عميد الكشفية رياض الأسير: رفيق الحريري ظاهرة إنسانية لا تتكرر آمن بدور الكشافة واعتبرهم طليعة العمل المدني
جمعية كشافة لبنان المستقبل واحدة من المبادرات التي أبصرت النور في رحاب مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأطلقتها رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري قبل أربعة عقود مستلهمة أهدافها من إيمانه بالشباب ودورهم في خدمة الوطن والمجتمع من خلال ترسيخ مفهوم التطوع وابقاء جذوة الإنتماء الوطني متوهجة لدى الأجيال المتعاقبة.. مبادرة بدأت من فوج صغير في ثانوية رفيق الحريري ( صيدا الجديدة سابقاً ) ثم تمأسست لتصبح جمعية كشفية عابرة بمفوضياتها وقادتها وكشافيها المناطق اللبنانية.
عن جمعية كشافة لبنان المستقبل منذ بدايات ما قبل التأسيس وعن دور الرئيس الشهيد في رعاية الشباب ودعم الحركة الكشفية ، تحدث لـ" مستقبل ويب " القائد رياض الأسير ، أمين عام قدامى الجمعية وأحد أعضائها المؤسسين .
هو رياض الأسير الحسيني، من مواليد صيدا 1934،
امضى 78 عاماً من عمره في العمل الكشفي، فتوّجته مسيرته الطويلة وانجازاته في هذا المجال عميداً للكشفية في لبنان . لقبه الكشفي" الزرافة الجلود" وهو حائز على الوسام المذهب لكشافة لبنان المستقبل بيوبيلها الذهبي. منذ صغره تلميذاً في المدرسة وخارجها كان مولعاً برياضة كرة السلة والطائرة والدراجات الهوائية ، وكان بعمر 14 ربيعاً عندما التحق بالكشافة لأول مرة وكان أول عهده بها ، انتسابه الى جمعية الكشاف المسلم عام 1946 ، ثم انتقل الى كشافة الجراح مفوضاً للجنوب قبل أن تبدأ حكايته مع كشافة لبنان المستقبل .
البداية من فوج في مدرسة
يقول القائد رياض : كشافة لبنان المستقبل انطلقت أساساً من جهاز المتطوعين التابع لمؤسسة الحريري . وفي العام 1986، وبناء لتوجيهات السيدة بهية الحريري طلبت مني السيدة رندة درزي المديرة السابقة لثانوية رفيق الحريري ( مدرسة صيدا الجديدة سابقاً ) ان أتسلم كشافة المدرسة انطلاقاً من خبرتي في الحركة الكشفية، تقدمت حينها من كشافة الجراح بطلب الإنتقال الى الجمعية الكشفية الجديدة التي كان نواتها "فوج مدرسة صيدا الجديدة "، وأصبحت لاحقاً كشافة لبنان المستقبل وكان معي حينها مجموعة من خيرة الشباب منهم القادة مصطفى حبلي ومازن خولي وهبة حريري وغيرهم ، وكان عدد المؤسسين حوالي 7 قادة .. وكانت الانطلاقة الأولى من المدرسة ثم من جمعية رعاية اليتيم بعد انتقال المدرسة اليها !.
من صيدا الى باقي المناطق
ويضيف : في العام 1993، نالت "كشافة لبنان المستقبل" الترخيص الرسمي والعلم الخبر كجمعية كشفية ، في ذلك الوقت كان عدد منتسبيها من الكشافة حوالي 500 . وآنذاك كان القائد نبيل بيضون مفوضاً عاماً للجمعية وشكلنا هيئة تأسيسية برئاسة السيدة بهية الحريري وكنت أنا نائباً للرئيس. وفي العام 1995 انضممنا كجمعية الى اتحاد كشاف لبنان، وانتشرنا على صعيد المناطق من خلال انشاء مفوضيات:
الجنوب ( صيدا وصور والنبطية -كفررمان) ، جبل لبنان ( داريا )، والبقاع (قب الياس) . وحالياً اصبح عديد الجمعية نحو 2000 كشاف موزعين على 6 مفوضيات : مفوضية الجنوب ، و3 مفوضيات في البقاع ( الشمالي والأوسط والغربي ) ومفوضية عكار ومفوضية بيروت .
ويتابع القائد رياض : طوال أكثر من ثلاثة عقود ، استطاعت الجمعية أن تثبت دورها الناشط في تطور الحركة الكشفية في لبنان من خلال حضورها الفاعل في مختلف المحافل والمنظمات الكشفية العربية والدولية ومنها المنظمة الكشفية العربية والإتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب .
ويقول: مؤمنين بالرسالة التي نؤديها ، لم يكن هناك هدف او مصلحة او طمع بمكاسب بل كنا على طبيعتنا وكنا نجتمع في بيوتنا قبل ان يكون لدينا مقر . كان الانتماء الوطني لدى قادة وافراد الجمعية هو الطاغي . وكنا نستمد القوة والإصرار على الإستمرارية من نهج الرئيس الشهيد الذي كان يعمل لكل لبنان ، وكنا سعداء بأننا نجسد هذا النهج في عملنا الكشفي ، وبتوجيه ومتابعة ودعم من رئيسة الجمعية السيدة بهية الحريري .
رفيق الحريري و"المدينة الكشفية"
وعن دعم الرئيس الشهيد للحركة الكشفية يقول القائد رياض : كان رحمه الله مشجعاً وداعماً لها سواء من خلال دعمه المباشر للجمعيات الكشفية أو للإتحاد أو من خلال اطلاقه مشروع اعادة تأهيل وافتتاح المدينة الكشفية في سمار جبيل التي استضافت المخيم الكشفي العربي سنة 1998 . وهو لم يتردد في أي مشروع او مبادرة تساهم في ابراز دور وتطور الحركة الكشفية في لبنان. كان همّه الشباب وهذا ما شعرنا به دائماً. وكان يؤمن بدور الشباب والكشافة ويعتبرهم طليعة العمل المدني، وهذا الإيمان تجسد في مسيرة كشافة لبنان المستقبل.
ويضيف الأسير: لقد خسر لبنان بفقد رفيق الحريري إنساناً نادر وجوده وخسارته بفقده لا تعوض . رفيق الحريري ظاهرة إنسانية من الصعب ان تتكرر، رجل دولة مخلص ومحبوب من كل الناس دون منافس، أحب بلده ، ونذر من أجله نفسه وامكانياته وعلاقاته ، وعمل لجميع اللبنانيين دون تمييز ، رحمه الله.
وعن الرسالة التي يوجهها للرئيس سعد الحريري يقول : أقول لدولته ربنا يحميك.. ودائما الشجرة المثمرة ترشقها الناس بالحجارة لتأكل من ثمرها. نسأل الله ان يأخذ بيده ويحميه هو والسيدة بهية
.
ويختم الأسير بكلمة للأجيال الكشفية فيقول: أدعوكم لأن تتمسكوا بالقيم والأخلاق والصدق وتتحلوا دائماً بروح الكشفية والإنسانية وتساعدوا الناس كيف وحيثما تستطيعون.