حراكٌ جنبلاطي... وأهمية زيارة معراب
لم تتضح إلى الآن ماهية النتائج التي قد تتمخض عن الحراك المزمع للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بدءا من معراب في لقائه المتوقع مع رئيس حزب ««القوات اللبنانية» سمير جعجع، وان كان عنوانه، البحث عن أرضية مشتركة، أو السعي للاتفاق على شخصية توافقية لإنهاء شغور منصب رئاسة الجمهورية.
فالظروف الراهنة التي أملت على جنبلاط إلغاء احتفالية ذكرى ميلاد «المعلم» كمال جنبلاط، والتي تصادف اليوم، هي نفسها التي تضغط على لبنان والمنطقة من اضطرابات سياسية وأمنية، وتفرض على الجميع التعاطي معها من منطلق الفرصة لإنجاز الاستحقاقات ذات الأولوية مثل ملف الرئاسة، وفي ظل الاهتمام الدولي تجاه لبنان.
المتابعون يعزون لـ«الأنباء» سبب الغموض الذي لا يزال يكتنف المشهد، «بناء على عامل اساسي محكوم بتمترس فرقاء خلف معايير مطمئنة يجب ان يتحلى بها المرشح لكل من الفريقين، فيما توجه فريق آخر ومنه جنبلاط، نحو رئيس توافقي ووسطي، لا ينتمي إلى طرف بعينه، ويشكل قواسم مشتركة، ولا مانع من ان يكون ذات حيثية مسيحية معينة».
وعليه سيحاول جنبلاط، وفق مصادر قيادية في الحزب «التقدمي الاشتراكي» البحث عن اسم، يخفف من الهواجس ويعكس صورة المرحلة الجديدة، التي يجب أن يكون عنوانها، قيام الوطن وإنهاض الدولة وإعادة الاعتبار إلى اتفاق الطائف وتنفيذ بقية بنوده، ولو جرى ترك غير القابلة للتحقيق الآن، مثل إلغاء الطائفية السياسية، لحين تبلور الانقسام العمودي الذي يحكم لبنان راهنا.
مصادر غير حزبية تعطي زيارة معراب أهمية ومؤشرات إضافية، غير تلك التي أعلن عنها، بخصوص الاستعداد لمناقشة تطبيق اللامركزية الادارية، وانما لناحية إعادة ترميم جوانب من العلاقة التي اهتزت، بسبب تمايز المواقف التي حكمت الفترة الماضية ووجوب تدعيمها ايضا، وذلك في ظل ورشة المداولات السياسية والرئاسية التي تجريها قيادة «القوات اللبنانية» لتحصين جبهة المعارضة.
ويرى «التقدمي» ان لبنان «لا يملك اليوم ترف الوقت، وبما يتطلبه من حركة طوارئ قصوى لانتخاب رئيس للجمهورية، في ظل أخطار داخلية وخارجية، عدا الإسرائيلي جنوبا وما استجد شمالا من سورية، وتحسبا للفترة المقبلة مع بدء حقبة أميركية جديدة، باعتبار ان ما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحا غدا، ويجب ان يدفع نحو مقاربة مختلفة للملف».
وتكتسب الجوﻻت التي يقوم بها رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط بحسب «التقدمي» أهمية ايضا، «بحيث يعمل على تدوير الزوايا واجتراح الحلول للأزمة الرئاسية المعقدة، وضرورة انتخاب رئيس جمهورية واستعادة بناء مؤسسات الدولة كما كانت عليه قبل الأزمة».
والحال، ان الحراك نحو الجيش مطلوب ايضا، برأي «التقدمي»، لجهة «استكمال عملية الانتشار جنوبا وتطبيق القرار 1701».
وجاء لقاء تيمور جنبلاط مع وزير الدفاع موريس سليم في وزارة الدفاع بذات المنحى، إلى جانب تصحيح وضع رئيس الاركان اللواء حسان عودة.