هل ينجح هوكستين في مدّ هدنة غزة إلى لبنان؟
فيما حبْسُ الأنفاس يسود على تخوم الأمتار الأخيرة من «هدنة رمضان» المفترَضة في غزة، وسط رَصْدٍ لِما إذا كان نصابُ وقْفِ إطلاق النار الذي يُعمل عليه سيكتمل في الأسبوع الفاصل عن بداية الشهر الفضيل، يبدو لبنان وكأنه «يربط الأحزمةَ» وهو يحاول التقاطَ إشاراتٍ حول هل ستشمل «استراحةُ الحربُ» جبهته الجنوبية في ظلّ تَحَوُّل الدولة أشبه بـ «شاهد ما شافش حاجة»، لا تملك قرار السلم ما دام قرار الحرب ليس في يدها، وتنتظر على «مقاعد المتفرّجين» الحركةَ الدولية وإمكانات أن تنجح في تجنيب البلاد انزلاقاً إلى الصِدام الكبير بحال تَرجمت تل أبيب تهديداتها بالنأي بالحدود اللبنانية – الإسرائيلية عن أي مفاعيل تهدوية في «الساحة الأمّ» (غزة) وتالياً جعْل التفاوض حول «اليوم التالي» لبنانياً يَجْري «على الحامي» ومن دون استبعاد أيٍّ من الاحتمالات... الأسوأ.
وفي حين كانت أوساط مطلعة تَعتبر أنّ مواقف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عن «أن أي هجوم إسرائيلي على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليمية» وقوله «نريد سلاماً على الحدود ونحن مستعدون للحرب إذا فُرضت علينا» يعكس عدم إدراكٍ لمَخاطر هذا الالتصاق بين لبنان الرسمي و«حزب الله» من دون ترْكِ مسافةٍ لـ «مناورات أو توزيع أدوار» يساعد في توسيع قاعدة «امتصاصِ صدمةِ» أي انفجار كبير والتقليل من أضراره الشاملة، فإنّ البارز أمس تمثل في المعلومات (قناة ام تي في اللبنانية) التي جرى تداوُلها عن إمكان أن يصل الموفد الأميركي آموس هوكستين الى بيروت يوم غد في زيارة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين.
وبحال وَصَلَ هوكستين غداً، فإن هذا التطوّر لن يكون ممكناً عزْلُه عن العدّ التنازلي لهدنة غزة التي تضغط الولايات المتحدة لبلوغها قبل بدء شهر رمضان، ولم توقف المحادثاتُ حولها «مذبحة المساعدات»، بما يؤشر إلى أن احتمالَ الوصول إليها جدّي ما لم تفعل «شياطين التفاصيل» الأخيرة فِعْلها فيستمرّ «الجحيم الغزاوي» من دون هوادة إلى أن يتم بلوغ اتفاق على حل مستدام بتعقيداته السياسية والأمنية والتقنية.
وثمة مَن يرى أن أيّ معاودةِ تحريكٍ لمَهمة هوكستين في هذه اللحظة الحساسة التي تقف أمامها حرب غزة، تحمل محاولةً للحصول من «حزب الله»، عبر الرئيس نبيه بري، على «شيء ما» يتصل بمرحلةِ الحلّ الدائم، الذي بات موازياً للحل النهائي في غزة وحولها، وذلك بهدف المساعدة في جعْل الإسرائيلي يشمل جنوب لبنان بهدنة غزة، وتالياً تفادي أن ينتقل «جنون» تل أبيب خلال فترة وقْف النار في القطاع إلى حدودها الشمالية تحت العناوين التي أعلنتْها لجهة إبعاد «حزب الله»، قوةَ نخبةٍ وسلاحاً، عن الحدود ما بين 7 إلى 10 كيلومترات وتحويل هذه البقعة بمثابة شريط عازل يُطَمْئن سكان مستوطني الشمال للعودة.
