اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

من 'الثورات العربية' إلى حرب غزة.. حقائق عن 20 عاماً من عُمر 'فيسبوك'

صيدا اون لاين
أطفأ موقع فيسبوك، أمس الأحد، شمعته الـ20، بعد أيام قليلة من وقوف مؤسسه مارك زوكربيرغ أمام مجلس الشيوخ وأهالي مجموعة من الضحايا معتذراً عما تسببت فيه منصته الشهيرة من ألم، هذا بخلاف الفضائح العديدة التي تلاحق المنصة المتعلقة بفقدان الخصوصية.

ووسط ذلك، يمكن القول إن فيسبوك كان شاهداً على الكثير من الأحداث والتبدلات حول العالم، كما أنه كان عنواناً بارزاً في ثورات الربيع العربي التي تركت الكثير من التبدلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في بلادنا العربية.. فما هي أبرز محطات "فيسبوك"؟ وكيف أنهى عامه الـ20؟

(2006 – 2011).. البدايات دائما ما تكون بريئة
في العام 2007؛ وبعد سنة تقريبا من إتاحته عالميا، كان الجميع مبهوراً بفيسبوك وقدرته على ربط الأشخاص ببعضهم ومشاركتهم اللحظات المميزة في حياتهم.

وساعد ظهور آيفون على انتشار فيسبوك، فأصبحت المنصة في الفترة من عام 2006 إلى عام 2008 تقريبا، وبعد افتتاحها لعامة الناس، أكثر شعبية.

في عام 2008 تقريباً، بدأت النخبة الإعلامية الكبرى والسياسيون في استخدام المنصة، مدركين قوتها، وتجلى ذلك في العام 2010 تقريباً، عندما انطلقت أحداث الربيع العربي.

كان هناك شعار في ذلك الوقت: نستخدم يوتيوب لبث الثورة، وفيسبوك لتنظيمها، وتويتر لمشاركتها.

(2012 – 2017).. المال والنفوذ مصدر شرور التكنولوجيا


عُقدت في مؤتمر جيتكس بدبي عام 2012 ندوة للتوعية بشأن الخصوصية وكيف يمكن أن تتسبب منصات التواصل -ومنها فيسبوك- بانتهاك خصوصيتنا.

بعد تلك الندوة، بدأت العديد من الجهات في الوطن العربي بالتحقق من صحة المعلومات الواردة فيها، ووجدت أن كمية ما ينشره المستخدمون على المنصة عن حياتهم الشخصية ضخمة جدا وتمنح أي شخص القدرة على عمل خريطة رقمية تظهر أهم المعلومات عن المستخدمين.

ففي ذلك الوقت، كانت معلومات كبطاقات الهوية الشخصية ورسائل العمل وحتى تواريخ الميلاد ومعلومات الأبناء؛ من السهل الحصول عليها على المنصة للعديد من المستخدمين.

أثار هذا الأمر شركات الإعلان التي كانت تبحث عن مناجم المعلومات هذه، كما وجدت فيه فيسبوك مصدرا مهما للتمويل وزيادة الأرباح، فقد وصلت أرباحها إلى الذروة في الفترة ما بين 2010 و2015.

لكن ليست شركات الإعلان وفيسبوك وحدها فقط من كانت تبحث عن معلوماتنا وجذب اهتمامنا، فقد ظهرت في هذه الفترة طبقة من المستخدمين الذين أصبحوا يُسمَّون المؤثرين، والذين كانوا في البداية مجموعة مستخدمين يتشاركون أفكارهم السياسية والثورية، ولكن بعد الربيع العربي أصبح أغلب هذه الطبقة من التجار الذين يبيعون منشوراتهم لمن يدفع من علامات تجارية تريد أن تستفيد من متابعيهم وجمهورهم الذي يتابع منشوراتهم.

لقد تحول فيسبوك في هذه الفترة إلى سوق حرة للمعلومات يبيع فيها السياسي والفنان والتاجر وحتى الأحزاب والفئات التي لم يكن لها صوت لبضاعتها، وهو ما أوجد حالة غريبة ظهرت في بدايات الانتخابات الأميركية عام 2016.

واستخدم الرئيس الأميركي باراك أوباما في حملته الانتخابية للولاية الثانية عام 2012 وسائل التواصل الاجتماعي ومنها فيسبوك للوصول إلى شريحة الشباب والدعاية لحملته الانتخابية، وبهذا يُعد الرئيس الأميركي الأول الذي استخدم المنصة في الدعاية الانتخابية.

