إختر من الأقسام
آخر الأخبار
استنفار فلسطيني في مخيّمات لبنان لمواجهة 'صفقة القرن': الأرض هي العِرض
استنفار فلسطيني في مخيّمات لبنان لمواجهة 'صفقة القرن': الأرض هي العِرض
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الجمعة ١٩ كانون ثاني ٢٠٢٤

أعلنت المخيّمات الفلسطينية في لبنان بقواها السياسية ولجانها الشعبية وحراكها المدني والشبابي، الاستنفار العام من أجل مواجهة تداعيات "صفقة القرن" الأميركية التي كشفت الادارة الأميركية بعض عناوينها، فوصفوها بـ"الصفعة الموجعة" وبمثابة "وعد بلفور" جديد يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة وفرض التوطين أو التهجير أو التذويب.

وقررت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في لبنان وحركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، اعتبار يوم الإربعاء، يوم غضب عارم في كل المخيمات الفلسطينية، تنديداً واستنكاراً للصفقة، وتضامناً مع مواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما دعت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في منطقة صيدا إلى اعتصام جماهيري سيقام عند الحادية عشرة صباحاً في ملعب "أبو جهاد الوزير" داخل مخيم عين الحلوة.

وفيما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات من ناشطين وشباب المخيم الى التظاهر أمام مفرق سوق الخضار في الشارع "التحتاني" تزامناً مع اعلان بنود الصفقة وتفاصيلها، أكد أبناء مخيم عين الحلوة أنّ الفلسطينيين لن يتخلوا عن أرضهم، ولن يتنازلوا عنها لصديقٍ أو لعدو، وسيدافعون عنها بكافة الوسائل والسبل، فـ"الأرض هي العِرض".

"وعد مشؤوم"

وقال أمين سر "اللجان الشعبية الفلسطينية" لـ"تحالف القوى الفلسطيني" في مخيم عين الحلوة عبد المقدح أبو بسام لـ"نداء الوطن" إنّ هذه "الصفقة المشؤومة لن تمر من مخيماتنا، وشعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج سيكون موحداً لمواجهتها"، متسائلاً "كيف يقوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبالتوافق مع رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو باعلانها، وهما مطلوبان للمحاسبة والمساءلة والعزل، انها وعد مشؤوم جديد "من لا يملك... لمن لا يستحق".

ومقدح الذي يعتبر "عميد" أمناء سر "اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان، وقد اكتسب صفة "الدائم" بعد باع طويلة من النضال الوطني بدأه منذ ستينات القرن الماضي وما زال، أكد "لقد مرّ على القضية الفلسطينية الكثير من المؤامرات والمخططات المشبوهة، كما مرّ على المخيم "قطوعات" سياسية وأمنية خطيرة، وسننجح كما كل مرة في التصدي لها وافشالها"، مشدداً على "أهمية الوحدة الوطنية وتناسي الخلافات في هذه المرحلة المصيرية"، قائلاً إنّ "شعبنا لن يركع أبداً.. وسيقاوم المخطط الأميركي الجديد، وستبقى فلسطين عربية والقدس عاصمتها الأبدية".

وقال أحد مسؤولي "لجان الاحياء" في المخيم الحاج ناصر عبد الغني أن "القضية الفلسطينية أصبحت كالسجين المحكوم بالإعدام من اتفاقية "اوسلو" المشؤومة الى صفقة القرن الميتة"، مضيفاً "لم يعد أمام شعبنا الفلسطيني في الداخل إلا العودة إلى الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة لانتزاع حقوقنا وتحرير كامل أرضنا من النهر إلى البحر".

مخاطر "الصفقة"

ويؤكد أبناء المخيم أنّ مخاطر "صفقة القرن" على القضية الفلسطينية كثيرة وأبرزها ضم مدينة القدس للكيان الصهيوني، تثبيت الاحتلال والاستيطان في الضفة، دمج الاحتلال مع الدول العربية عبر التطبيع، شطب قضية اللاجئين، اغراق الدول العربية المحيطة بفلسطين بالمال للتخلي عنها مقابل التوطين وانهاء قضية اللاجئين، حصار وتدمير المقاومة وعوامل الصمود، السيطرة على المقدسات الاسلامية والمسيحية، ضم الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة الصهيونية عليها، انهاء الوجود الفلسطيني في فلسطين التاريخية العام 1948 واضفاء الشرعية على ضم الكيان للأراضي العربية المحتلة كالجولان السوري المحتل.

ويشدد الناشط الشبابي حسام الميعاري لـ"نداء الوطن" على أنّ "صفقة القرن ولدت ميتة ولا قيمة لها طالما هي مرفوضة من جانب القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن والقوى السياسية والشعب الفلسطيني، وبالتالي لا مكان لها في مخيماتنا التي ما زالت تعاني من "وعد بلفور" ولن ننسى فلسطين، ولن نتخلى عنها وسنعود اليها مهما طال الزمن"، مشدداً على أنّ "المخيمات لن تصمت وستقف وقفة واحدة ضد الصفقة ودفاعاً عن حق العودة، ولن تمر كما مر "وعد بلفور"، سنواجهها بقرار موحّد وبمختلف الاحتجاجات السلمية".

بيان من دون اجتماع

وعلمت "نداء الوطن" أنّ "هيئة العمل الفلسطيني المشترك واللجان الشعبية" في لبنان التي لم تعقد اجتماعا مشتركا حتى اليوم لأسباب مختلفة ومنها سفر بعض المسؤولين، حرصت بعد سلسلة من الاتصالات بين أمناء سر الأطر الفلسطينية وخصوصاً حركتي "فتح" و"حماس" على اصدار بيان مشترك، في مؤشر الى خطورة الموقف الذي يستدعي تناسي الخلافات وتعزيز الوحدة. فوصفت "الصفقة" بأنها "صفعة عار وحلقة من حلقات التآمر الأميركية على قضيتنا وشعبنا وتعبير وقح عن الانحياز الأميركي للكيان الصهيوني على حساب حقوقنا وثوابتنا الوطنية"، مؤكدة "بموقف وطني جامع وموحد رفضنا القاطع لهذه الصفقة الخبيثة التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني ونصر على مواجهتها بكل السبل والوسائل حتى اسقاطها"، واعلان الاضراب في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية واقفال كافة المؤسسات من دون استثناء وجميع المحال التجارية وتشكيل أوسع حالة تفاعل جماهيري عند لحظة اعلان الصفقة والخروج الى الشوارع والساحات وتنفيذ الاعتصامات والمسيرات رفضا لها ورفع الاعلام الفلسطينية على كافة اسطح المنازل والمؤسسات.


عودة الى الصفحة الرئيسية