هل انتهت الحرب فعلاً؟
تناقض واضح ما بين إعلان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "صمود" اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، والواقع الميداني في منطقة جنوب الليطاني حيث تتمادى إسرائيل في ضرباتها وكأن الحرب لم تتوقف فعلياً.
فحالة "الحرب أو اللاحرب" التي يعيشها الجنوب بالدرجة الأولى كما سائر المناطق، تبدو مستمرة، على الأقل وفق اشتعال المشهد الميداني بشكل مفاجىء مرات عدة على امتداد الأسبوع الأول من الهدنة التي أرساها الإتفاق. وتجزم مصادر سياسية متابعة بأن وقف النار "صامد"، إلاّ أنها تعترف بوجود "اختلالات" في الإتفاق.
وتكشف المصادر السياسية لـ"ليبانون ديبايت"، إن إسرائيل تعمل لتنفيذ الإتفاق بالقوة، وتواصل استهداف "حزب الله" في أي منطقة وليس فقط في الجنوب تحت ستار "الدفاع عن النفس"، مشيرةً إلى غموض في هذه الفقرة من الإتفاق، والتي من الضروري إيضاحها من خلال التطبيق والآليات الإجرائية التي ستضعها لجنة الإشراف على تطبيق وقف النار، والتي ستباشر أعمالها اليوم.
لكن هذا الحقّ، قد منحه اتفاق وقف النار للبنان أيضاً، وفي هذا المجال، تؤكد المصادر أنه يعود للدولة اللبنانية وليس للحزب، علماً أن إسرائيل وحتى الساعة لا تزال تراهن على حرية الحركة التي منحتها إياها واشنطن عبر ورقة الضمانات الجانبية بينها وبين إدارة الرئيس جو بايدن.
وتشدد المصادر نفسها، على أولوية تسريع وتيرة تنفيذ تنفيذ اتفاق وقف النار من قبل كل الأطراف الراعية له والمعنيّة، معربةً عن مخاوف جدية من الإنزلاق إلى تصعيدٍ غير محسوب في أي لحظة.