إختر من الأقسام
صيدا |
لبنان |
شؤون فلسطينية |
عربي ودولي |
مقالات وتحقيقات |
صحة وطب |
تكنولوجيا |
مشاهير وفن |
المرأة والرجل |
منوعات |
رياضة |
إقتصاد وأعمال |
ثقافة وأدب |
صور وفيديو |
إعلانات |
آخر الأخبار |
- مؤسسة 'مياه لبنان الجنوبي' أنجزت المرحلة الثانية من مشروع تطوير منظومة معروب المائية
- أمن الدولة باشرت إخلاء النازحين السوريين غير المستوفين للشروط من مناطق في الشمال
- جمعية المقاصد الخيرية تنعي الأستاذ بسام توفيق الظريف
- بعد موجة الحرّ.. أمطار نيسان عائدة وهذا ما ينتظرنا في الأيام المقبلة
- الدفاع المدني: إخماد حريق داخل شقة في فرن الشباك وإخلاء المبنى من قاطنيه وإسعاف مصابَين
- صراع الجبابرة يهدّد الإقتصاد العالمي: صدمة في الأسواق العالميّة
- بهية الحريري تزور رئيس 'المستقبل' في باريس
- باسيل من مجلس النواب: الحكومة لم تكن جاهزة لإجراء الانتخابات النيابية وجئنا إلى الجلسة لنمنع الفراغ
- بعد انتظار.. هذا ما أقره مجلس النواب بشأن متطوعي الدفاع المدني
- إجتماعات مكثّفة في 'الضمان'.. هذا ما يُخطط له
من قصة وجع والده من أجل 5000 ليرة في المرفأ إلى النجاح: عباس علي مشيك 'بيّك المظلوم فخور فيك' |
المصدر : ليلي جرجس - النهار | تاريخ النشر :
16 Jul 2022 |
المصدر :
ليلي جرجس - النهار
تاريخ النشر :
الخميس ٢٥ تموز ٢٠٢٤
هي الأرقام التي قد تكون نذير شؤم أحياناً كما كانت في انفجار مرفأ بيروت يوم بدأنا نحصي عدد الجرحى والقتلى بسبب الغدر والإهمال. وقد تكون فاتحة خير كما هي اليوم مع الناجحين في الامتحانات الرسمية. العنبر رقم 4 بقي الرقم الأصعب على لبنان، وقصص ضحاياه ستبقى تتصدر ذاكرتنا بقساوتها وظلمها وحرقتها.
هناك في المرفأ، كانت الأرقام متفاوتة بين أجير وعامل ومسؤول، وبين أسوار القمح والاهراءات وُجد علي مشيك ووجعه الذي حمله من أجل 5000 ليرة إضافية مقابل ساعة عمل. علي صاحب الوجع الأكبر الذي قضى غدراً كما رفاقه وكل ضحايا انفجار بيروت بقي هناك ولم يعد إلى عائلته كما كان مفروضاً، بقي من أجل أن يؤمن لعائلته "بعض الفراطات" التي تضمن دراسة وإطعام أولاده وزوجته.
صورة علي مشيك الصغيرة التي بقيت محفورة في أذهاننا تفضح عجز هذه الدولة، تفضح وقاحتها وعنترياتها في طمس الحقيقة. لكن لا عليك يا علي، لأنك "عرفت تربّي"، واليوم ابنك عباس يحمل الشعلة التي عملت جاهداً حتى لا تحرمه هو وأخواته من استكمال دراستهم. لقد فعلها عباس يا علي، لقد رفع رأسك ورأس كل اللبنانيين بنجاحه، ليس لأنه نجح فقط لا بل لأنه أظهر للجميع أنه لن يتخلى عن وعده لك "سوف أحقق حلم والدي وأصبح طبيباً".
عباس الذي قال لمن قتلوا والده علي "الله لا يسامحهم لأنهم يتّموني وبعّدوا بيّي عني"، يقف اليوم حاملاً شهادته ليقول لهم لن تنالوا مني ومن حلم والدي. لن يسمح لهم بذلك، لأنه يعرف جيداً كيف سهر والده وتعب لساعات طويلة من أجل أن يؤمن لهم حياة أفضل من حياته، لأنه يعرف أن الـ5000 ليرة التي كانت سبباً في وفاة والده ستكون حافزه للانتقام بالحياة وبالنجاح والنصر على الظلم.
