"لبنان في مهب الريح"... أرقام ضخمة والتعثر مستمر!

يعيش لبنان تحديات كبيرة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، حيث خلفت الآثار المدمرة دمارًا واسعًا في العديد من المناطق، مما أثار تساؤلات كبيرة حول مدى قدرة البلاد على التعافي والإعمار، فهل سيتمكن لبنان من تجاوز هذه الأزمة الكبيرة؟
وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يكشف الباحث في "الدولية للمعلومات"، محمد شمس الدين، عن الأرقام الأولية للأضرار المترتبة على هذه الحرب، مؤكدًا أن "المسوحات شبه النهائية حول الأضرار الناتجة عن الحرب الإسرائيلية تشير إلى أن عدد الوحدات السكنية المدمرة كليًا قد بلغ 51 ألف وحدة سكنية في مناطق الضاحية الجنوبية، البقاع، والجنوب، في حين تضرر 317 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي أو طفيف".
ويُوضح شمس الدين إلى أن "كلفة إعادة الإعمار الحالية تقدر بحوالي 8 مليارات دولار، وقد تزيد إذا تم احتساب الأضرار في الممتلكات التجارية والصناعية، ومع ذلك، يوضح أن الأضرار الاقتصادية والتجارية لا يمكن تعويضها بالكامل، إذ يقتصر التعويض عادة على إعادة بناء المؤسسات فقط، دون تعويض للأجهزة والمعدات التي كانت داخلها".
كما يلفت إلى أن "الأضرار في البنية التحتية، مثل الطرقات، أعمدة الكهرباء، والاتصالات، تقدر بنحو 700 مليون دولار، إذ تم تدمير معالمها بشكل كامل، فإذًا تتراوح تكلفة عملية إعادة الإعمار الإجمالية بين 8 مليار دولار كحد أدنى و 10 مليار دولار كحد أقصى، مع توزيع هذه التكلفة على مدار أربع سنوات، حيث يُتوقع أن تُنفَق نحو 4 مليار دولار في السنة الأولى، فيما يُتوقع تخصيص المبلغ المتبقي على السنوات الثلاث التالية".
ويختم شمس الدين بالتأكيد على أنه "حتى هذه اللحظة، لم تتوفر الأموال اللازمة لتنفيذ العملية بالكامل، فقط تم تخصيص أموال محدودة للترميم الجزئي وتعويضات بدل الإيواء للمتضررين من فقدان منازلهم، مما يجعل انطلاقة مشروع الإعمار متعثرة في ظل التكلفة الضخمة والتحديات المحلية والدولية المرتبطة بتنفيذ العملية".