بينهم "صيدنايا"... المعارضة السورية تفتح أبواب السجون (فيديو)
في تصعيد عسكري غير مسبوق، اقتحمت الفصائل المسلحة العديد من السجون في مختلف المناطق السورية، في إطار عملياتها العسكرية الواسعة للسيطرة على عدد من المدن الاستراتيجية، في مقدمتها العاصمة دمشق ومدينة حمص.
وقد أفادت تقارير إعلامية ومصادر ميدانية عن "فتح السجون" وإطلاق سراح مئات المعتقلين الذين كانوا محتجزين في ظروف قاسية، في خطوة تعتبر بمثابة ضربة قوية للنظام السوري.
في ساعات مبكرة من صباح الأحد، بدأت الفصائل المسلحة في اقتحام سجن صيدنايا العسكري الشهير في ريف دمشق، الذي يعتبر واحدًا من أكثر السجون العسكرية السورية تحصينًا.
وأظهرت لقطات فيديو مسربة على وسائل التواصل الاجتماعي خروج عدد من السجناء من السجن بعد وصول القوات المسلحة إلى المنطقة. سجن صيدنايا، الذي يقع على بُعد نحو 30 كيلومترًا شمالي دمشق، كان يعد من أبرز معاقل النظام السوري، حيث يُحتجز فيه المئات من المعتقلين السياسيين والنشطاء. وتعتبر عملية اقتحام السجن بداية لهجوم واسع بدأه المتمردون بهدف تأمين أكبر قدر من السيطرة على المناطق المحيطة بالعاصمة.
وفي تطور متسارع، أكدت الفصائل المسلحة أنها نجحت في فتح سجن عدرا المركزي في ريف دمشق أمام جميع السجناء، حيث شوهد السجناء يفرون إلى مناطق عدة، بما في ذلك الطريق الدولي قرب مخيم الوافدين، يحملون معهم حقائبهم ويؤكدون أن "أبواب السجن فُتحت لهم". في مدينة حمص أيضًا، فتح عناصر الشرطة أبواب السجن المركزي أمام المساجين دون تقديم أي تفسيرات، ما أدى إلى فوضى في المنطقة بعد أن بدأ المعتقلون في الفرار.
ولم تتوقف عمليات الفصائل المسلحة عند السجون، بل امتدت لتشمل معاقل النظام في دمشق وحلب. في العاصمة دمشق، أفادت مصادر ميدانية عن اندلاع اشتباكات عنيفة في عدة مناطق من المدينة، في حين تحدث السكان عن سماع رشقات رصاص كثيفة في الشوارع. وأعلنت الفصائل في رسائل عبر تطبيق "تلغرام" أنها بدأت بالسيطرة على العديد من المواقع الهامة داخل دمشق، مؤكدة أن "المدينة أصبحت تحت حصار الفصائل".
وفي مدينة حلب، أفادت تقارير بأن الفصائل قد أجبرت قوات النظام على الانسحاب من سجن المدينة المركزي، وتمكنت من إجلاء العديد من المعتقلين. كما أكدت مصادر محلية أن القوات الأمنية بدأت في مغادرة العديد من المواقع الحساسة في المدينة.
مع تصاعد عمليات الاقتحام، نشبت حالة من الفوضى في مطار دمشق الدولي، حيث تداولت وسائل الإعلام لقطات تُظهر مشاهد من الارتباك والهلع بين المسافرين والعاملين في المطار. وترافق ذلك مع أنباء عن انسحاب القوات الأمنية من المطار، وهو ما يعكس حالة من الانهيار السريع في مناطق سيطرة النظام.
في خطوة غير متوقعة، أكدت مصادر متعددة، بما في ذلك وكالة "رويترز" والمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الرئيس السوري بشار الأسد قد غادر البلاد إلى وجهة غير معلومة. وذكرت الفصائل المسلحة في رسائل نشرتها عبر "تلغرام" أن ما حدث "يشكل نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا".
ويأتي هذا في وقت تُستكمل فيه عملية التقدم نحو دمشق وحلب، ما يشير إلى احتمال انهيار النظام في المدى القريب.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه سوريا تصعيدًا غير مسبوق في عمليات الفصائل المسلحة ضد النظام السوري. وقد تمكنت الفصائل من السيطرة على مدينة حمص، ثالث أكبر مدينة سورية، في وقت قياسي بعد يوم واحد من القتال.
ويُعتبر سقوط حمص بمثابة ضربة قوية لحكم الأسد، حيث أنها كانت تعد مركزًا رئيسيًا للقوات الحكومية. وفي وقت لاحق، أعلنت الفصائل المسلحة عن بدء عملياتها في دمشق، مع اقترابها من السيطرة على العاصمة.
في هذا السياق، أظهرت الأحداث أن النظام السوري يعاني من انهيار سريع في قدراته العسكرية والأمنية، ما دفع العديد من القيادات العسكرية والمدنية إلى الانسحاب أو التواري عن الأنظار. ومع دخول الفصائل المسلحة إلى المرحلة الحاسمة، يترقب الجميع ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، وسط مطالب دولية بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.