قصص تُروى للمرة الأولى عن نصرالله... خليل: "لسنا منهزمين ومجروحين"!

تحدّث المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، النائب علي حسن خليل، في مقابلة مع قناة الميادين، ضمن التغطية لتشييع الشهيد القائد السيد حسن نصرالله، تحت عنوان "السيد الأمة"، عن علاقة حركة أمل بحزب الله، وبشخص السيد نصرالله، وكيف تطورت العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، والسيد نصرالله، منذ التسعينات إلى ما قبل استشهاده، متطرقاً إلى البعدين الشخصي والوطني لدى السيد الشهيد، وبعض المواقف غير المكشوفة على العلن، إضافة إلى تعليقه على الحرب الأخيرة على لبنان، وما كان يُخطط للبلاد.
وخلال المقابلة، أكّد خليل أنّ خسارة السيّد نصرالله "ليست خسارة لحزب أو لفئة معيّنة، بل هي خسارة للحركة كما لحزب الله، كما للبنانيين، وكما للأمّة".
وأضاف أنّ شعور حركة أمل بهذه الخسارة "ينبع من أنّها خسرت قائداً ورمزاً كان جزءاً من مدرسة الإمام القائد، السيّد موسى الصدر، آمن بهذا المشروع، وناضل من موقعه، وأسس كلّ هذه الحالة، التي تطوّرت مع الأيام لتحوّله إلى رمز وقدوة ومثال، ليس فقط على مستوى حزبه أو تنظيمه الخاص، بل على مستوى كل الذين يتوقون إلى الحرية والعدالة والمقاومة ورفض الظلم".
وتابع، "نحن شعرنا بخسارة عميقة، ربّما أثرها لن يظهر الآن بصورة مباشرة، لكنّ لها أثراً كبيراً، نحاول تعويضه من خلال مزيد من تأكيد صلابة الخط، الذي أرساه ونظّمه خلال حقبة طويلة مع الرئيس نبيه بري، والذي عمّق فيه تجربة استثنائية في علاقة مكوّنين تنظيميين، أحدهما مع الآخر، وصولاً إلى التكامل في الموقف الخاص والعام".
وبشأن تلقّيه نبأ الاستشهاد، وما الذي دار في ذهنه لحظتها، قال خليل إنّ "الكلام لا يستطيع أن يعكس بصورة دقيقة الانطباع أو الصدمة، لا الصدمة الأولى، ولا ما تلاها، ولا حتى هذه اللحظات، فالفقدان استثنائي".
وأكد النائب علي حسن خليل أنّه عاش تجربة طويلة في العلاقة المباشرة بالسيّد نصرالله، بدأت منذ تولّيه الأمانة العامة عام 1992، بحيث كان حاضراً في اللقاء الأوّل الذي حدث بين الرئيس بري والسيد نصرالله، في أوائل آذار من ذلك العام.
وأوضح أنّ الرئيس بري "لم يكن حينها على معرفة مباشرة بالسيّد نصرالله، أو احتكاك مباشر به"، بحيث إنّ هذا اللقاء "كسر كثيراً من الحواجز، وخصوصاً أنّ العلاقة بين حزب الله وحركة أمل كانت تمر في مرحلة انتقالية، وفي حاجة إلى ضخ روح جديدة بين الطرفين بعد أن انتظمت".
وأضاف خليل أنّ الرئيس بري "كان سعيداً في انطباعه الأول عن هذا اللقاء الاستثنائي"، وقال إنّه "يتأمل الكثير من السيد نصرالله، أولاً لتطوير العلاقة بين الحركة والحزب، وثانياً لتحصين الوضع الخاص على المستويين الشيعي والإسلامي، ولتأمين الشراكة الوطنية، على الرغم من صغر سن السيد في ذلك الوقت، وعلى الرغم من حداثة احتكاكه بالشأن السياسي العام، أقلّه في المعلَن".
وأشار إلى أنّ الانطباع "كان إشارةً واضحة من الرئيس، مفادها أنّنا أمام مسار جديد"، فـ"مقاربة السيّد في ذلك الوقت، وإن لم تُقرأ في لحظتها بعمقها، إنّما كانت مؤشّراً على أننا أمام شخص سيتحوّل من رئيس حزب إلى زعيم، وإلى قائد يخرج من حدود تياره إلى الفضاء العام".