كان علي يقبل هذا الأجر القليل لأنه يعمل بالحلال وليس بالحرام، لأنه من تعب جبينه يطعم أولاده، ولقد عبّر عباس عن ذلك خلال حديث تلفزيوني مع مرسال غانم عندما قال أريد أن أصبح كما أرادني أن أكون "صالحاً وجريئاً وما كذّب وما آكل بالحرام وآكل لقمة بالحلال".
العتّال كما كانوا يطلقون على وظيفة علي علّمت كثيرين أن الحياة لا تتوقف على المناصب والألقاب، وإنما على المبادئ والشرف. لقد أحسنت تعليم أولادك واليوم حصدت تعب ونعم هذه التربية في إصرار ابنك عباس على النجاح والمضي قدماً في طريق الدراسة.
ويوميتك التي كانت لا تتعدى الـ24 ألف ليرة في المرفأ ستكون التحدي الأكبر لأولادك، لقد عدت إلى المرفأ من أجل تفريغ حمولة جديدة وكسب 5000 آلاف ليرة على كل ساعة إضافية من أجل عباس وأخواته. عدت إلى المرفأ ولم تعد ولكن حلمك بهم بقي يطفو في الأفق، وبنجاح عباس كٌتب الفصل الأول من فصول الحلم الكبير.
هناك في المرفأ، كانت الأرقام متفاوتة بين أجير وعامل ومسؤول، وبين أسوار القمح والاهراءات وُجد علي مشيك ووجعه الذي حمله من أجل 5000 ليرة إضافية مقابل ساعة عمل. علي صاحب الوجع الأكبر الذي قضى غدراً كما رفاقه وكل ضحايا انفجار بيروت بقي هناك ولم يعد إلى عائلته كما كان مفروضاً، بقي من أجل أن يؤمن لعائلته "بعض الفراطات" التي تضمن دراسة وإطعام أولاده وزوجته.
صورة علي مشيك الصغيرة التي بقيت محفورة في أذهاننا تفضح عجز هذه الدولة، تفضح وقاحتها وعنترياتها في طمس الحقيقة. لكن لا عليك يا علي، لأنك "عرفت تربّي"، واليوم ابنك عباس يحمل الشعلة التي عملت جاهداً حتى لا تحرمه هو وأخواته من استكمال دراستهم. لقد فعلها عباس يا علي، لقد رفع رأسك ورأس كل اللبنانيين بنجاحه، ليس لأنه نجح فقط لا بل لأنه أظهر للجميع أنه لن يتخلى عن وعده لك "سوف أحقق حلم والدي وأصبح طبيباً".
عباس الذي قال لمن قتلوا والده علي "الله لا يسامحهم لأنهم يتّموني وبعّدوا بيّي عني"، يقف اليوم حاملاً شهادته ليقول لهم لن تنالوا مني ومن حلم والدي. لن يسمح لهم بذلك، لأنه يعرف جيداً كيف سهر والده وتعب لساعات طويلة من أجل أن يؤمن لهم حياة أفضل من حياته، لأنه يعرف أن الـ5000 ليرة التي كانت سبباً في وفاة والده ستكون حافزه للانتقام بالحياة وبالنجاح والنصر على الظلم.
كان علي يقبل هذا الأجر القليل لأنه يعمل بالحلال وليس بالحرام، لأنه من تعب جبينه يطعم أولاده، ولقد عبّر عباس عن ذلك خلال حديث تلفزيوني مع مرسال غانم عندما قال أريد أن أصبح كما أرادني أن أكون "صالحاً وجريئاً وما كذّب وما آكل بالحرام وآكل لقمة بالحلال".
العتّال كما كانوا يطلقون على وظيفة علي علّمت كثيرين أن الحياة لا تتوقف على المناصب والألقاب، وإنما على المبادئ والشرف. لقد أحسنت تعليم أولادك واليوم حصدت تعب ونعم هذه التربية في إصرار ابنك عباس على النجاح والمضي قدماً في طريق الدراسة.
ويوميتك التي كانت لا تتعدى الـ24 ألف ليرة في المرفأ ستكون التحدي الأكبر لأولادك، لقد عدت إلى المرفأ من أجل تفريغ حمولة جديدة وكسب 5000 آلاف ليرة على كل ساعة إضافية من أجل عباس وأخواته. عدت إلى المرفأ ولم تعد ولكن حلمك بهم بقي يطفو في الأفق، وبنجاح عباس كٌتب الفصل الأول من فصول الحلم الكبير.
Tweet |