اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

منذ 7 تشرين الأول.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟

صيدا اون لاين
ذكر موقع "سكاي نيوز عربية" أن الحرب على غزة دخلت يومها الـ 200 على التوالي، وسط مخاوف دولية وإقليمية من تصاعد الصراع في المرحلة المقبلة في خضم اعتزام إسرائيل اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، والتي يتحصن بها أكثر من مليون شخص، بالتزامن مع تساؤلات عن طبيعة المرحلة المقبلة من الصراع الدموي الأكبر منذ عقود.

واستعرض محللون فلسطينيون وإسرائيليون ما حققته تل أبيب وحركة حماس من أهداف للحرب حتى الآن، واستعدادات كل طرف للفترة القادمة، بعد تعثر مفاوضات الهدنة المتواصلة منذ أسابيع على الرغم من الضغوط الدولية لإنجازها.

ماذا حققت إسرائيل؟
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في أحدث تقاريرها عن الحرب التي تجاوزت 6 أشهر، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أدت إلى إضعاف حماس، حيث تدهورت معظم كتائب حماس وتشتتت في القطاع وقُتل الآلاف من أعضائها.

لكن على الرغم من ذلك لم تحقق إسرائيل أهدافها الأساسية للحرب، المتمثلة في إطلاق سراح رهائنها المحتجزين في قطاع غزة، وتدمير القدرات السياسية والعسكرية لحماس بالكامل.

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه بعد 200 يوم من الحرب، لم تتحقق بعد الأهداف التي حددتها الحكومة الإسرائيلية للمعارك بالكامل.

وأوضح غانور أن هذه الأهداف تتضمن: تدمير قدرات حماس، واستعادة المختطفين، وألا يشكل قطاع غزة قاعدة عدوان ضد إسرائيل مرة أخرى.

وأضاف أن "هذه الحرب فُرضت على إسرائيل في 7 أكتوبر بصورة مفاجأة من قِبل حماس، بعد احتلالها قرى غلاف غزة وقيام القوات الإسرائيلية بصد واستعادة هذه المناطق، ومن ثم إجراء العملية البرية التي أدت إلى السيطرة على 85 بالمئة من قطاع غزة، وتدمير أجزاء هائلة من قدرات حماس القتالية والسياسية"، لكن في المقابل "تكبدت إسرائيل الخسائر البشرية والمادية والمعنوية".

وبشأن طبيعة عمليات إسرائيل العسكرية خلال الفترة المقبلة، أشار المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أن "الخطط العملياتية الحربية أُقرت وتم اعتمادها من قبل المستوى السياسي، وتجري أعمال إقامة المناطق الآمنة لإخلاء السكان العزل لإبعادهم عن محيط دائرة القتال المتوقع، لكن الأمر يتوقف الآن على تهيئة المناخ الدولي السياسي، ولا سيما الموافقة الأميركية لاستكمال الوصول إلى رفح وأنفاقها لعله يرغم قادة حماس على مواجهة مصيرهم أو مقايضة حياتهم مقابل المخطوفين الإسرائيليين الذين يشكلون دروع بشرية وبوليصة تأمين لبقائهم".

واعتبر أنه "إذا تم هذا المخطط، فقد يحقق حسب الوعود قدرا كبيرا من أهداف الحرب بالنسبة لإسرائيل".

ماذا حققت حماس؟

في المقابل، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس، لا يزال جزء كبير من القيادة العليا لحماس داخل شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض بقطاع غزة، في حين ذكر مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن هذه الأنفاق ستسمح لحماس بالبقاء وإعادة بناء قدراتها بمجرد توقف القتال.

ومن رام الله، قال رئيس مركز القدس للدراسات، الدكتور أحمد رفيق عوض، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنَّ حماس تكبدت خسائر جمّة "عسكرياً وسياسياً" خلال الـ 200 يوم الماضية منذ شن هجمات السابع من تشرين الأولعلى إسرائيل.

وأضاف عوض أنه "على المستوى السياسي باتت حماس عنصرا يرغب كثيرون في استبعاده من المشهد الإقليمي، كما باتت مُلاحقة من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة وأطراف دولية كثيرة، ومن ثم قد تُستبعد من أي تسوية سياسية مقبلة".

أما على المستوى العسكري، فجرى "إلحاق ضرر كبير بقدراتها وأفرادها، جراء الضربات العسكرية الواسعة على القطاع، وهناك احتمالية ألا تعود إلى حكم غزة مستقبلا أو تشارك فيه على الأقل"، وفق تقديرات رئيس مركز القدس للدراسات.

وأكمل قائلا: "شعبية حماس بين الفلسطينيين بات عليها جدل كبير، كما أن دخول الحركة تحت بوتقة منظمة التحرير الفلسطينية ليس منجزا لها، لأن هذا كان مطروحا قبل 7 تشرين الأول، وبالتالي من الصعوبة بمكان إيجاد ما حققته حماس حتى هذه اللحظة"

لكن مع ذلك، يعتقد عوض أن "حماس لم تعلن انهيارها ولا تزال تتفاوض معها للإفراج عن الرهائن، وساهمت في زيادة الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، وبات هناك حديث دولي عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية وحل سياسي لهذا الصراع التاريخي".

ويرجح رئيس مركز القدس للدراسات أن تستمر الحرب على غزة لفترة طويلة مقبلة، بالنظر لكون الحكومة الإسرائيلية معنية بإطالة أمد هذه الحرب، على أن تكون "بوتيرة منخفضة مع تشديد الحصار ومحاولة البحث عن تسوية تضمن لإسرائيل المزايا الأمنية والعسكرية والسياسية".
تم نسخ الرابط