خطرٌ استراتيجيّ وأمنيّ... هل نشهد تصعيداً عسكرياً؟
![صيدا اون لاين](/UploadCache/libfiles/25/4/600x338o/680.jpg)
اعتبر مصدر سياسي لبناني أن «بقاء إسرائيل في بعض النقاط اللبنانية التي تحتلها، يمثل خطرا استراتيجيا وأمنيا يعزز احتمالات التصعيد العسكري، ويهدد استقرار الجنوب اللبناني ككل».
وقال لـ"الأنباء" الكويتية: «النقاط الخمس التي تتمسك إسرائيل بالبقاء فيها ليست مجرد أراض ذات قيمة جغرافية فحسب، بل تمثل مراكز تحكم استراتيجية تكشف مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية، وتمكن الاحتلال من فرض سيطرته الأمنية واللوجستية على المنطقة».
وأضاف المصدر «تلة اللبونة المطلة على بلدات الضهيرة واللبونة وعلما الشعب، تعد نقطة استراتيجية تمكن إسرائيل من مراقبة المستوطنات المحيطة، بفضل ارتفاعها وموقعها الحيوي. وتتحول التلة إلى برج مراقبة متقدم للعدو، ما يجعلها مركزا حساسا يهدد القرى اللبنانية المحيطة، ويشكل حاجزا أمام عودة الحياة الطبيعية إلى سكان المنطقة».
وتابع «أما تلة العزية الواقعة بالقرب من يارين ومروحين، فتلعب دورا مشابها في مراقبة الحدود الجنوبية. هذه التلة تعطي إسرائيل ميزة ميدانية في أي مواجهة مستقبلية، وتحرم لبنان من سيطرته الطبيعية على أراضيه. من هنا تأتي أهميتها الاستراتيجية الكبيرة».
وأكمل «تلة جبل بلاط على حدود رميش وعين إبل، تشكل نقطة إشراف أخرى على الحدود، ما يعزز قدرة إسرائيل على مراقبة أي تحرك في تلك المنطقة الحساسة. هذا الموقع يهدد القطاع الحدودي في شكل مباشر، ويفرض قيدا على تحركات الأهالي والجيش اللبناني في المنطقة».
وأشار المصدر إلى ان «جبل الباط في عيترون يشرف على كامل القطاع الأوسط، ما يمنح إسرائيل ميزة مراقبة واسعة النطاق. هذا الارتفاع يكشف أي نشاط ميداني لبناني، ما يعزز الهيمنة العسكرية الإسرائيلية، ويحد من أي محاولات لبنانية لاستعادة التوازن الميداني».
ولفت إلى ان «تلة العويضة الواقعة بين قرى العديسة والطيبة ورب ثلاثين، تمنح إسرائيل أفضلية استراتيجية تمكنها من مراقبة تحركات الجيش اللبناني والمقاومة»، ورأى ان «استمرار احتلال هذه التلة يعزز من فرض الحصار العسكري على القرى المحيطة، ويعرقل أي محاولات لبنانية لتحرير المنطقة».
وأكد المصدر ان «الإصرار الإسرائيلي على الاحتفاظ بهذه النقاط الخمس يعكس نوايا توسعية، لا تهدف فقط إلى الاحتلال العسكري، بل إلى فرض أمر واقع جديد. وهذا الوجود يمثل تهديدا دائما لأي جهود تهدئة في الجنوب اللبناني، ويفتح الباب أمام مواجهات متكررة يمكن أن تتطور إلى نزاعات أوسع».
واعتبر ان «المطلوب من لبنان في هذه المرحلة تعزيز الجهود الديبلوماسية والسياسية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، للضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من هذه النقاط. كما أن استمرار التنسيق مع قوات «اليونيفيل» يصبح أمرا ملحا، لضمان رصد الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والعمل على توثيقها لإثبات عدوانية الاحتلال».
وحذر من ان «بقاء الاحتلال الإسرائيلي في هذه النقاط الخمس لا يهدد فقط السيادة اللبنانية، بل يضع المنطقة بأكملها تحت تهديد دائم، ما يستدعي استجابة حازمة من الدول الضامنة وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي، لدرء خطر التصعيد وتكريس الاستقرار والأمن في الجنوب».