وبيّن أنّ اللقاءات بين الرئيس بري والسيّد "ربما تجاوزت خمسين لقاءً، بحيث لا يمكن إحصاؤها بصورة دقيقة، فمرّت الأعوام الأولى بلقاءات شبه دورية، حين كانت حرية الحركة للسيّد قبل سنة 2006 مريحة أكثر، وكان يقوم دائماً بزيارات للرئيس بري، ويقابله أيضاً الرئيس بزيارات مقابلة، إذ لم يكن هناك بروتوكول في العلاقة بينهما، ولم يقفا يوماً عند حدود مَن يأتي لمَن، فالأمور كانت مفتوحة بينهما".
لكن، بعد عام 2006، "كان الرئيس بري يصرّ على أنّه هو من يذهب إلى السيّد انطلاقاً من الاعتبارات الأمنية"، بحسب خليل، الذي استذكر موقفاً في هذا السياق جرى في بداية عام 2007، بحيث قال له السيد نصرالله إنّه يريد الذهاب إلى الرئيس بري، فلم يقبل الرئيس بري، وطلب ترتيب اللقاء، وفق ما هو متاح وملائماً ليذهب هو إليه.
حينها، أكّد بري أنّ "ما يهمّ هو المحافظة على السيد وحفظه، كونه الشريك في المقاومة، والشريك في الشأن العام، والشريك في الشأن الخاص، والشريك في الهم المشترك للبنان واللبنانيين وللمسلمين وللعرب، وربّما أوسع من ذاك كثيراً"، وفق ما نقل خليل.
وأضاف أنّ "طبيعة العلاقة هذه كسرت كثيراً من الحواجز بينهما". فعلى المستوى الشخصي، "كان هناك ود استثنائي، بحيث وصل تطوّر العلاقة بينهما إلى حد أنّهما أصبحا يفهمان، أحدهما على الآخر، من دون قيود، كأنّ الحجاب تمّت إزالته بينهما. فما يَقُلْه الرئيس يَفهَمْه السيد، وما يَقُله السيد يَفهَمْه الرئيس، وعقل كل منهما أصبح يُنتج، في كثير من المحطات، موقفاً مطابقاً حتى من دون اتّصال".
وفي الإطار، أكد خليل أنّ "كل اللقاءات مع السيد نصرالله لم تكن إلا فوق الأرض، وفي الطبقات، التي دائماً تكون الـ4 أو الـ5 أو الـ6؛ يعني في أماكن عادية".
وبشأن مناداة السيّد نصرالله للرئيس بري بـ"الأخ الأكبر"، وسر هذه العلاقة الصلبة والثقة التي لم تهتز بين رجلين زعيمين قائدين، وبين حركتين، أي بين حزب الله وحركة أمل، قال خليل إنّ "موقف السيد تجاه حركة أمل يعكس بدقّة هذه العلاقة، التي أساسها مشروع الإمام موسى الصدر، وبنيانها وعمادها الثقة الاستثنائية بين رجلين، تجاوزت حتى الأُطر القيادية والأُطر الأقل".
وأشار إلى أنّ هذه الثقة "مردّها فهم كِلا الرجلين، أحدهما للآخر. لقد فهِم سماحة السيّد مَن هو نبيه بري، الرجل المؤمن الوطني الملتزم أولوية وحدة الموقف، والملتزم موضوع مقاومة العدو الإسرائيلي، وأمضى حياته في هذا الخط، ودافع عن لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته وعيشه المشترك".
وأوضح خليل أنّ "العلاقة بين الزعيمين تطوّرت، في زمن الاحتكاك المباشر وفهم أحدهما للآخر، وتطرّقهما إلى كثير من الأمور الشخصية. فالرئيس برّي يمثّل جزءٌ من عقله وثقافته تاريخَ جبل عامل وتاريخ لبنان، بحيث كان سماحة السيّد يستلذّ بسماع نوادر الرئيس، وحكايات تجاربه من بنت جبيل، إلى صور، إلى بيروت، وبالأمثلة التي كان يرددها، والتي تحمل كثيراً من المخزون الثقافي والشعري والأدبي والسياسي"، بينما الرئيس بري "وثق ثقة كبيرة جداً بالعقل الصافي لسماحة السيّد نصرالله، وبنقاء السريرة لدى هذا الشخص الاستثنائي، وبالطيبة التي كانت تكسر أي اختلاف ربّما في الموقف السياسي. فهذه الأمور هي فعل تراكمي".