لكن خلفه دونالد ترامب الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، يعتبره البعض أول من تمكن من استخدام المنصة في مجال تحويل الرأي العام -أو ما يعرف "بالاستقطاب السياسي"- بطريقة منهجية، بحسب ما كشفته فضيحة شركة كامبردج أنالتيكا عام 2017، والتي أظهرت التأثير الكبير الذي تلعبه منصات التواصل على حياتنا، وقرعت أجراس الخطر حول العالم إيذانا بعهد جديد لهذه المنصة التي كثرت زلاتها.

(2017 – 2023).. فيسبوك من إحياء الثورة إلى ميتا

منذ عام 2017، وجد فيسبوك نفسه باستمرار تحت تدقيق مكثف وفي قلب العديد من الخلافات، فمن انتهاكات الخصوصية إلى المخاوف المتزايدة بشأن الممارسات الاحتكارية، واجهت الشركة تدقيقاً تنظيمياً متزايداً وردود فعل عامة عنيفة، مع اختيار العديد من المستخدمين عدم استخدام المنصة نتيجة لذلك.

ومنذ 2017 تقريباً، استُخدم فيسبوك بنشاط لنشر المثل الحزبية المتطرفة، وأصبح بمثابة منصة تعرض المجموعات العنصرية المتطرفة بحسب عدة مواقع منها نيويورك تايمز.

كذلك، فإن إحدى المشاكل الكبيرة في تلك الفترة هي أن فيسبوك لا يسمح للباحثين بالوصول إلى بياناته لمعرفة ما يدور خلف هذه المنصة الضخمة. هناك العديد من المجموعات -خاصة من النازيين الجدد أو الفاشيين- الذين يستخدمون المنصة بحسب تقارير لعدة مؤسسات.

وتقول مؤسسات إن المجتمع يحتاج إلى إجراء محادثة عما يجب أن تفعله التكنولوجيا بالنسبة لنا، وأنواع اللوائح اللازمة. لكن من غير الواضح ما إذا كانت هناك إرادة سياسية في قاعات الكونغرس أو مجلس إدارة شركة ميتا للقيام بذلك.

وأصدر الاتحاد الأوروبي مؤخراً قانوناً يلزم المنصات التي تضم أكثر من 500 ألف مستخدم شهرياً؛ بفتح بياناتها للباحثين. لذلك، سنرى ما الذي يرغب فيسبوك في فعله للحفاظ على أهميته في سوق ضخمة.

أما في عالمنا العربي، ففي عام 2016، وبعد أن عقدت فيسبوك اتفاقية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ازداد استهداف المحتوى الفلسطيني على المنصة تحت إطار مجموعة مخصصة من السياسات، بما يشمل إغلاق أو تعليق حسابات الصحفيين والمؤسسات الإعلامية والنشطاء وأي صفحة تتحدث عن القضية، بالإضافة إلى حسابات المستخدمين العاديين، وذلك بحجة إزالة "خطاب الكراهية" أو مواجهة "معاداة السامية"، وهو ما دفع المستخدمين الفلسطينيين إلى إطلاق حملات احتجاج على الرقابة المفروضة على أصواتهم على منصة التواصل الاجتماعي الأكبر عالميا.

وكانت آخر هذه السياسات ما تشهده صفحات الناشطين الداعمين لوقف الحرب على غزة من تضييق على المحتوى المناصر للقضية الفلسطينية.

وبسبب تعرض فيسبوك خلال هذه السنوات للعديد من الغرامات والقضايا المتعلقة بانتهاك الخصوصية وحماية الأطفال، فقد وجد رئيس الشركة أن الحل يكمن في تغيير اسم الشركة التي بدأت تعاني من الخسارة وعزوف العديد من المستخدمين، وهو ما فعلته في تشرين الأول 2021 عندما تغير اسم الشركة إلى "ميتا"، وتحول تركيز العلامة التجارية نحو الميتافيرس؛ عالم فيسبوك الرقمي يمزج بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وتهدف رؤية ميتا كما تقول في بيانها، إلى إعادة تعريف التفاعل والتجارب عبر الإنترنت مع مجموعة من الابتكارات، بما في ذلك سماعات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي التوليدي.

ولكن هل تستطيع ميتا أن تعيد الحياة والشغف إلى فيسبوك وتلميع صورته أمام مستخدميه العرب بهذه الألعاب التقنية الجديدة، أم أن "ميتا" هو منتج ولد ميتاً بسبب إرث فيسبوك الثقيل والسيئ في العالم العربي؟
تم نسخ الرابط