ورغم أن مصادقةَ الحكومة الإسرائيلية على تمديد إخلاء المستوطنين من المستوطنات الحدودية مع لبنان وغزة إلى شهر تموز المقبل يؤشر من جهة إلى عدم اكتمال ظروف «العودة الآمنة» ومن جهة أخرى إلى أن تل أبيب قد تكون في وارد استثمار ربْط حزب الله جبهة الجنوب بغزة «بالنار» عَكْسياً بمعنى فصلهما فتُعلَّق محرقة القطاع من دون إخماد الحريق مع لبنان، فإن الأوساطَ نفسها أشارتْ إلى أن مجيء هوكستين المحتمَل من شأنه في جانب آخَر أن يوفّر لتل أبيب مَخْرَجاً إذا كانت تريد أيضاً إعطاءَ فرصةٍ خلال شهر رمضان للحلّ الديبلوماسي لبنانياً كي يأخذ مداه على البارد، وسط صعوبة تقدير حقيقة الموقف الإسرائيلي خصوصاً إذا كانت هدنة غزة وشروطها قد تحمل ارباكات لحكومة نتنياهو.
وإذ استوقف الأوساط أن هوكستين تسبقه هذه المرة التحذيرات الأميركية من توغُّل بري إسرائيلي في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر القليلة المقبلة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن حدودها الشمالية – علماً أن هذا التهديد لم يلْق أي صدى لدى الحزب الذي يعتبر قريبون منه مثل هذا التوغل فرصة لمقابر مفتوحة بحق المتوغّلين – لفتت إلى أن ثمة غموضاً يلف ما قد يسمعه الموفد الأميركي في ما خص مرحلة الحل المستدام على جبهة الجنوب والذي كان هوكستين اقترح أن يكون مُمَرْ حلاً، بعد وقف حرب غزة، ويبدأ بتراجُع حزب الله ما بين 7 الى 10 كيلومترات وترتيبات على مقلبي الحدود تسمح بعودة النازحين من الجانبين، وصولاً إلى بت نقاط الخلاف البري التي يصرّ لبنان الرسمي على أن تشمل مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهو ما قد يشكل لغماً حقيقياً في طريق تنفيذ القرار 1701 بكليته.
وفي موازاة ترقُّب «العرض» الذي يمكن أن يحمله هوكستين، فإن الأوساطَ تؤكد أنه سيسمع ممن سيلتقيهم في بيروت أن أي مضيّ من إسرائيل في اعتداءاتها بعد هدنة غزة وبعد التزام حزب الله بقرار التهدئة تماثلاً مع موقف حماس في القطاع سيجعلها في موقع المعتدي الصريح ويحمّلها التبعات دولياً، علماً أن ثمة مَن اعتبر أن الحزبَ قد لا يسلّم بسهولةٍ ورقة التهدئة جنوباً ما لم يحصل على ضمانات أولاً لجهة أن اسرائيل ستوقف عملياتها بالتوازي ضدّه، وهو ما قد يتطلب اتصالاتٍ عبر وسطاء على قاعدة مَن يلتزم بالتهدئة أولاً أو إمكان توفير أرضية «لهدنة بالتزامن» على جبهة الجنوب.
وفي حين كانت أوساط مطلعة تَعتبر أنّ مواقف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عن «أن أي هجوم إسرائيلي على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليمية» وقوله «نريد سلاماً على الحدود ونحن مستعدون للحرب إذا فُرضت علينا» يعكس عدم إدراكٍ لمَخاطر هذا الالتصاق بين لبنان الرسمي و«حزب الله» من دون ترْكِ مسافةٍ لـ «مناورات أو توزيع أدوار» يساعد في توسيع قاعدة «امتصاصِ صدمةِ» أي انفجار كبير والتقليل من أضراره الشاملة، فإنّ البارز أمس تمثل في المعلومات (قناة ام تي في اللبنانية) التي جرى تداوُلها عن إمكان أن يصل الموفد الأميركي آموس هوكستين الى بيروت يوم غد في زيارة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين.
وبحال وَصَلَ هوكستين غداً، فإن هذا التطوّر لن يكون ممكناً عزْلُه عن العدّ التنازلي لهدنة غزة التي تضغط الولايات المتحدة لبلوغها قبل بدء شهر رمضان، ولم توقف المحادثاتُ حولها «مذبحة المساعدات»، بما يؤشر إلى أن احتمالَ الوصول إليها جدّي ما لم تفعل «شياطين التفاصيل» الأخيرة فِعْلها فيستمرّ «الجحيم الغزاوي» من دون هوادة إلى أن يتم بلوغ اتفاق على حل مستدام بتعقيداته السياسية والأمنية والتقنية.
