إختر من الأقسام
آخر الأخبار
اختُرع في أمريكا عام 1800.. هل يقي لقاح الجدري من 'جدري القرود'؟
اختُرع في أمريكا عام 1800.. هل يقي لقاح الجدري من 'جدري القرود'؟
المصدر : TRT عربي
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ حزيران ٢٠٢٤

بالتزامن مع تصدر أخبار جدري القرود عناوين الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، تصادف الخميس الذكرى الـ222 لاختراع لقاح الجدري بأمريكا الشمالية، وذلك بعد اكتشافه على يد الطبيب الإنجليزي إدوارد جينر الملقب بـ "أبو علم المناعة" يوم 14 مايو/أيار 1796.

وعلى الرغم من رصد أكثر من 550 حالة إصابة مؤكدة بفيروس جدري القرود حتى بداية الشهر الجاري في 30 دولة لا يتوطن بها المرض، معظمها في أوروبا، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه من غير المحتمل أن يؤدي انتشار جدري القرود إلى جائحة.

بالمقابل، أفادت منظمة الصحة العالمية بتفشٍّ محتمل وأوسع نطاقاً لجدري القرود في المهرجانات والفعاليات الكبرى المقرر تنظيمها هذا الصيف بأوروبا. وأشار هانز هنري كلوج المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا إلى أن التحقيقات بشأن الحالات حتى الآن تشير إلى أن التفشي في أوروبا يعود إلى منتصف أبريل/نيسان الماضي. ويعد هذا أكبر انتشار للفيروس والأوسع نطاقاً الذي يُسجّل خارج غرب ووسط أفريقيا، حيث يعد جدري القرود من الأمراض المتوطنة.

لقاح الجدري: أول لقاح ناجح طوره البشر

خلال دراسته لمرض الجدري، اكتشف العالم البريطاني إدوارد جينر أمراً غريباً، هو أن مربيات الأبقار والعاملات بحلب وبيع اللبن لم يُصَبن بالجدري القاتل، بل بنوع آخر من الجدري يطلق علية "جدري الأبقار" (cowpox) الذي كانت أعراضه المرضيَّة خفيفة جداً بالمقارنة من الجدري المنتشر آنذاك، والذي كانت تقرُّحاته الجلدية الشديدة والحمى الحادّة المصاحبة له تودي بحياة المصابين به إلى الموت في أغلب الأحيان.

هذا الاكتشاف قاد جينر لأخذ عينة من قيح تقرُّحات جدري البقر من فوق يد شابة حلَّابة تُدعى سارة نيلمس، وحقنها في جلد الطفل جيمس فيبس البالغ من العمر 8 أعوام فقط، وإثرها أصيب الطفل بأعراض حُمَّى خفيفة لبضعة أيام تماثل بعدها للشفاء سريعاً.

ولأجل إكمال بحثه وإثبات صحة ملاحظاته، حقن جينر بعد أسبوعين الطفل جميس بعينة من مرض الجدري القاتل، ولاحظ مجدداً عدم إصابة الطفل بالمرض، وهو ما قاده إلى الاستنتاج علمياً أن "جدري الأبقار" ولّد مناعة ضد الجدري.

جدري القرود

يُعتبر جدرى القرود من الأمراض النادرة التي تُلتقط عادةً من الحيوانات البرية المصابة في أجزاء من إفريقيا. اكتُشف لأول مرة في عام 1958 في القرود المخصصة لإجراء البحوث (ومن هنا أخذ اسمه الحالي)، مع تسجيل أول حالة بشرية عام 1970، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض.

هذا المرض هو أحد أقارب الجدري، الأمر الذي يجعل أعراضه تماثل أعراض مرض الجدري الذي كان يصيب البشر في القرن الماضي، ولكن بشكل أقل حدة، إذ يتسبب في ظهور طفح جلدي غالباً ما يبدأ على الوجه، وتشمل أعراضه أيضاً حُمّى وصداعاً وآلاماً في العضلات، بالإضافة إلى تضخُّم في الغدد الليمفاوية وقشعريرة وإرهاق.

ولجدري القرود سلالتان رئيسيتان: الأولى تُسمَّى سلالة الكونغو، وهي الأشدّ، إذ تصل نسبة وفياتها إلى 10% من الحالات. والثانية سلالة غرب إفريقيا التي أصيب بها الأشخاص بالمملكة المتحدة مؤخراً، وتبلغ نسبة وفياتها نحو 1% من الإصابات.

هل يقي لقاح الجدري من جدري القرود؟

منذ اكتشاف اللقاح في القرن الـ 18، استمرّت حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية استئصال الجدري من الكوكب في عام 1980. ووفقاً لموقع أدلة "إم إس دي" (MSD) الإرشادية، فإن إيقاف التطعيم الروتيني في جميع أنحاء العالم عام 1980، ونظراً لأن التأثيرات الواقية للقاح تزول بعد 10 أعوام فإن معظم الناس الآن عرضة للإصابة بالجدري.

فيما تشير الدراسات، التي استند إليها تقرير على صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن عديداً من كبار السن محميون إلى حد ما ضد الإصابة بفيروس جدري القرود بفضل اللقاحات المضادة للجدري التي تلقوها منذ عقود، ما يعني أنه في حال إصابتهم بالعدوى ستتولد لديهم أعراض خفيفة فقط.

يذكر أن لقاح جدري الماء (chickenpox) ليس له أي علاقة بفيروس الجدري، ما يعني أن لقاح جدري الماء لا يوفر أي حماية من الجدري أو جدري القرود.

وحسب صحيفة "لوبوان" الفرنسية، فإنه على الرغم من عدم توفر لقاح محدد ضد جدري القرود حتى اللحظة، إلا أن الدراسات القائمة على الملاحظة أظهرت أن التطعيمات السابقة المضادة للجدري كانت فعالة بنسبة 85% تقريباً في الوقاية من جدري القرود وتخفيف أعراض المرض، وذلك لأن جدري القرود يعتبر واحداً سلالات الجدري.


عودة الى الصفحة الرئيسية