سعد رفيق الحريري.. بقلم السيدة بهية الحريري في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري
![صيدا اون لاين](/UploadCache/libfiles/25/4/800x450o/598.jpg)
تأتي الذكرى العشرون لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ولبنان يواجه تحديات ما خلفته الحرب المدمرة، وهو ما أعاد إلى الأذهان كيف واجه الرئيس الشهيد رفيق الحريري تحديات ما بعد الاجتياح والاحتلال والقتل والدمار والاغتيال عام 1982، وكيف واجه تحديات عدوان نيسان/أبريل 1996 ونجح في إيقاف الحرب وإنتاج تفاهم نيسان، واحتضان ابناء وعائلات شهداء مجزرة قانا وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
الشواهد كثيرة التي تربط اليوم بالأمس وتعيدنا إلى عشرات السنوات كان فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري يسعى جاهدا من أجل انتقال لبنان من مرحلة ساحة النزاعات إلى دولة نهوض وانتظام وإنتاج ومحبة وتسامح، عبر التعليم والحوار والمصالحات وإعادة الإعمار وتحفيز الأشقاء والأصدقاء على عودة الاهتمام بلبنان، واستطاع أن يجعلنا نتلمس إمكان تحقيق ذلك الحلم اللبناني المستحيل في ذاكرة أجيال وأجيال من أبناء لبنان.
الرئيس سعد الحريري شديد الوفاء والتقدير لكل الذين اعتبروا أن اغتيال الرئيس الشهيد خسارة كبيرة وليس فرصة ثمينة، وشاركوه مشاعر الحزن والأسى مع كل الأوفياء طوال العشرين عاما، وهو لا يزال يشعر بالكثير من الحزن والمرارة على رفاق دربه من القادة والوزراء والنواب والإعلاميين والأمنيين والمساعدين الشرفاء الذين وقفوا إلى جانبه بعد الاغتيال، بصدق وإخلاص، وكان مصيرهم الاغتيال لأنهم ظلوا صادقين في سعيهم إلى بناء إرادة وطنية صادقة وعابرة وجامعة، وهؤلاء الشهداء يشكلون ملحمة كبار لبنان.
الرئيس الحريري تابع المسيرة بالتسامح والحوار واليد الممدودة من أجل حماية لبنان من الانقسام والضياع، وبادر إلى تجديد بناء الجسور بين المركز والأطراف، وبعد عدوان 2006 أعاد بناء كل الجسور المدمرة بين بيروت والجنوب من حسابه الخاص، مؤكدا نهج والده الرئيس الشهيد.
الرئيس سعد رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2025 سيجدد إيمانه بأن لبنان وطن سيد حر مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات، ويؤكد التزامه متابعة مسيرة الوفاء مع عائلته الوطنية وكل الأصدقاء والحلفاء والأوفياء من كل لبنان.