في أول زيارة رسمية إلى السعودية... رسائل من الشرع!
في أول زيارة رسمية له بعد تنصيبه، وصل الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، إلى المملكة العربية السعودية، في خطوة تحمل دلالات هامة على تحولات كبيرة في العلاقات بين سوريا والسعودية.
خلال الزيارة، التقى الشرع بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة عدة ملفات سياسية وإقليمية، وتبادل الطرفان وجهات النظر حول قضايا تهم المنطقة، فضلاً عن سبل تعزيز التعاون بين البلدين.
منذ سقوط النظام السابق في سوريا، أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها لدعم سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، حيث أعلنت في وقت سابق عن رغبتها في المساهمة في عملية إعادة إعمار سوريا، بالإضافة إلى ضرورة رفع العقوبات المفروضة عليها.
في تعليقه على الزيارة، أشار أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي، في حديثه لقناة "سكاي نيوز عربية" إلى أن الزيارة تمثل "رسالة من سوريا الجديدة التي تسعى للانفتاح على محيطها العربي".
وأوضح الشهري أن "الزيارة تحمل تحية وتقديراً للشعب السعودي على دعمهم المستمر للشعب السوري طوال السنوات الماضية، سواء من خلال استضافة اللاجئين أو من خلال الدعم السياسي والإنساني".
وأكد الشهري أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية حرجة في ظل التحديات السياسية والإقليمية الحالية، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في وقت حساس حيث تشهد المنطقة تغيرات جيوسياسية، بما في ذلك الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وتوترات أخرى.
من جهته، أشار الرئيس التنفيذي لمنظمة "ميزان" للدراسات، ياسر الفرحان، إلى أن زيارة الشرع إلى الرياض تعكس "نهاية فترة الهيمنة الإيرانية على سوريا"، مؤكداً أن هذه الزيارة تسلط الضوء على رغبة سوريا في العودة إلى محيطها العربي بعد سنوات من التهميش.
وقال الفرحان: "المرحلة الحالية في سوريا تشهد تحولًا في السياسة الخارجية، حيث تعود البلاد إلى جذورها العربية بعد الهيمنة الإيرانية الطويلة"، وأضاف أن "الحكومة السورية الجديدة تسعى لتعزيز علاقاتها مع السعودية والدول الخليجية، معتمدة على مبدأ التوازن في العلاقات الإقليمية".
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين سوريا والسعودية، أكد أحمد الشهري على أن "أي تعاون اقتصادي يحتاج إلى استقرار أمني في سوريا"، مشيراً إلى أن "السعودية والمنظومة الخليجية ستعمل على ترسيخ الاستقرار الأمني في البلاد قبل الانخراط في مشاريع اقتصادية ملموسة".
وتكتسب الزيارة أهمية خاصة في ظل احتياج سوريا الماس لدعم اقتصادي، إلى جانب السعي لرفع العقوبات الغربية المفروضة عليها. ويُتوقع أن يكون هذا الملف محوراً رئيسياً في المباحثات بين الرئيس السوري والقيادة السعودية.
وفي الختام، تشير هذه الزيارة إلى بداية مرحلة جديدة في العلاقات السورية-السعودية، حيث تسعى دمشق إلى تقوية الروابط الاستراتيجية مع الرياض والمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.