إسرائيل لن تنسحب و"الحزب" يُلمّح.. فهل تشتعل الجبهة مجدّداً؟
مع اقتراب نهاية مهلة الستين يوماً المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بدأت الأوساط السياسية والعسكرية تترقب المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد أن لمّح حزب الله إلى أنه سيعتمد استراتيجية مختلفة إذا لم تلتزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية. هذه الإشارة جاءت من النائب علي فياض، الذي شدّد على أن عدم انسحاب إسرائيل بحلول الموعد المحدّد سيؤدي إلى انهيار الاتفاق. يزداد القلق مع طلب إسرائيل تأجيل انسحاب جيشها من لبنان شهراً إضافيًّا، فهل تشتعل جبهة الجنوب مجدّداً؟
يؤكّد العميد المتقاعد ناجي ملاعب، في حديث لموقع mtv، أنّه "عندما كان حزب الله في أعلى قدراته استطاع إيلام العدو الإسرائيلي، إلا أنّ الأخير كان جاهزاً أكثر في استخباراته، حيث أنشأ الوحدة 8200 واستخدم بياناته بشكل فعّال. لذلك، حتى الاستراتيجية التي اتُبعت من قبل حزب الله عندما كان الأخير في أقوى مراحله لم تنفع".
ويضيف ملاعب: "أما اليوم، فالوضع تغيّر بشكل كبير. الحزب دفع ثمناً باهظاً، ولبنان أيضاً دفع ثمناً كبيراً. ولذلك، أي استراتيجية مقبلة، بعد الدمار الذي حصل واغتيال نخبة من قيادات الحزب، من الأفضل أن تكون تحت تصرف الدولة اللبنانية والجيش. فذلك يحمي حزب الله ولبنان على حد سواء".
وتعليقاً على تصريحات النائب علي فياض، يقول ملاعب: "عندما تنفض إيران يدها من أحداث 7 تشرين الأوّل، وتؤكد أنها لم تخطط لها، وتنكفئ إلى الداخل بعد الضربات المتتالية التي تلقتها في لبنان وسوريا وحتى في العراق، فإن هذا الواقع يجب أن يظهر في استراتيجية جديدة لما تبقى من حزب الله. إذ على الحزب أن يعود إلى لبنانيته، خصوصاً عندما يضعف المموّل والداعم".
هل تعود الحرب إلى الجنوب إذاً؟
يُجيب ملاعب: "المواجهات لن تعود. من يتولى السلطة في لبنان اليوم هو قائد الجيش السابق العماد جوزاف عون. ولبنان ليس متروكاً، فالرعاية الدولية والاحتضان العربي موجودان، ولذلك إذا ما بقي هناك احتلال، فإن الجيش اللبناني وأنصاره هم من سيعملون على معالجة الوضع".
تأتي تصريحات الحزب رغم إعلان الرئيس جوزاف عون عن اتصالاته الدولية لإجبار إسرائيل على الانسحاب، ما يجعلها محط أنظار الجميع، لما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات على الأرض.