ورأى خليل أنّ العلاقة بين السيد نصرالله والرئيس بري "تمثّل درساً للأجيال القادمة، أساسه كيف يمكن أن ينتقل طرفان مختلفان، أحدهما مع الآخر، إلى فضّ الاشتباك، وإلى بناء علاقة تعاون وتحالف، وإلى بناء علاقة تكاملية، وإلى مرحلة وصلنا فيها إلى حدود، لا يُذكَر فيها أنّ هناك موضوعاً سياسياً واحداً كان للرئيس نبيه بري موقف بشأنه وعارضه سماحة السيّد، أو بالعكس، خلال الأعوام الـ15 الماضية، حتى في مواضيع ربّما عند الأطراف الأخرى، تحتاج إلى جلسات نقاش، مثل موضوع تحالف الانتخابات النيابية".
وأضاف أنّ "هذا أمر يجب أن يُعطى مثالاً بشأن كيفية قدرة الرمز أو الشخص، وقدرة شخصين كالرئيس بري والسيد نصرالله على أن يحوّلا المزاج والتوجه العام، والتفكير والمشروع، إلى إمكان تلاقي أحدهما مع الآخر".
وبشأن شخصية السيد نصرالله، قال النائب خليل إنّه كان "شخصية متميزة، وقمة في الأخلاق والاحترام وتقدير الأشخاص والتواضع والشعور بمسؤولية الشخص الآخَر وقيمته، أيّاً كان هذا الشخص الآخر، وخصوصاً مع الرئيس بري".
وسرد خليل، في السياق، قصّة حدثت بين السيد نصرالله والرئيس بري، بحيث "كان السيد مُقِلّاً جداً، إلى حدود الامتناع، عن أكل اللحمة النيّة، بينما الرئيس بري متعوّد على طريقة الجنوبيين على الفراكة، وقال له إنّ عليه أن يأكل الفراكة، فأكل السيّد واستذوقها على عادة كل الجنوبيين ومعظم اللبنانيين، فصارت هي الطبق الرئيس إلى مائدة السيّد حسن، حتى عندما يعزم هو".
وفي معرض الحديث عن شخصية السيد نصرالله، استذكر خليل لقاءً حضره مع الرئيس بري والجنرال ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في محضر السيد نصرالله، بحيث جرت نقاشات مرتبطة بانتخابات الرئاسة عام 2015".
وقال إنّ "السيد كان حريصاً، في هذا اللقاء، على أن يكسر أي حاجز قائم بين الرئيس بري والجنرال عون، بحيث شهد اللقاء صراحة عالية بينهما، بينما كان السيّد نصرالله هو ضابط الإيقاع، ويحاول ألّا يَزعل أيّ من الطرفين، وأن يوفّق بينهما"، فـ"كان هذا الاجتماع تأسيسياً في الموقف المرتبط بخيارات انتخاب رئيس للجمهورية عام 2016، وكان فيه تباينات كثيرة".
وبشأن الشخصيات السياسية من بين الحلفاء، والتي كان يعدّها السيّد حسن نصرالله مصدر ثقة، أعرب خليل عن اعتقاده أنّه "كان هناك ود خاص لسليمان فرنجية، وكان هناك شعور لطيف جداً ومحبّب تجاه الجنرال عون".
وأضاف خليل أنّ السيّد نصرالله "كان منفتحاً على العلاقات بصورة كبيرة جداً، وكان ودوداً في هذه العلاقات، ويحاول أن يعطيها بُعداً شخصياً كبيراً، وواسعاً، من علاقته بالرئيس رفيق الحريري، إلى كل الشخصيات السياسية التي مرّت، بحيث كان يحاول بناء علاقة مباشرة، وهو كان يعطي وقتاً لهذه العلاقات، فليس عنده موعد قصير. وحتى عندما كان يستقبل الشخصيات، بصورة رسمية، في الأمانة العامة، فإنّه كان يعطي من وقته، ويحاول أن يفتح مواضيع شخصية مع الشخص الآخَر، ويتطرّق إلى أمور كثيرة".
