شهيد في غارة على مرجعيون.. واستهداف الجيش في الهرمل
تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية مع دخول الهدنة يومها الخامس على التوالي، وبعدما لوحظ بالأمس تراجع حدة الخروقات، إلاّ أنّ اليوم الاثنين سجل ولغاية كتابة هذا التقرير مجموعة من الخروقات بدأت صباحاً باستهداف الجيش في الهرمل، واستكملت بمسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية قرب محطة تحويل كهرباء مرجعيون، مما أدى إلى سقوط شهيد. كما أفيد عن مسيرة إسرائيلية نفذت غارتين على بلدة عيترون.
وفيما ينتظر لبنان البدء بعمل لجنة المراقبة الخماسية مع الزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو الى لبنان خلال الـ48 ساعة المقبلة للبحث في تطبيق قرار وقف النار، وهو ما تطرق إليه أيضاً مستشار الرئيس الأميركي لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط، مسعد بولس، إذ أشار إلى أنّه من واجب أميركا متابعة اتفاق وقف اطلاق النار، أملاً "أن ينفذ سريعاً".
استهداف الجيش
ميدانياً، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنّ مسيّرةً للجيش الإسرائيلي استهدفت جرّافةً للجيش، أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي، في الهرمل، مما أدّى إلى إصابة أحد العسكريّين بجروح متوسّطة. وكان الجيش اللبناني أعلن في وقت سابق أنّه عثر على جثمان أحد ضباطه في منطقة الناقورة داخل سيارته بعد استشهاده نتيجة استهدافه من قبل الطيران الإسرائيلي قبل أسبوع.
ولاحقاً، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة بلدة عيناتا لناحية مثلث بنت جبيل، مارون الراس، وافيد عن وقوع اصابة. فيما تعرضت بلدة بيت ليف للمرة الثانية لسقوط قذيفتين من عيار155 ملم. وأفادت معلومات عن توغل جديد لقوات الجيش الإسرائيلي في محيط مستشفى ميس الجبل الحكومي شمالي البلدة، فيما انسحبت قواته من منطقة دوبيه غربي البلدة، وذلك بعد توغلهم في المنطقة واجراء عملية تفتيش واسعة.
ولا تزال قوات إسرائيلي متمركزة على عدة تلال في بلدة ميس الجبل وتقوم بين الحين والآخر برمايات وتمشيط واطلاق قذائف مدفعية.
بيان أمن الدولة
وبسبب الانتهاكات الإسرائيلية، افادت المديرية العامة لأمن الدولة في بيان انه "فـي خرق فاضـح لاتفـاقيّة الهدنة، أقدمت طائرة مسيّرة تابعة للعدوّ الإسرائيليّ على استهداف أحد عناصر أمن الدولة العريف مهدي خريس من مديريّة النبطيّة الإقليميّة بصاروخ موجّه، أثناء أدائه لواجبه الوطنيّ، ممّا أدّى إلى استشهاده. إن هـذا الاعتداء يشكل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية، ويؤكد الطبيعة العدوانية للاحتلال الذي لا يلتزم بأي اتفاقات أو مواثيق دوليّة".
رشقات رشاشة
وتستمر الخروقات الإسرائيلية والتهديدات، وأُفيد عن اطلاق الجيش الإسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه المنازل في بلدة الناقورة، بالتزامن مع رصد انسحاب عدد من دبابات الميركافا من بعض احياء مدينة الخيام باتجاه محلة وطى الخيام. فيما قام الجيش الإسرائيلي فجراً باعمال تفجيرات في الاطراف الشرقية والجنوبية لمدينة الخيام، وسُمعت أصوات رشقات نارية رشاشة في البلدة نفذها الجيش الإسرائيلي.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وجّه تحذيراً لسكان بلدات جنوبية بوجوب الامتناع عن التوجه إلى منازلهم، وخصوصاً خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري. وفي البيان الإسرائيلي تم تحذير سكان أكثر من 60 قرية وبلدة من الرجوع إليها.
توزاياً، نقلت الاذاعة الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله إنّ "الاتفاق مع لبنان لا يساوي قيمة الورق الذي تم التوقيع عليه والمهم هو حرية العمل لإسرائيل".
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إنّ "وجود عناصر حزب الله جنوب نهر الليطاني يعد خرقا للاتفاق وعليهم الانتقال شمالاً". ولفت ساعر إلى أنّه "على الحكومة اللبنانية منح تفويض واضح للجيش اللبناني لتنفيذ ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار".
زيارة ماكرون
سياسياً، تتزامن زيارة وزير الدفاع الفرنسي للبنان، مع زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى السعودية، حيث سيبحث في ما يمكن ان تقدمه فرنسا في إطار برنامج التعاون العسكرية للمرحلة المقبلة. ومن المرتقب أن يزور وزير الدفاع الفرنسي كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون في إطار مهمته. ومن المتوقع أن يتفقد قيادة قوات "اليونيفيل" ومقر قيادة القوة الفرنسية في الجنوب.