إختر من الأقسام
صيدا |
لبنان |
شؤون فلسطينية |
عربي ودولي |
مقالات وتحقيقات |
صحة وطب |
تكنولوجيا |
مشاهير وفن |
المرأة والرجل |
منوعات |
رياضة |
إقتصاد وأعمال |
ثقافة وأدب |
صور وفيديو |
إعلانات |
آخر الأخبار |
- نقابة عمال 'كهرباء لبنان' تُعلن الإضراب اعتباراً من الغد وحتى هذا التاريخ
- هذا ما قرره قادة الاتحاد الاوروبي بشأن لبنان
- حمية: آليات وجرافات مراكز جرف الثلوج تواصل عملها بشكل مستمر لفتح ما تبقى من طرقات جبلية
- مولوي: المعطيات الأولية المتوافرة تظهر أن الموساد يقف خلف مقتل محمد سرور والتحقيق مستمر
- مصرف لبنان: نعمل من أجل إعادة تشجيع استعمال وسائل الدفع الالكترونية وتخفيف استعمال الدفع النقدي
- عن نتائج نقاش المجلس الأوروبي حول لبنان.. هذا ما أعلنته ايطاليا
- وفاة الحاج خليل عيسى أبو سكينة، الدفن عصر يوم الخميس في 18 نيسان 2024
- البزري: خطورة الأوضاع التي نعيشها يجب أن لا تُنسينا الإهمال الذي تُعاني منه صيدا وأبناؤها
- مصادر لـ'LBCI': سفراء الخماسية تبلغوا من باسيل تأييده للحوار إذا كانت هناك ضمانات لعقد جلسة انتخاب رئيس
- السعودي يعزي معالي السيدة بهية الحريري وعائلتها الكريمة بوفاة المرحوم الحاج مصطفى أحمد الحريري
دكان العمّ كرجية: ذاكرة حيّة في يوميات صيدا القديمة |
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن | تاريخ النشر :
05 Dec 2022 |
المصدر :
محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر :
الخميس ١٨ كانون أول ٢٠٢٤
م
ما زال العمّ إبراهيم كرجية "أبو عزالدين" البالغ من العمر 70 عاماً، يقف وسط دكانه الضيّق جداً، في صيدا القديمة منذ أكثر من 40 عاماً، وهو واحد من قلّة يحافظون على مهنهم القديمة رغم انها لم تعد تغني ولا تسمن من جوع، في ظل تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية منذ سنوات.
العمّ كرجية، لم يعد مجرد صاحب دكان قديم "دكنجي"، يبيع سكاكر وحلويات الأطفال، بل تحوّل شاهداً على تاريخ المدينة القديمة التي لازمها منذ طفولته، ويحفظ تفاصيل يوميات أبنائها وقد شاركهم فرحهم وحزنهم، حلو أيامهم ومرّها، وأسماء عائلاتها وكبار محترفي مِهنها ومن رحل منهم ومن بقي على قيد الحياة.
في الحي الذي يشكّل تقاطعاً لأسواق "الكندرجية" شمالاً، والحياكين جنوباً والنجّارين شرقاً و"خان الإفرنج" غرباً، بات الدّكان "باروميتر" الحارة، منها وإليها تنتهي الأخبار والحكايات والمشكلات والأفراح والأتراح، "يجب أن تكون لطيفًا وترحّب بالزّبائن كما في بيتك لتجذبهم إليك، فممنوع النقّ أو الغضب"، يردّد العمّ كرجية بابتسامة خفيفة تخفي تحت طياتها مرارة الحزن الذي حلّ بمعظم الصيداويين جراء الأزمة المعيشية والفقر.
يقول لـ "نداء الوطن": "نعم تراجع البيع كثيراً رغم أنّ الأسعار هنا مقبولة وأرخص من غيرها في المحال التجارية الأخرى خارج صيدا القديمة، ورغم ذلك يتأفّف الناس، لم يعتادوا هذه الأسعار الغالية وهم يكتوون بنارها من دون أفق قريب للإستقرار، الدولار يواصل ارتفاعه والأسعار جنونها، كأننّا نعيش في حفلة جنون لا تنتهي أبداً".
في المقابل، يبدو العمّ كرجية صاحب الباع الطويل والخبرة في الحياة، مع كبر سنّه كالإسفنجة التي تمتصّ كل المشاعر السلبية، وعيناه اللتان صارتا غائرتين بسبب التعب، ما زالتا قادرتين على الضّحك. ويحبّه الناس بسبب بساطته، يقول "لقد ألفت الناس وحفظت أسماءهم وماذا يحبّون ويكرهون، وعاداتهم وتقاليدهم ونمط تفكيرهم، لذلك استوعب غضبهم واستياءهم مهما كان، لأنّه فورة وتزول".
