اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

جرائم يوميّة والشّارع يصرخ: تحرّكوا قبل فوات الأوان!

صيدا اون لاين

لا يمرّ يوم إلا ونسمع عن جريمة مختلفة، واللافت أنّ النّهار لم يعد أكثر أماناً من الليل. فالجرائم باتت تحصل في وضح النّهار وفي كلّ المناطق، ما يزيد من الخوف والقلق لدى النّاس، ويُسلّط الضوء على وقاحة المجرمين واستغلالهم لغياب الردع والإفلات من العقاب.

العصابات أصبحت أكثر احترافاً، إذ يستخدم أفرادها سيارات مسروقة أو دراجات ناريّة ويتنقّلون من منطقة إلى أخرى لتنفيذ عمليّاتهم. كما أنّ أساليب القتل باتت غريبة لم نعتد عليها في مجتمعنا، مع "تفنّن" المجرمين في طرق تنفيذ الجرائم.

وفي مقارنة بالأرقام، يُشير الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين إلى أنّ عدد قتلى الجرائم ارتفع من 91 إلى 117 قتيلاً في الأشهر الـ 7 الأولى من العام الحالي مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. ويُضيف شمس الدين في حديث لموقع mtv أنّ حوادث السرقة ارتفعت من 1790 إلى 2316، أمّا سرقة السيّارات فتراجعت من 334 إلى 152 سيارة. كذلك الخطف مقابل فدية، تراجع من 27 في العام الماضي إلى 22 حالة اليوم.
إذاً، هناك مؤشرات تراجعت فيما أخرى ارتفعت في دلالة على سوء الوضع، وفق شمس الدين.

في الإطار نفسه، يكشف تقرير موسوعة نامبيو للعام 2025 أنّ لبنان حلّ في مرتبةٍ متوسّطة إلى منخفضة من حيث مستوى الجريمة مُقارنةً بدول أخرى، حيث لم يُصنّف ضمن الدول العربيّة ذات أعلى معدّلات الجريمة. وجاءت قطر والإمارات في طليعة الدول العربيّة بأقلّ معدّل للجريمة ضمن قائمة 142 دولة مدرجة.

هذا في الأرقام، ولكن ماذا عن الأسباب؟ يعزو الخبراء هذا التّصاعد في الأرقام إلى عوامل عدّة أهمّها الأزمة المعيشيّة وغلاء الأسعار المستمرّ مع ارتفاع معدّلات الفقر والبطالة. حتّى الموظف لم يعد يكفيه راتبه، فكيف الحال إذاً مع مَن لا يجد وظيفة؟!
بالإضافة إلى ذلك، لا يُمكن التّغاضي عن النّمط السّائد في البلد وهو غياب المُحاسبة، على الرّغم من الجهود الجبّارة التي تبذلها القوى الأمنيّة لضبط الوضع وتنفيذ خطط أمنيّة للحدّ من الجرائم. ولكن يبدو أنّ الوضع بحاجة إلى اتّخاذ إجراءات أكثر صرامة وتعزيز دور القوى الأمنيّة بشكلٍ أكبر مع تفعيل المُحاسبة على الجميع من دون استثناء.

في الخلاصة، الشّارع يتكلّم بشكلٍ أكثر واقعيّة من الأرقام ويصرخ مُناشداً المعنيّين التحرّك جديًّا وسريعاً قبل أن يفقد المواطنون ثقتهم الكاملة بالدّولة ومؤسّساتها، والأهمّ البدء بمعالجة الأسباب الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي تدفع البعض إلى ارتكاب الجرائم

تم نسخ الرابط