الحكومة ستدخل "العاصفة"... تحذير على خلفية ملف داهم!

يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم عوض، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن أولى واجبات هذه الحكومة هي التصدي للاحتلال الإسرائيلي، وطالما أن هناك احتلالًا إسرائيليًا، لا يمكن للحكومة أن تقوم بواجباتها بشكل طبيعي أو أن تنفذ ما ورد في بيانها الوزاري
ويؤكد أن جلّ الاهتمام سينصب في الفترة المقبلة على هذه المسألة بالتحديد، وما يمكن أن تجرّه من انعكاسات على الداخل اللبناني، وسط الخلافات الحاصلة حول سلاح المقاومة وحول حزب الله تحديدًا.
لكن التحدي الأبرز اليوم هو موضوع إعادة الإعمار، في ظل منع هذه الحكومة تدفق الأموال الإيرانية من أجل الإعمار. فهل يمكن أن نكون أمام فتنة أو انفجار محتمل من المتضررين في وجه الحكومة؟
يرى عوض أن هذه الحكومة يجب أن ترعى هذا الموضوع بشكل خاص، وأن تعالجه بعناية فائقة، فلا يمكنها أن تُذعن للأوامر الأميركية والإسرائيلية، فكما تحطّ الطائرات الإيرانية مثلها مثل باقي طائرات العالم في لبنان، لا مانع من أن يتم تفتيشها.
ولا يظن أن على الحكومة منع الطائرات من الهبوط في مطار بيروت. أما بالنسبة لموضوع الأموال الإيرانية من أجل الإعمار، فيمكن إجراء تفاهم بين الجمهورية الإيرانية والدولة اللبنانية حول كيفية تلقي هذه الأموال وفق الطرق القانونية.
ويذكر بأن لبنان أدخل المازوت عبر المرافئ الرسمية رغم وجود عقوبات، وبالتالي يمكن أن تدخل الأموال الإيرانية عبر الدولة من أجل الإعمار، ويمكن إيجاد مخرج لهذا الأمر، وإلا فإن الحكومة ستدخل في عاصفة، لأن هناك عائلات كثيرة تنتظر التعويضات من الأموال الإيرانية بعد النكبة التي أصابتها بفعل الحرب.
وهذا سيكون بمثابة القنبلة الموقوتة إذا استمرت هذه السياسة الحكومية ولم تجد بابًا آخر للإعمار. فإذا جاءت الأموال من جهات أخرى، كان بها، ولكن حتى الساعة لم تُبدِ أي دولة استعدادها لإعادة الإعمار سوى إيران، في حين أن الآخرين يتحدثون عن مساعدات مقرونة بشروط، وهذا أمر قد لا يمرّ لدى بيئة المقاومة.
أما عن الأمل بتغيير ما مع هذه الحكومة، فيقول: صحيح أن الحكومة جاءت وفق لون جديد وبصورة مختلفة عن الحكومات السابقة، لكن هذا الاختلاف، برأيه، لا يعني أن الأمور تغيرت بشكل جذري، فلبنان هو لبنان، والسياسة هي السياسة، ولم يتغير شيء. فمن المتوقع أن تواجه الحكومة صعوبات وعقبات، وأن تشهد مدًّا وجزرًا في أكثر من ملف تطرحه، خصوصًا في موضوع التعيينات الأمنية والقضائية والإدارية، وغير ذلك، لا سيما أموال المودعين، الذي يشكل تحديًا كبيرًا أمام الحكومة في كيفية معالجته.
ويقول: صحيح أن الحكومة جاءت بحلة جديدة، لكن التعاطي السياسي اللبناني ما زال على حاله، لم يتبدل، باعتبار أن الطاقم السياسي الموجود ما زال هو نفسه، لذلك فإن الحكومة ستواجه عقبات وإشكالات. لذا، علينا أن ننتظر ونرى كيف ستتعاطى مع هذه المسائل.