"زنازينٌ وسراديب سرية"... "الخوذ البيضاء" تكشف حقائق سجن صيدنايا
في إعلان رسمي يوم الثلاثاء، أكد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية داخل سجن صيدنايا العسكري.
وبحسب البيان الصادر عن المنظمة، فإن فرقها المختصة قد قامت بمراجعة شاملة لجميع أقسام ومرافق السجن، بما في ذلك الأقبية، والباحات، والمناطق الخارجية، بمساعدة أشخاص لديهم معرفة تفصيلية عن السجن.
وأكدت "الخوذ البيضاء" في بيانها أنه وبعد عمليات البحث الدقيقة، لم يتم العثور على أي دليل يثبت وجود سراديب سرية أو زنازين غير مكتشفة. وجاء في البيان: "فرقنا قامت بفحص شامل لكل الأماكن في السجن، بمرافقة أشخاص لديهم دراية تامة بتفاصيل السجن، ولم نجد أي أقبية أو سراديب كانت مجهولة أو مخفية".
كما دعت المنظمة إلى "توخي الحذر" عند التعامل مع المعلومات التي قد تكون "مضللة" حول السجون السورية، مشيرة إلى أهمية مراعاة مشاعر عائلات الضحايا وعدم نشر معلومات قد تُسبب لهم أذى نفسي إضافي. وذكرت "الخوذ البيضاء" أنها تعمل بجهد لتوثيق الحقائق بشكل دقيق، مع الحرص على احترام الذكريات المؤلمة لأسر المعتقلين.
يعتبر سجن صيدنايا من أشهر السجون السورية التي ارتبطت بسمعة سيئة لاحتجاز المعتقلين السياسيين والمعارضين للنظام السوري. طوال سنوات، كان السجن يشتهر بالظروف القاسية والتعذيب الممنهج، إضافة إلى عمليات الإعدام الجماعي التي كانت تجري فيه، وفقاً لتقارير منظمات حقوق الإنسان.
يُعتقد أن عدد المعتقلين في صيدنايا يتجاوز الآلاف، حيث يتم احتجازهم في ظروف غير إنسانية دون محاكمات عادلة، وبشكل تعسفي في أغلب الحالات. ورغم محاولات مختلفة للكشف عن مصير المعتقلين المفقودين في هذا السجن، تبقى الأدلة على هذه الجرائم محصورة في شهادات الناجين وأسر المفقودين.
وفقاً للجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، استمر نظام بشار الأسد في استخدام سجون مثل صيدنايا كأداة لقمع المعارضين عبر اعتقالهم تعسفياً تحت ذرائع قانونية متعددة، بما في ذلك استخدام "قانون الجرائم الإلكترونية" الذي يسمح للنظام بمعاقبة من يعارض سياساته.
منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، تحول سجن صيدنايا إلى رمز للمعاناة المروعة التي تعرض لها المعتقلون من جميع أنحاء البلاد. وقد شملت هذه الاعتقالات كل فئات الشعب السوري، من النشطاء السياسيين إلى الصحافيين، إلى منظمات المجتمع المدني، والمواطنين الذين تجرأوا على التعبير عن معارضتهم للحكومة. في وقت سابق، صرح العديد من الناجين من السجون السورية أنهم تعرضوا للتعذيب الوحشي والمعاملة اللاإنسانية، وأنهم شهدوا عمليات إعدام جماعي لمعتقلين آخرين.
وكانت هيئات دولية مثل منظمة العفو الدولية قد نشرت تقارير عن الظروف المزرية في سجون النظام السوري، بما في ذلك سجن صيدنايا، مشيرة إلى أن النظام ارتكب جرائم حرب ضد المعتقلين في هذه المنشآت. وقد تبع ذلك دعوات من المجتمع الدولي لتحقيق مستقل في تلك الجرائم ومعاقبة المسؤولين عنها