اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

لبنان يطلّ بوجه متجدّد على العالم

صيدا اون لاين

يتحضّر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لترتيب جدول زياراته الخارجية، العربية منها والأوروبية، تلبية للدعوات الرسمية التي تلقّاها. وهي لقاءات ستحمل معها زخماً سياسياً واقتصادياً للبنان، الذي يعمل على استعادة حضوره بين الدول، واسترجاع ثقة الخارج به، بعد الانقطاع العربي والغربي الفاعل عنه، نتيجة مرحلة ما قبل اتفاق وقف الأعمال العدائية.

ويلمس المسؤولون اللبنانيون على المستويين الرئاسي والوزاري، استعداد العالم لفتح صفحة جديدة مع لبنان، إن كان مستعداً ليخطو خطوات جدّية على صعيد طيّ صفحة النزاعات واللااستقرار، وترسيخ مرحلة التعافي والإنقاذ والإصلاح، وتثبيت القرار 1701 وتطبيقه كاملاً. وهو ما يتطلّب من المجتمع الدولي الراعي للاتفاق، الضغط على إسرائيل لتطبيقه، بموازاة انتشار الجيش اللبناني وتعزيز قدراته ليقوم بالمهام الموكلة إليه.

وتأتي الحركة السياسية والدبلوماسية اللبنانية المتجدّدة في سعي لاستعادة الحضور الفاعل من جهة، وتظهير العناوين الأساسية التي يطلّ من خلالها لبنان على المحافل الدولية.

السيسي لعون "ابنِ لبنان ونحن معك"

وفي هذا الإطار، تصف الأوساط المطّلعة على زيارتي رئيس الجمهورية للرياض والقاهرة بالناجحتين. فبعد سنتين ونصف من غياب "الرئاسة" عن طاولة الاجتماعات العربية، شكّل حضور الوفد اللبناني الرئاسي إعادة رسم للخطوط العريضة لاستعادة موقع لبنان العربي ودوره التاريخي في محيطه. فظهر "لبنان الجديد" بمظهر جديد وخطاب لبناني سيادي، ينفتح على محيطه العربي الذي يشكّل متنفّسه الأساسي. وكان لافتاً حين أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أن بلاده تعمل مع عدد من الدول المعنية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي من كامل الجنوب اللبناني، ونوّه بالجهود التي يبذلها الرئيس عون في إطار عملية النهوض، وقال في هذا الإطار للرئيس عون: "ابنِ لبنان، ونحن معك، وستجد مصر إلى جانبك".

وعلى مستوى القمة العربية الطارئة في القاهرة، تشير الأوساط إلى أن اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية مع الملوك والأمراء والرؤساء، "شكّلت استعادة لحضور لبنان بين إخوته العرب". ولفتت الأوساط في هذا السياق إلى أنه "ليس تفصيلاً أنّ كل رؤساء الدول والوفود الذين التقاهم الرئيس عون، أجمعوا على وصف كلمته بأنها من بين الأهم في القمة، وقد شكّلت تغييراً لما كانت عليه كلمة لبنان بالقمم العربية. وأعطت إشارة واضحة إلى عودة استثنائية للبنان لدوره على مستوى العالم العربي".

زيارة السعودية ودلالاتها

في ما يتعلّق بالزيارة الأولى لرئيس الجمهورية للرياض، تشير الأوساط إلى بعض النقاط التي تستحق التوقّف عندها في البعدين الشخصي والسياسي. وتسجّل في هذا السياق أن البعد الشخصي في العلاقة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس جوزاف عون بدا واضحاً. فعلى الرغم من أنه اللقاء الأول بينهما، والتواصل السابق اقتصر على الاتصالات الهاتفية، إلّا أن وليّ العهد السعودي أظهر ما يكنّه من ودّ واحترام، إن في حفاوة الاستقبال والعناق، أو في الوداع عند مدخل القصر. وفي ذلك دلالة واضحة أيضاً على الاحترام والتقدير الأميري السعودي للرئاسة اللبنانية.

أما على المستوى السياسي، فتعتبر الأوساط أن "ليس تفصيلاً أو حدثاً عابراً أن يحضر أهم 12 مسؤولاً في المملكة العربية السعودية من أركان الإدارة في اللقاء مع رئيس الجمهورية والوفد اللبناني، من وزراء خارجية ودفاع وحرس وطني وتجارة وغيرهم من المسؤولين. وفي ذلك دلالات على أهمية الزيارة، لا سيّما أن الأمير محمد بن سلمان حريص على كيفية قياس وتظهير صورة وقته وتصرفاته مع من يلتقيهم وما يقوم به من نشاطات. وبالتالي، فإن حضور 12 مسؤولاً سعودياً شكّل أبلغ رسالة عن الاحترام والتقدير والاهتمام التي توليها المملكة للبنان وشعبه".

وبعدما شكّلت محطة الرياض الأولى، الانطلاقة المتجددة للبنان نحو عمقه العربي، ووضعت الأسس للتعاون في كل الملفات الثنائية، فالترجمة العملية ستتمّ وفق المعلومات بعد شهر رمضان المبارك، حيث ستكون هناك زيارة رسمية تبحث ملفات الاستثمارات والتجارة والاقتصاد، وكل ما هو مرتبط بـالاتفاقات الـ22 التي جرى تأكيد توقيعها بين المملكة ولبنان في الأسابيع المقبلة.

حتى ذلك الحين، يحتاج لبنان إلى ترجمة ما خلصت إليه قمّة الرياض اللبنانية السعودية: بسط سيادة الدولة، وحصر السلاح بيدها

تم نسخ الرابط