إختر من الأقسام
آخر الأخبار
شهيد الانتفاضة أحمد توفيق... 'اشترى الحديد والباطون لبناء منزل فبنينا له قبراً'
شهيد الانتفاضة أحمد توفيق... 'اشترى الحديد والباطون لبناء منزل فبنينا له قبراً'
المصدر : أسرار شبارو - النهار
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ شباط ٢٠٢٤

ذنبه أنه حلُم بوطن يُحترم فيه أبناؤه، يحصلون على أدنى حقوقهم، لقمة عيشهم مؤمنة وطبابتهم وعلمهم، إلا أن حلمه كلفه حياته، رصاصة في صدره أوقفت عدّاد زمن عمره، طوت آخر صفحات كتابه ليرحل وهو في بداية مشواره على الأرض... كُتب على أحمد محمد توفيق أن يكون شهيداً جديداً لانتفاضة تشرين، التي انطلقت ضد الطبقة الفاسدة مطالبة بالتغيير واستعادة الأموال المنهوبة.

غصّة الفراق

عكار كما كل لبنان حزينة على فراق أحمد، عائلته التي أمضت أياماً ولياليَ تدعو الله أن يشفيه ويعود إلى حضنها سالماً معافىً، تعيش أصعب أيام حياتها، بعد وصول خبر إطباق ابن الخامسة والعشرين سنة عينيه إلى الأبد، والده محمد يلملم كلماته التي ضاعت منه من شدة الحزن، يتحدث عن فلذة كبده وذلك اليوم المشؤوم، الذي أصيب فيه أحمد خلال إشكال في منطقة الجميزات. قال والغصة تكاد تخنقه: "اعتاد ابني أن يقصد الساحة كل يوم ثلثاء، للجلوس مع أصدقائه وشرب النرجيلة، كونه يوم إجازته الأسبوعية من عمله كحارس أمن. وفي السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني توجه محمد مساء إلى الساحة، وإذ بإشكال يقع بين المتظاهرين والجيش اللبناني، حاول مغادرة المكان، إلا أن رصاصة أطلقها الجيش أصابته في صدره حالت دون ذلك، سقط أرضاً غارقاً بدمه، قبل أن يُنقل إلى المستشفى ويعمل الأطباء كل ما في وسعهم لإنقاذه".

عهد ووعد

دخل أحمد في غيبوبة لمدة 19 يوماً، استيقظ بعدها لمدة يومين قبل أن يستسلم من جديد إلى الغيبوبة ومنها إلى الموت. ولفت الوالد إلى أن "أحمد كان يطمح أن يبني منزلاً في بلدته. اشترى الحديد والباطون، وبدلاً من ذلك بنينا له قبراً". وأضاف: "أطالب قائد الجيش، وأنا كلي ثقة به، أن يأخذ حقه، فما الذنب الذي ارتكبه كي يستشهد؟"، في حين قال رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار زاهر الكسار: "دم الشهيد أمانة، ونعاهده بإكمال المسيرة. لذلك أدعو كل الثوار إلى عدم مغادرة الساحات حتى تحقيق الأهداف. فلن نرضى أن تذهب دماء شهدائنا من دون تحقيق الحلم الذي من أجله رفعوا الصوت. نعم طريقنا طويل وشاق، لكن بالتأكيد سنصل بعزيمتنا وإصرارانا ومهما كلفنا الأمر".

بلدة تل حياة شيّعت فقيدها اليوم في مأتم مهيب شارك فيه عدد كبير من الثوار الذين أكدوا أن "الثورة لن تركع، ودم الشهداء عهد على كل الثوار... فشهداؤنا أبطال، ينيرون دروبنا حتى تحقيق المطالب والحقوق والأهداف".

عرض الصور


عودة الى الصفحة الرئيسية