6 شهداء بغارة على طيردبا وإسرائيل تواصل توغلها جنوباً
أعلن البيت الأبيض، أنّ السلطات الأميركيّة تعمل عبر القنوات الدبلوماسيّة من أجل "تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لما بعد الـ60 يومًا"، وهي المهلة التي من المفترض أن يتم خلالها الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وانتشار الجيش اللبناني.
ويأتي هذا الإعلان في وقتٍ تستمر فيه القوات الإسرائيليّة في توسيع نطاق توغلها داخل الأراضي اللبنانية، وتحديدًا إلى بلداتٍ إضافية في جنوب لبنان لم تنجح بالدخول إليها خلال الحرب، في انتهاك صريح لاتفاق وقف إطلاق النار القائم. وفي تطور ميداني لافت، قام الجيش الإسرائيلي بسلسلة من التحركات العسكرية وعمليات التمشيط التي استخدمت خلالها الرشاشات الثقيلة، في الأراضي اللبنانيّة الحدوديّة، فضلًا عن غارةٍ استهدف فيها آلية تابعة لحزب الله، وفق ما أشارت المعلومات الأوليّة، في بلدة طيردبا – قضاء صور. وزعم الجيش الإسرائيلي، استهداف "أسلحة في مركبة يستخدمها حزب الله في جنوب لبنان".
غارة على طيردبا
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية بيانًا يوم الجمعة أعلن فيه عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين بجروح جراء غارة إسرائيلية على بلدة طيردبا، وليرتفع عدد الشهداء لاحقاً إلى 6.
وكانت البلدة قد شهدت سلسلة انفجارات ظهر اليوم تلاها تصاعد للدخان، وتوجهت فرق الإسعاف على الفور إلى المكان لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين.
وتحدثت تقارير ميدانية عن استهداف مسيرة إسرائيلية لـ"فان" في منطقة كرم الجديد بالأطراف الشمالية لبلدة طيردبا. وأشارت أن مقاتلي حزب الله كانوا بصدّد نقل ذخيرتهم من هذه المنطقة كما يقتضي اتفاق وقف إطلاق النار، عبر "الفان"، فقام الجيش الإسرائيليّ باستهدافها .
هذا وتستمر إسرائيل بانتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث تمّ تسجيل تحركات لآليات عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي صباح اليوم بين تلة الحمامص ومستوطنة المطلة المحاذية لها، عند مثلث سهل الخيام - منطقة الوزاني. وفي الوقت نفسه، نفذ الجيش الإسرائيلي عدة تفجيرات وعملية تمشيط باستخدام الرشاشات الثقيلة داخل أحياء البلدة. كما أشارت المعلومات إلى أن قوة من الجيش الإسرائيلي تمركزت ليل أمس في محيط مركز الجيش اللبناني عند مثلث القوزح- دبل- عيتا الشعب. يُذكر أن الدفاع المدنيّ أعلن مساء اليوم انتشال جثامين 5 ضحايا في الخيام.
ديناميّة جديدة للاتفاق
إلى ذلك، ذكرت مصادر فرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان دخل في "دينامية" تسمح ببدء انسحاب القوّات الإسرائيليّة وانتشار الجيش اللّبنانيّ في جنوب البلاد "على نطاق واسع". وأعلن مسؤولٌ فرنسيّ طلب عدم كشف اسمه أن الزيارة المشتركة لوزيري الجيوش والخارجيّة الفرنسيين سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو ثم للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في 6 كانون الثاني "أعطى دينامية جديدة". وأضاف أن ذلك "أعطى دعمًا سياسيًّا للآلية وأتاح البدء فعليًّا بانسحاب واسع النطاق للقوات الإسرائيلية وانتشار القوات اللبنانية في جنوب (نهر) الليطاني".
وقال مسؤول فرنسي آخر "في الأيام الخمسة عشر (المتبقية) يمكن إحراز تقدم" في إشارة إلى الستين يومًا المقرّرة للانسحاب الإسرائيلي، وفي الأثناء "يواصل الإسرائيليون تدمير البنية التحتية لحزب الله" كالأنفاق على حدّ زعمه. وأضاف أن عدد الانتهاكات المسجلة لوقف إطلاق النار - أكثر من خمسين وفقًا لبيروت في الأسبوع الذي أعقب بدء الهدنة - "تراجعت من الجانبين". وأكد المسؤول أن حزب الله "يحترم حاليًا وجوب عدم التواجد جنوب الليطاني" و"المساهمة الفعلية" للجيش اللبناني في تفكيك البنية التحتية للتنظيم الشيعي في المنطقة.