اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

"إندفاعيّة" عربيّة ودوليّة تجاه لبنان... وهذا ما سيحدّد طبيعة الحكومة!

صيدا اون لاين

شكّلت خطوة تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة العهد الأولى، بعدما نال أكثرية موصوفة من قبل الكتل النيابية، وبفارق كبير عما ناله الرئيس نجيب ميقاتي، لتزيد من حجم الآمال المعقودة على الحكم الجديد برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، وترفع من منسوب التوقعات ببناء دولة القانون والمؤسسات التي تحدث عنها الرئيس عون في خطاب القسم الواعد. بالنظر إلى السمعة الطيبة التي يتمتع بها الرئيس المكلف في لبنان والخارج. وهذا من شأنه أن يفتح الطريق أمام تشكيل حكومة موثوقة وذات مصداقية، من أجل ترسيخ دعائم الدولة القوية التي يطالب بها جميع اللبنانيين. وإذا كان نواب «الثنائي» لم يمنحوا أصواتهم للرئيس المكلف، فإنهم مدعوون وفق ما تقوله مصادر نيابية لـ«اللواء»، إلى مد يد العون له، من أجل إخراج لبنان من مأزقه، من خلال إبداء الاستعداد للمشاركة في الحكومة العتيدة، وبالتالي عدم التذرّع بأسباب غير مقنعة، لعرقلة تأليف الحكومة. باعتبار أن أي شيئا من هذا القبيل، بمثابة عرقلة لانطلاقة العهد الجديد، من شأنها أن تحبط عزائم اللبنانيين التوّاقين إلى الخروج من الأزمات التي يعيشها البلد.

وترى الأوساط أن الاندفاعة العربية والدولية التي أوصلت الرئيس عون إلى قصر بعبدا، هي التي ستوصل رئيساً للحكومة وحكومة، وربما ستحدد طبيعة هذه الحكومة ووظيفتها، وما هي الأولويات الأساسية التي يجب أن تضعها أمامها، مشيرة إلى أن الأولوية الأساسية، هي أولوية عسكرية أمنية، والمتعلقة بانسحاب إسرائيل من الجنوب آخر الجاري، وكيف سيكون التعامل من أجل تثبيت وقف إطلاق النار.

وتعتبر أن العمل على إعداد قانون جديد للانتخابات النيابية، يجب أن يكون في طليعة اهتمامات الحكومة الجديدة، إضافة إلى إعادة النظر بالقطاع المصرفي، بما يحفظ حقوق المودعين. لكن يبقى الأهم هو ضمان تنفيذ القرار 1701، وبما يسحب الذرائع من إسرائيل للاعتداء مجدداً على لبنان. وتشدّد على أن اللبنانيين يتوسّمون الخير من الرئيس عون، ما يجعله مطالباً بأن يكون حازماً في عملية التأليف، وألا يخضع لشروط هذا الفريق أو ذاك، على نحو ما صدر من مواقف خلال الاستشارات النيابية الملزمة.

وفي حين لم يحسم بعد مصير هدنة غزة، وانعكاس ذلك على مسار الحرب الإسرائيلية على القطاع، فإن تصاعد الضربات الإسرائيلية والأميركية والبريطانية ضد جماعة «الحوثي» المؤيدة لإيران، يزيد من خشية اتساع نطاق الحرب على اليمن، ولا سيما أن هناك مخاوف جديّة من أن تزداد وتيرة الضربات الإسرائيلية ضد جماعة الحوثي، بعد تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه رسمياً في العشرين من الجاري. وقد كشفت أوساط دبلوماسية أن «هناك مؤشرات لاتساع نطاق الحرب ضد اليمن، بعد القصف الإسرائيلي للحديدة وصنعاء ومناطق أخرى، وما أعقبه من هجمات جوية أميركية وبريطانية لمناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. وبما يشكّله ذلك من رسالة واضحة لإيران، وما تبقّى من أذرعها في المنطقة، وتحديداً حزب لله». وتشير أيضاً، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول الحصول على ضوء أخضر أميركي، للقيام بعمل عسكري واسع ضد إيران، وتأليب المجتمع الدولي ضدها، وتحميلها مسؤولية ما يجري في المنطقة، ما قد يدفع إلى توسيع نطاق الحرب، ولا سيما أن إسرائيل وبعض داعميها، يتهمون طهران بأنها تريد أخذ المنطقة إلى حرب مدمرة، لا يمكن التكهن بالنتائج التي يمكن أن تتمخض عنها.

وأشارت المصادر الدبلوماسية، إلى أن إسرائيل تسعى لتوسيع نطاق التحالف الذي دعا إليه رئيس وزرائها لمواجهة إيران، على وقع تصاعد التهديدات الدولية ضدها، واتهامها بالوقوف وراء هجمات «الحوثيين» على السفن لتعطيل الملاحة الدولية. وهذا الأمر ينظر إليه الغرب على أنه خط أحمر، بما لذلك من تداعيات سلبية على حركة الاقتصاد العالمي. ولهذا فإن واشنطن وحلفائها أرادوا توجيه رسالة شديدة للهجة إلى إيران، لوقف دعمها لأذرعها العسكرية في المنطقة، وفي المقدمة، حزب لله و الحوثي. وهذا الأمر مرشح للتصعيد أكثر من أي وقت، مع عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، وفي في ظل اتساع رقعة الغضب العالمي على النظام الإيراني وممارساته في المنطقة. ولا تخفي أن هناك مخاوف من أن تصعيد قد تشهده المنطقة، في ظل تزايد الكلام الإسرائيلي عن توجه جدي لضرب المفاعلات النووية الإيرانية، ما قد يفتح الأبواب في الإقليم على مصير مجهول، إذا تعاملت الإدارة الأميركية باستخفاف أمام ارتفاع لهجة التهديدات الاسرائيلية ضد إيران.

وإذ انتقدت أوساط معارضة استمرار المسؤولين الإيرانيين في إطلاق المواقف الاستفزازية تجاه لبنان والنظام الجديد في سورية، فإنها أشارت إلى أنه لا يمكن أن يكون لبنان على قارعة المصالح الإيرانية والصراعات الدولية، كما هو اليوم. ولذلك فإن «حزب لله» مدعو إلى فك ارتباطه بما تبقى من «الممانعة» من أجل الحفاظ على مستقبل لبنان، في ظل العهد الجديد الذي يؤمل معه أن يخرج البلد من مشكلاته. ولا بد تالياً كذلك من عودة قرار الحرب والسلم إلى لبنان، وبناء استراتيجية دفاعية محترمة، يلتزم بها وتحمي لبنان، وتعيد الانتظام إلى البلد. وأشارت إلى أن الفرصة باتت مؤاتية لمد الجسور مجدداً بين لبنان والعالمين العربي والدولي، مع انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس سلام تشكيل الحكومة.

تم نسخ الرابط