أمّا بشأن علاقة السيد نصرالله بالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، فأكّد خليل أنّ السيد "كان يتباين معه كثيراً، لكنه كان يحترمه، وكان هناك ودّ. وحتى في أشدّ أوقات الاختلاف بين حزب الله والحزب التقدميع الاشتراكي، أو التباين مع جنبلاط، فإنّ السيد كان يقول إنّه يجب المحافظة على العلاقة به".
وبشأن آخر لقاء بينه وبين السيد نصرالله، كشف خليل أنّه كان قبل أكثر من 3 أعوام، لكن "التواصل لم ينقطع يوماً"، مشيراً إلى أنّه تواصل معه قبل أقل منه 4 أيام من استشهاده.
وفي الإطار، استذكر خليل موقفاً عالقاً في ذهنه، هو أول لقاء بين السيد نصرالله والرئيس بري، بعد حرب تموز عام 2006. حينها، "لم يقل الرئيس كلمة، كما لم يقل السيد كلمة، وعانقا بعضهما، وبقيا تقريباً نحو دقيقة في هذه الوضعية، وأمسك كل منهما الآخر، ولم يقولا شيئاً، ووضع الرئيس كتفه على كتف سماحة السيد ودخلا"، مشيراً إلى أنّ الاجتماع "جرى مع السيد في بناية في الطبقة الثالثة وسط أبنية مهدّمة".
وأردف بالقول: "أنا تجمدت في لحظتها، وشعرت فعلاً بمستوى عالٍ جداً من الشعور الأخوي، والشوق، والشعور بالانتصار، والشعور بقيمة هذا التكامل الذي جرى في تلك اللحظة"، موضحاً أنّه "كان لقاء فيه كثير من الخصوصيات، بحيث حاول الرئيس بري ألّا يتحدّث فيه كثيراً عن السياسة، والسيد أيضاً".
ووقتذاك، "كان سماحة السيد يريد أن يطلّ في احتفال الانتصار، في اليوم التالي، وقال للرئيس: يا أبا مصطفى، أريد أنه أسألك سؤالاً: الإخوان ينصحونني بألا أنزل إلى هذا المهرجان، فقال الرئيس: وأنا مع الإخوان يا سماحة السيّد، فنحن أمام عدو غدار، لا قيم لديه ولا التزامات. أرجوك حافظ على حياتك. لا نريد أن نلعب بهذا الموضوع".
لكن السيد أجاب الرئيس بري بالقول: "أنا أريد أن أنزل، فلا أستطيع أن أختبئ، في مقابل هؤلاء الناس الآتون كلهم ليسمعوني وليشعروا بفرحة الانتصار، ولا أطل عليهم. لو ظهرت 5 دقائق، سأنزل"، و"نزل بين الناس وقتها، وخطب في الناس الخطاب الشهير، والذي قال فيه: يا أشرف الناس وأطهر الناس".
أما ردة فعل الرئيس بري، في إثر تلقيه خبر استشهاد السيد نصرالله، فكشف خليل أنّه كان بين الذين نقلوا خبر تأكيد الاستشهاد، رفقة الحاج أحمد بعلبكي، مردفاً: "حينها وقف خلف المكتب، رفع رأسه وأنزله، واختنق، ولم يعد يستطيع أن يعبّر بأي شكل، وشعرت بأنه يريد أن يبكي، فخرجت أنا وبعلبكي وأقفلت الباب وتركته".
وتابع، "دخلنا بعد 5 دقائق، وقال الرئيس بري لنا: نحن خسرنا جزءاً من أنفسنا، وأنا خسرت جزءاً منّي. لا أعرف كيف سأتكيّف معه".