وثمة مَن يرى أن أيّ معاودةِ تحريكٍ لمَهمة هوكستين في هذه اللحظة الحساسة التي تقف أمامها حرب غزة، تحمل محاولةً للحصول من «حزب الله»، عبر الرئيس نبيه بري، على «شيء ما» يتصل بمرحلةِ الحلّ الدائم، الذي بات موازياً للحل النهائي في غزة وحولها، وذلك بهدف المساعدة في جعْل الإسرائيلي يشمل جنوب لبنان بهدنة غزة، وتالياً تفادي أن ينتقل «جنون» تل أبيب خلال فترة وقْف النار في القطاع إلى حدودها الشمالية تحت العناوين التي أعلنتْها لجهة إبعاد «حزب الله»، قوةَ نخبةٍ وسلاحاً، عن الحدود ما بين 7 إلى 10 كيلومترات وتحويل هذه البقعة بمثابة شريط عازل يُطَمْئن سكان مستوطني الشمال للعودة.
ورغم أن مصادقةَ الحكومة الإسرائيلية على تمديد إخلاء المستوطنين من المستوطنات الحدودية مع لبنان وغزة إلى شهر تموز المقبل يؤشر من جهة إلى عدم اكتمال ظروف «العودة الآمنة» ومن جهة أخرى إلى أن تل أبيب قد تكون في وارد استثمار ربْط حزب الله جبهة الجنوب بغزة «بالنار» عَكْسياً بمعنى فصلهما فتُعلَّق محرقة القطاع من دون إخماد الحريق مع لبنان، فإن الأوساطَ نفسها أشارتْ إلى أن مجيء هوكستين المحتمَل من شأنه في جانب آخَر أن يوفّر لتل أبيب مَخْرَجاً إذا كانت تريد أيضاً إعطاءَ فرصةٍ خلال شهر رمضان للحلّ الديبلوماسي لبنانياً كي يأخذ مداه على البارد، وسط صعوبة تقدير حقيقة الموقف الإسرائيلي خصوصاً إذا كانت هدنة غزة وشروطها قد تحمل ارباكات لحكومة نتنياهو.
وإذ استوقف الأوساط أن هوكستين تسبقه هذه المرة التحذيرات الأميركية من توغُّل بري إسرائيلي في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر القليلة المقبلة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن حدودها الشمالية – علماً أن هذا التهديد لم يلْق أي صدى لدى الحزب الذي يعتبر قريبون منه مثل هذا التوغل فرصة لمقابر مفتوحة بحق المتوغّلين – لفتت إلى أن ثمة غموضاً يلف ما قد يسمعه الموفد الأميركي في ما خص مرحلة الحل المستدام على جبهة الجنوب والذي كان هوكستين اقترح أن يكون مُمَرْ حلاً، بعد وقف حرب غزة، ويبدأ بتراجُع حزب الله ما بين 7 الى 10 كيلومترات وترتيبات على مقلبي الحدود تسمح بعودة النازحين من الجانبين، وصولاً إلى بت نقاط الخلاف البري التي يصرّ لبنان الرسمي على أن تشمل مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، وهو ما قد يشكل لغماً حقيقياً في طريق تنفيذ القرار 1701 بكليته.
وفي موازاة ترقُّب «العرض» الذي يمكن أن يحمله هوكستين، فإن الأوساطَ تؤكد أنه سيسمع ممن سيلتقيهم في بيروت أن أي مضيّ من إسرائيل في اعتداءاتها بعد هدنة غزة وبعد التزام حزب الله بقرار التهدئة تماثلاً مع موقف حماس في القطاع سيجعلها في موقع المعتدي الصريح ويحمّلها التبعات دولياً، علماً أن ثمة مَن اعتبر أن الحزبَ قد لا يسلّم بسهولةٍ ورقة التهدئة جنوباً ما لم يحصل على ضمانات أولاً لجهة أن اسرائيل ستوقف عملياتها بالتوازي ضدّه، وهو ما قد يتطلب اتصالاتٍ عبر وسطاء على قاعدة مَن يلتزم بالتهدئة أولاً أو إمكان توفير أرضية «لهدنة بالتزامن» على جبهة الجنوب.