بعد تسليم "فتح": حوار فلسطيني – لبناني مرتقب حول السلاح والحقوق

يشهد الأسبوع المقبل حركة فلسطينية – لبنانية لافتة، حيث تتجه الأنظار إلى اللقاء الذي سيُعقد بين رئيس لجنة الحوار اللبنانية – الفلسطينية السفير رامز دمشقية، ووفد موسّع من الفصائل الفلسطينية في لبنان، للبحث في ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيّمات، في إطار خطة الدولة لحصره بيدها.
وأبلغت مصادر فلسطينية "نداء الوطن" أنّ هذه القوى، التي تضمّ ممثلين عن تحالف القوى الفلسطينية، والقوى الإسلامية، و "أنصار الله"، والجبهتين "الشعبية" و "الديمقراطية"، وربما التيار الإصلاحيّ لحركة "فتح"، قد اتفقت على رؤية مشتركة توازن بين السلاح والحقوق من جهة، وكيفية حفظ أمن واستقرار المخيّمات وإدارتها سياسيًا وشعبيًا واجتماعيًا من جهة أخرى.
وتقوم هذه الرؤية المشتركة على ركيزتين:
الأولى: ضرورة أن تكون مقاربة الوجود الفلسطيني في لبنان شاملة، وليست أمنية فقط، مع تأكيد احترام اللاجئين الفلسطينيين سيادةَ لبنان وقوانينه وأمنه واستقراره، بما يعني عدم القيام بأي عمل يمسّ الأمن القوميّ اللبناني، والتمسّك بحق العودة، ورفض التوطين والتهجير والوطن البديل.
الثانية: تنظيم وضبط السلاح من خلال "القوة الأمنية المشتركة" بدلًا من تسليمه، وبإشراف "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" وبالتنسيق مع الجيش اللبناني. إلّا أنّ هذا الأمر لم يُناقش حتى الآن لا مع حركة "فتح"، ولا ضمن "هيئة العمل المشترك"، ولا مع "لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني".
ويأتي هذا اللقاء بعدما قامت حركة "فتح" – قوات الأمن الوطني بتسليم سلاحها على أربع مراحل: الأولى في برج البراجنة بتاريخ 21 آب 2025، الثانية في مخيّمات جنوب الليطاني: الرشيدية، البص، والبرج الشمالي بتاريخ 28 آب 2025، الثالثة في مخيّمات بيروت: برج البراجنة، شاتيلا، ومار الياس بتاريخ 29 آب 2025، والرابعة في مخيّمي عين الحلوة في صيدا والبداوي في الشمال بتاريخ 13 أيلول 2025.
توازيًا، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عمق العلاقات الأخوية بين فلسطين ولبنان، والتزامه بكلّ ما تعهّد به خلال زيارته الأخيرة، مقدّرًا عاليًا مواقف لبنان في دعم القضية الفلسطينية، من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وجميع القوى والشخصيات التي وقفت إلى جانب فلسطين في أحلك الظروف.
وقال عباس، خلال رعايته حفل التخريج السنوي لطلبة مؤسسة محمود عباس للعام الدراسي 2024 – 2025 "دفعة الإرادة والتميّز"، الذي أقيم في قاعة لاسال في الرميلة – صيدا، بحضور السفير الفلسطيني في لبنان محمد الأسعد، وحشد من الشخصيات السياسية الفلسطينية واللبنانية: "نحرص كلّ الحرص على دعم لبنان واستقراره وازدهاره، ونجدّد موقفنا الثابت بأن اللاجئين في لبنان هم ضيوف موقتون إلى حين عودتهم إلى وطنهم، وأن مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني".
وأضاف: "نقف إلى جانب لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية، وفي الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، ونؤكد أن وجودنا في لبنان يجب أن يكون عنصر استقرار لا عنصر توتير، وأن يبقى مجتمع اللاجئين محصّنًا بعيدًا من أي صراعات لا تعنيه ولا تخدم قضيته. كما ندعو إلى انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كل شبر من أرض لبنان".
وكان السفير الفلسطيني محمد الأسعد قد التقى رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري في مكتبها في بيروت، في زيارة بروتوكولية بمناسبة مباشرته مهامه، وبحث معها قضايا تتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان، والعلاقات الفلسطينية ـ اللبنانية، إلى جانب الوضع في المخيّمات، ولا سيّما على الصعد الأمنية والحياتية والإنسانية والتربويّة.
وفيما هنأت السيدة الحريري السفير الأسعد بتسلّمه مهامه الجديدة، متمنيةً له التوفيق في كل ما يعزّز العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، شكر السفير الأسعد الحريري على مواقفها ومبادراتها الداعمة للشعب الفلسطيني وقضاياه المحقّة والعادلة