وبشأن تداعيات استشهاد السيد نصرالله، واستهداف قادة عسكريين، على مصير المقاومة، قال خليل: "لا نستطيع أن نخفف حالة الإرباك والقلق، التي تتولّد في لحظة فقدان أحد، مثل السيّد نصرالله، الذي كان محور المحور، وركيزة هذا الدور الكبير الذي يشغله من خلال حزب الله. أنا شخصياً شعرت بأنّنا أمام زلزال، والرئيس بري أيضاً كان تقييمه كهذا".
وأضاف، "نحن بُلّغنا، بعد أيّام، أنّ سماحة السيّد هاشم صفي الدين انتُخب أميناً عاماً، ولم يكن مُعلَناً هذا الأمر، وبدأنا نشعر بأنّنا في حاجة لنلتقط أنفسنا جميعاً، لنستدرك ونتعاطى مع الواقع الجديد، وأن نضع هذا الإحساس الشخصي المركَّب بشأن فقدان السيّد جانباً، ونبدأ التعاطي مع المعركة، وفق آلياتها الجديدة. لكن، للأسف، اغتيل سماحة السيد هاشم أيضاً بعد أيام، وتعقدت الأمور، وأصبحت مع الوقت أكثر تعقيداً".
لكن "الحزب استطاع أن يرمم إدارته، وأن يُبقي قواعد التواصل والتنسيق والإدارة السياسية بيننا وبينه قائمة، بحيث لم تنقطع رغم كل العوائق الاستثنائية التي كانت في هذه الحرب"، وفق ما أكد خليل.
وبشأن الذي كان يُراد للبنان من خلال ما جرى والعدوان عليه، أوضح خليل أنّ "ما حدث في هذه الحرب أراد أن يغيّر كل الواقع السياسي في لبنان، داخلياً، وعلى مستوى التماس مع هذا العدو، وعبر تأثير الدور في مستوى المنطقة، وتغيير جوهري بنيوي في كل الوضع الداخلي في لبنان والمنطقة".
وبيّن النائب أنّ "المشروع كان واضحاً، وهو أنّ الاستهداف أبعد كثيراً من ردع، كما يُقال أو قيل، بحيث هناك مشروع ضُرب، وهو مشروع ما زال مستمراً حتى الآن"، لافتاً إلى أنّ "بقاء العدو الاسرائيلي في النقاط الخمس هو مؤشّر على أنّه يريد أن يمارس مزيداً من الابتزاز والضغط على لبنان لتوظيف هذا الأمر في السياسة، إمّا في الترتيبات مستقبلاً، وإما في إعطاء هوامش لحراك سياسي داخلي".
وبشأن هاجس الطائفة الشيعية اليوم في لبنان من التهميش أو الإذلال أو الإقصاء، وأن يُكمل المشروع في اتّجاه تحجيم التمثيل السياسي، والاستهداف بطريقة أخرى، قال خليل إنّ "هذا الاستهداف من العدو الاسرائيلي ليس جديداً. فمنذ وجود هذا الكيان، كان هذا المكوّن وما زال في موقع العداء لإسرائيل، على الرغم من كل الخسائر والمحطات التي مرّت، لأنّه موقف مبدئي، نحن ملتزمون به جميعاً".
وتابع أنّ "البعض يعتقد اليوم أنّ ما حدث في الحرب يمكن توظيفه في السياسة الداخلية، لكن نحن طائفة لا تشعر بالخوف ولا تشعر بالقلق، وهي ليست طائفة منهزمة، بل طائفة مؤسسة، لها دور وطني تعمل دائماً، وفق مقولة الإمام الصدر، ومفادها أنّ قوة الطائفة والطوائف يجب أن تكون في خدمة لبنان، كل لبنان".
وختم خليل حواره مع الميادين بالقول: "كما كنّا ندافع عن لبنان عسكرياً، الآن نحن جزء مكوّن للمؤسسات السياسية والإدارية في البلاد، ولا نشعر بأزمة. فنحن لسنا مأزومين، ولسنا منهزمين، ولسنا مجروحين، كما يُحاول البعض أن يتعاطى معنا. صحيح أننا خسرنا كثيراً من القادة والرموز والناس، لكن هذه تضحيات ارتضيناها، ومستعدون الآن، وندعو كل الشركاء في الوطن إلى أن يكونوا مثالاً على الانفتاح على بعضنا البعض لإعادة تشكيل قوّة هذا الوطن ومناعته".