اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

"المقاصد" - صيدا: اغتيال رفيق الحريري.. زلزال ضرب الوطن قبل عشرين عاماً ولم تفلح الأيام في معالجة آثاره على القلوب والبلاد

صيدا اون لاين

صدر عن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا في الذكرى الـ20 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الأبرار البيان التالي:

عشية الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، يستذكر اللبنانيون مآثر رجل الدولة والقانون، ومهندس الطائف ومشروع إعادة بناء الوطن. يسترجع الناس ذكريات الزمن الجميل، حين كان قلب بيروت ينبض بالحياة، ورفيق الوطن يبلسم الروح. صحيح، أنه في قاموس رفيق الحريري: "ما حدا أكبر من بلده"، لكنه كان رجلاً بحجم وطن.

شعر الجميع خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان -أكثر من أي وقت مضى- بحجم الخسارة التي أصابتهم باستشهاد رفيق الحريري. الحدث الزلزال الذي ضرب الوطن قبل عشرين عاماً، ولم تفلح الأيام في معالجة آثاره على القلوب والبلاد. بل على العكس، فمنذ 14 شباط 2005 وحتى اليوم، لم يخرج لبنان من النفق المظلم الذي دخله حين امتدت يد الغدر والحقد إلى الرفيق. تلك الجريمة التي اغتالت حلم اللبنانيين وحاولت خنق إرادتهم ووأد آمالهم. انقبض قلب لبنان بعدما كان ينبض بالحياة. إنه اغتيال وطن.. باغتيال رفيق الوطن!

"إني أستودع الله سبحانه وتعالى هذا البلد الحبيب لبنان وشعبه الطيب"... بهذه الكلمات ودّع رفيق الحريري اللبنانيين ومضى إلى ربه. تقلّد وسام الشهادة بعد أن تربع على عرش قلوب اللبنانيين، كل اللبنانيين، على اختلاف مشاربهم وأهوائهم ومناطقهم ومذاهبهم.

كان رحمه الله رجل دولة في زمن دُفنت فيه الدولة، وتقاسم أمراء الحرب إرثها. هو رجل استثنائي بكل ما للكلمة من معنى. أحيا الأمل في نفوس الناس وخطّ معهم مسار الخلاص. فتح صفحة بيضاء في الزمن الأسود، وأضاء الشموع في حلكة الظلام. بإرادة صلبة، ونية صادقة، وإيمان بالله، وثقة باللبنانيين، عبر رفيق الحريري بالبلد من الدمار والخراب إلى البناء والإعمار. أرسى دعائم السلم الأهلي والعيش المشترك، وأزال الحواجز بين المناطق، وبنى جسور الحوار والتواصل قولاً وفعلاً، ودعا إلى الاعتدال ونبذ التعصب، وترفّع عن الانحدار بمستوى خطابه السياسي رغم جهالة الجهلاء.

نستذكر اليوم رفيق الحريري، عرّاب اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب الأهلية، ومهندس مشروع الإنماء والإعمار الذي أعاد ربط أوصال الوطن، وسفير لبنان فوق العادة إلى العالم الذي نسج علاقات لبنان بمحيطه العربي والدولي، ومحب العلم الذي أنفق بسخاء في سبيل تعليم أبناء وطنه دون تمييز.

ولـ"المقاصد" - صيدا مع الرفيق قصة حب ووفاء، نقشت بحروف من نور على صفحات مزركشة في كتابها الذهبي. تستذكر "المقاصد" رفيق الحريري، وهو الحاضر دائماً معها بروحه وفكره وعطاءاته. آمن برسالتها، وواكب نهضتها، ورعى مسيرتها. هو ابنها البار، وتلميذها المكافح، صاحب الأيادي البيضاء. أعاد بناء مدرسته الأولى "عائشة أم المؤمنين"، وأهدى لصيدا و"المقاصد" جوهرة فريدة حملت اسم ابنه "حسام الدين". بادر حتى رحيله بدعم "المقاصد" مادياً ومعنوياً دون تردد أو تلكؤ. لم يتأخر يوماً على "المقاصد" ولم يبخل عليها وهو الجواد الكريم. أحب "المقاصد" فبادلته الحب واختارته رئيساً فخريّاً لها مدى الحياة.

باسم كل أسرة "المقاصد"، في يوم الوفاء، تحية طيبة عطرة إلى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

دولة الرئيس الشهيد، رفيق المقاصد الحبيب، ستبقى للأجيال منارة، ولنا قدوة. تعلمنا في مدرستك أن لا مستحيل إذا وُجدت الإرادة. قرأنا في سيرتك أن الحلم يصبح حقيقة إذا قاتلت من أجله بقوة. علمتنا أن التعب يذهب، ويبقى الانجاز. عهدنا أن لا تزيدنا الأزمات إلا صلابةً كما أردتنا، وأن لا تكون "المقاصد" إلا منارة مضيئة كما عهدتها.

لن ننساك يا رفيق ..  
رحمك الله أبا بهاء... وفي جنة الخلد الملتقى إن شاء الله.
"اشتقنالك"...

تم نسخ الرابط