تطوراتٌ متسارعة... غارات إسرائيلية تستهدف مواقع سورية
أفادت أنباء متعددة عن اعتداءات جوية إسرائيلية استهدفت قاعدة جوية استراتيجية في سوريا في الساعات الماضية، وأحياء في دمشق.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية أن "طائرات يعتقد أنها إسرائيلية استهدفت قاعدة خلخلة الجوية في جنوب سوريا".
فيما نقلت الوكالة أيضاً عن مصدرين أمنيين أن "ضربات" يشتبه أنها إسرائيلية استهدفت حي المزة في دمشق، في وقت أفادت فيه مصادر إعلامية عن انفجارين كبيرين وقعا في منطقة المزة بدمشق.
وتناقل ناشطون مشاهد من الاعتداء الذي يرجح أنه إسرائيلي على قاعدة خلخلة الجوية جنوب سوريا.
يأتي ذلك في وقت دخلت قوات المعارضة السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق، وانتشرت في أحيائها وسيطرت على مؤسساتها الرسمية، فيما أظهرت مشاهد متعددة أعمال سرق ونهب وفوضى طالت مؤسسات عدة، منها سرقة أموال من البنك المركزي في العاصمة دمشق، وتكسير مؤسسات خدمية أخرى.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه قام بتعزيز قواته في المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، فيما أفيد عن دخول دبابات الجيش الاسرائيلي إلى بلدة خان أرنبة ومناطق أخرى في القنيطرة السورية.
في ضوء التصعيد الأمني المتزايد على الحدود السورية الإسرائيلية، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن سلسلة من التدابير الوقائية التي تهدف إلى تعزيز أمن إسرائيل وحماية سكان هضبة الجولان، وذلك بعد التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا والتي أدت إلى تغيرات كبيرة في ميزان القوى العسكري في المنطقة.
في إطار هذه الإجراءات، أعلن أدرعي عن تعليق الدراسة في أربع سلطات محلية درزية في شمال هضبة الجولان وهي: بقعاتا، عين قنية، مسعدة، ومجدل شمس، حيث ستتم الدراسة عن بعد اعتبارًا من اليوم. أما بالنسبة لروضات الأطفال في هذه المناطق، فقد تم التأكيد على انتظام الدراسة دون أي تغييرات. في بقية مناطق هضبة الجولان، أكّد الجيش الإسرائيلي أن الدراسة ستنتظم كالمعتاد.
وفي خطوة أمنية أخرى، أعلن أدرعي عن فرض منطقة عسكرية مغلقة في المناطق الزراعية في منطقة ماروم جولان-عين زيفان وبقعاتا-خربة عين حور، ابتداءً من اليوم. وتشمل هذه الإجراءات تقييد دخول المزارعين إلى بعض المناطق، وفقًا لاحتياجات جيش الدفاع، على أن يتم التنسيق الكامل مع لواء 474 الإقليمي للقيام بالعمليات الزراعية ضمن إطار محدد ووفقًا للإجراءات العسكرية المعتمدة.
وأكد أدرعي على أن "الدخول إلى هذه المناطق سيكون ممنوعًا على المدنيين والمزارعين في الوقت الحالي" لحماية الأمن العام في المنطقة الحدودية التي تشهد توترًا كبيرًا جراء الاشتباكات المسلحة في سوريا.
تأتي هذه التدابير في وقت حساس، حيث يُواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في المنطقة الفاصلة العازلة بين سوريا وإسرائيل وفي نقاط دفاعية استراتيجية على الحدود. جاء هذا القرار بعد سلسلة من التقييمات الأمنية التي أجراها الجيش الإسرائيلي في أعقاب التوترات المتزايدة في سوريا، التي من المتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على الأمن في هضبة الجولان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر مؤخرًا تعزيزات عسكرية في المنطقة، بما في ذلك دبابات وطائرات مقاتلة، لمواجهة أي تهديدات محتملة من الميليشيات المسلحة في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يعكف على تعزيز الحماية الأمنية في الجولان عبر حفر خندق عميق على طول الحدود مع سوريا، وهي خطوة تهدف إلى إحباط أي محاولة تسلل أو تهديدات من الجماعات المسلحة التي قد تسعى لاستخدام الأسلحة المتطورة ضد إسرائيل.
ويأتي إعلان الجيش الإسرائيلي في ظل تصعيد مستمر في سوريا، حيث تسارعت الأحداث في الأيام الأخيرة بعد انهيار النظام السوري وسقوط دمشق في يد المعارضة المسلحة. وفي هذا السياق، أفادت تقارير بأن الفصائل المسلحة قد اقتحمت المناطق المحيطة بالعاصمة، مما أدى إلى زيادة المخاوف من تداعيات سقوط النظام السوري على أمن الحدود الإسرائيلية.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن "دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى منطقة القنيطرة جنوب سوريا" في خطوة وصفها البعض بأنها تعكس استعدادات إسرائيلية لأي تطور غير متوقع. هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي جاء بالتزامن مع عدة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مواقع في سوريا، حيث استهدفت بشكل خاص مخزونات الأسلحة الكيميائية التي كانت مهددة بالسقوط في يد الجماعات المسلحة.
من جهة أخرى، أكّد رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، في تصريحات له أن الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز جهوده العسكرية على الحدود الشمالية مع سوريا، في ظل ما وصفه بـ "التحديات الأمنية المتزايدة" التي قد تطرأ على المنطقة في ضوء التطورات الميدانية في سوريا. وأشار هاليفي إلى أن الجيش الإسرائيلي يتخذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة ومنع أي تهديدات قد تؤثر على الأمن الوطني الإسرائيلي.
يذكر أن الوضع في سوريا يشهد تطورات سريعة، حيث تتزايد المخاوف الإسرائيلية من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة وانتقال الأسلحة المتطورة إلى الميليشيات الموالية لإيران. في هذا السياق، شدد الجيش الإسرائيلي في أكثر من مناسبة على أنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية السورية، لكن في الوقت ذاته يبذل جهودًا مكثفة لمنع وصول الأسلحة المتطورة إلى أيدي الجماعات المسلحة التي قد تستخدمها ضد إسرائيل.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه سيواصل متابعة التطورات في سوريا عن كثب، ويعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تسرب الأسلحة الكيماوية إلى أي طرف معادٍ، الأمر الذي يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.