تدابير التباعد الاجتماعي وإغلاق المجتمعات في وقف تدفق المرضى إلى وحدات العناية المركزة.

وقال ويلسون: “يشعر العاملون في الرعاية الصحية والمسؤولون عن التعامل مع الحالات الخطرة المهددة للحياة، مثل فيروس كوفيد-19، بالقلق الشديد بشأن قدرتهم على توفير واستخدام الدعم المناسب للأعداد الكبيرة المتوقعة من مرضى الفشل التنفسي”.

وأضاف: “هذا يعني عدم إمكان علاج عديد من المرضى باستخدام أجهزة التنفس الصناعي. سوف يضع ذلك الطاقمَ الطبي وأُسر المريض والمرضى أنفسهم أمام خيارات وقرارات صعبة للغاية بشأن حدود الدعم المقدم للمرضى. هناك عديد من المعضلات الأخلاقية في هذه الأزمة، ولا يمكن حل أي منها بسهولة”.


عودة الى الصفحة الرئيسية