دكان العمّ كرجية الذي يبلغ عرضه متراً واحداً فقط وأربعة أمتار طولاً، يشكّل مقصداً لقاطني الحي رغم أنه ليس متاحاً للزبون ترف التجوّل فيه والاختيار من بين معروضاته، يقول حاجته فيؤمّنها له سريعاً عند الباب قبل أن يتقاضى ثمنها، ورغم ذلك بات "بمثابة منزله الذي يقضي فيه ساعات طويلة أكثر من المنزل، وعائلته الكبيرة هي سكان الحي" يؤكد "لن يأخذ الأنسان معه شيئاً سوى الذكرى الطيبة والصيت الحسن، فإذا شعرنا مع غيرنا تهون المصائب وحتى تزول، يحتاج الأمر الى صبر وأناة وشعور بروح المسؤولية وحب المبادرة لفعل الخير وليس أكثر من ذلك"
سيبقى العم كرجية سلطان مملكته الصغيرة وقد اعتاد أن يرتّب كلّ بضائعه المختلفة الأنواع والأحجام والمتداخلة الألوان وبأسعار مقبولة ليرسم البسمة على وجوه العائلات والأطفال الذين يبحثون عن الفرح والأمل.
ما زال العمّ إبراهيم كرجية "أبو عزالدين" البالغ من العمر 70 عاماً، يقف وسط دكانه الضيّق جداً، في صيدا القديمة منذ أكثر من 40 عاماً، وهو واحد من قلّة يحافظون على مهنهم القديمة رغم انها لم تعد تغني ولا تسمن من جوع، في ظل تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية منذ سنوات.
العمّ كرجية، لم يعد مجرد صاحب دكان قديم "دكنجي"، يبيع سكاكر وحلويات الأطفال، بل تحوّل شاهداً على تاريخ المدينة القديمة التي لازمها منذ طفولته، ويحفظ تفاصيل يوميات أبنائها وقد شاركهم فرحهم وحزنهم، حلو أيامهم ومرّها، وأسماء عائلاتها وكبار محترفي مِهنها ومن رحل منهم ومن بقي على قيد الحياة.
في الحي الذي يشكّل تقاطعاً لأسواق "الكندرجية" شمالاً، والحياكين جنوباً والنجّارين شرقاً و"خان الإفرنج" غرباً، بات الدّكان "باروميتر" الحارة، منها وإليها تنتهي الأخبار والحكايات والمشكلات والأفراح والأتراح، "يجب أن تكون لطيفًا وترحّب بالزّبائن كما في بيتك لتجذبهم إليك، فممنوع النقّ أو الغضب"، يردّد العمّ كرجية بابتسامة خفيفة تخفي تحت طياتها مرارة الحزن الذي حلّ بمعظم الصيداويين جراء الأزمة المعيشية والفقر.
يقول لـ "نداء الوطن": "نعم تراجع البيع كثيراً رغم أنّ الأسعار هنا مقبولة وأرخص من غيرها في المحال التجارية الأخرى خارج صيدا القديمة، ورغم ذلك يتأفّف الناس، لم يعتادوا هذه الأسعار الغالية وهم يكتوون بنارها من دون أفق قريب للإستقرار، الدولار يواصل ارتفاعه والأسعار جنونها، كأننّا نعيش في حفلة جنون لا تنتهي أبداً".
في المقابل، يبدو العمّ كرجية صاحب الباع الطويل والخبرة في الحياة، مع كبر سنّه كالإسفنجة التي تمتصّ كل المشاعر السلبية، وعيناه اللتان صارتا غائرتين بسبب التعب، ما زالتا قادرتين على الضّحك. ويحبّه الناس بسبب بساطته، يقول "لقد ألفت الناس وحفظت أسماءهم وماذا يحبّون ويكرهون، وعاداتهم وتقاليدهم ونمط تفكيرهم، لذلك استوعب غضبهم واستياءهم مهما كان، لأنّه فورة وتزول".
دكان العمّ كرجية الذي يبلغ عرضه متراً واحداً فقط وأربعة أمتار طولاً، يشكّل مقصداً لقاطني الحي رغم أنه ليس متاحاً للزبون ترف التجوّل فيه والاختيار من بين معروضاته، يقول حاجته فيؤمّنها له سريعاً عند الباب قبل أن يتقاضى ثمنها، ورغم ذلك بات "بمثابة منزله الذي يقضي فيه ساعات طويلة أكثر من المنزل، وعائلته الكبيرة هي سكان الحي" يؤكد "لن يأخذ الأنسان معه شيئاً سوى الذكرى الطيبة والصيت الحسن، فإذا شعرنا مع غيرنا تهون المصائب وحتى تزول، يحتاج الأمر الى صبر وأناة وشعور بروح المسؤولية وحب المبادرة لفعل الخير وليس أكثر من ذلك"
سيبقى العم كرجية سلطان مملكته الصغيرة وقد اعتاد أن يرتّب كلّ بضائعه المختلفة الأنواع والأحجام والمتداخلة الألوان وبأسعار مقبولة ليرسم البسمة على وجوه العائلات والأطفال الذين يبحثون عن الفرح والأمل.
Tweet |