زوجة الضيف تفتح صندوق أسرار "رجل الظل" لأول مرة!
كشفت زوجة القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف، غدير صيام "أم خالد"، لأول مرة في حوار خاص مع الجزيرة نت عن تفاصيل دقيقة من حياة زوجها، بعد إعلان استشهاده رسميًا.
وأوضحت أن الضيف نجا من عدة محاولات اغتيال، وتمكن من التخفّي والإفلات من قوات الاحتلال الإسرائيلي طوال ثلاثين عامًا، حيث كان الهدف الأول لإسرائيل.
ترجعت غدير بذاكرتها إلى عام 1998، عندما بدأت علاقتها مع محمد الضيف بعد أن حصل على قطعة سلاح من والدتها المناضلة الفلسطينية فاطمة الحلبي، التي كان شقيقها الشهيد قد أخفاها لديها.
وفي صيف 2001، تزوجا في ظروف أمنية شديدة التعقيد، حيث كان الضيف ملاحقًا من قبل الاحتلال، وبدون احتفالات أو مراسم تقليدية، تزوجا بسرية تامة، واستبدلت غدير اسمها إلى "منى"، وأصبحت تعرف بـ "أم فوزي".
أوضحت غدير أن زوجها تعرض لعدة محاولات اغتيال، أبرزها في عام 2002 عندما استهدفت قوات الاحتلال سيارته في شارع الجلاء بغزة، مما أدى إلى فقدانه عينه اليسرى.
كما استهدفت قوات الاحتلال منزله في عام 2006، ما أسفر عن إصابته بحروق شديدة وكسور في الظهر. وعلى الرغم من حالته الصحية الصعبة، تعلمت غدير التمريض واعتنت به في أوقات العلاج.
الضيف، الذي عاش حياة بسيطة، كان يفضل الأكلات التقليدية مثل الملوخية والفاصوليا والبامية، وكان يعشق طهي "المجدرة". كما كان لاعب كرة قدم جيدًا ومتابعًا لبطولات كأس العالم، مشجعًا لفريقي برشلونة والأهلي، وكان من محبي مسلسل "المحقق كونان".
كما كان يحمل في قلبه هموم الفقراء، حيث خصص جزءًا من راتبه الشهري لمساعدة المحتاجين، وأشرف على ترميم أكثر من 270 منزلاً للفقراء في غزة.
أكدت غدير أن الضيف كان غائبًا عن العديد من المناسبات العائلية المهمة مثل دفن زوجته الثانية وأطفاله، وتوفي والديه دون أن يكون موجودًا. كما أكدت أن غيابه كان يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 50 يومًا، حيث كان الاحتلال يلاحقه بشدة.
وأوضحت أن الضيف كان شديد الحرص على تعليم أطفاله القرآن، وأشرف بنفسه على مشروع لحفظ القرآن وتفسيره بين عناصر كتائب القسام. وأوصى أبناءه بحفظ القرآن الكريم، وكان يشجعهم على التنافس في ذلك.
تذكرت غدير بعض اللحظات الحزينة التي مرت بها مع زوجها، مثل مشاهدته مرابطات المسجد الأقصى وهن يتعرضن للضرب من قبل قوات الاحتلال، وكذلك فقدان القيادي ياسر طه في عام 2003.
وفي المقابل، كانت أسعد اللحظات التي عاشها الضيف هي لحظة خروج الأسرى في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، حيث عبر عن فرحته قائلاً: "اليوم أحيينا أناسا ميتين".
عاشت أسرة القائد العام لكتائب القسام في مركز إيواء، بعد أن فقدت منزلها بسبب العدوان الإسرائيلي. وكان آخر لقاء لها مع زوجها قبل ساعات من انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، حيث أكد على ضرورة أداء الواجب تجاه الأسرى والمسرى.
وختامًا، أكدت غدير أن زوجها كان دائمًا يتمنى تحرير المسجد الأقصى، وكان يحلم بأن يتخذ منزلاً في القدس، ورغم التضحيات الجسيمة التي قدمها، غادر أبو خالد هذه الدنيا دون أن يملك منزلًا، لكنها كشفت أن الضيف كان دائمًا يزهد في الدنيا ويعيش حياة بسيطة بعيدًا عن الترف.
ستكشف غدير قريبًا في كتابها تفاصيل 30 عامًا من المقاومة والجهاد، وتوثق مسيرة زوجها الشهيد محمد الضيف، الذي قدم حياته من أجل فلسطين.