غضية سويد أسيرة لدى العدو الاسرائيلي للمرة الثانية!
“منذ بداية توسيع مروحة العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان في 23 أيلول الماضي تحولت القرى الحدودية المتاخمة لفلسطين المحتلة إلى حقل رماية بالذخيرة الحية استهدفت بشتى أنواع الأسلحة المدمرة في محاولة لمحو معالمها عن الخارطة الجغرافية منتقماً من أهاليها الذين هُجروا قسراً من منازلهم التي دمرت كما دور العبادة ومؤسساتها التجارية وعاث خراباً في الحقول الزراعية ، مظهراً كل الحقد الدفين من كافة القرى الحدودية المقاومة.
بلدة الظهيرة الحدودية “توأم بلدة عرب العرامشة ” بامتدادها الجغرافي والديموغرافي داخل فلسطين المحتلة وفاتحة أولى العمليات العسكرية إسناداً لغزة في الثامن من أكتوبر 2023 ، حيث تحولت البلدة الى ايقونة كما قريناتها من القرى الحدودية في المواجهات مع مواقع العدو الاسرائيلي المشرفة على القرى الجنوبية لاسيما موقع العدو على تلة جرداي الذي يشرف بشكل مباشر على البلدة التي عانت منه على مدى اكثر من ستة وسبعين عاماً ، أي منذ نكبة فلسطين في العام 1948 .
المخاطر التي أحاطت بالبلدة طيلة فترة الاعتداءات والمواجهات بين العدو الاسرائيلي والمقاومة اضطرت أهلها الى النزوح عنها لاسيما بعدما استهدفت في بداية المواجهات بمئات القذائف الفسفورية وعشرات الغارات من الطائرات الحربية والقصف المدفعي وادت الى تدمير وتضرر عشرات الوحدات السكنية . ولكن رغم ذلك بقيت المواطنة غضية سويد في العقد الثامن من العمر صامدة بين ركام منزلها الذي استهدفته بصاروخ من طائرة حربية خلال الاعتداءات السابقة وأصيبت بجراح طفيفة نقلت أنذاك الى المستشفى للمعالجة ، وبعد تعافيها أصرت على العودة الى قريتها لتكمل مسيرة الصمود التى لم تثنيها كل المخاطر عن ترك القرية وتتنقل بين منازلها وحقولها دون خوف ولا جزع .
غضية سويد لها حكاية مع العدو الاسرائيلي خلال فترة الاحتلال للمنطقة الحدودية حيث كانت اعتقلت بعد طعنها أحد المستوطنين الذي حاول الاعتداء عليها وسجنت ثلاث سنوات تعرضت خلالها لأبشع أنواع التعذيب في الحبس الانفرادي مما أثر على قدراتها العقلية وأفقدها حضورها الاجتماعي بين ابناء بلدتها ولكن لم يفقدها رغبة البقاء والتمسك بأرضها التي تنتمي اليها .
العدو الإسرائيلي بعد تمكنه من دخول بلدة الظهيرة تحت غطاء ناري كبير ومواجهات عنيفة مع المقاومة دامت عدة أيام قام على أثرها بتجريف المنازل وتدميرها ثم بدأ بتفخيخ أحياء سكنية بكاملها وتفجيرها “كما أظهرت فيديوهات نشرها العدو على وسائل الاعلام” لاسيما المنازل المحاذية للجدار الحدودي الفاصل بين بلدة الظهيرة وتلة جرادي التي يتخذ منها موقع عسكري يشرف على البلدة ..وبقي مصير غضية سويد مجهولاً لا أحد يعرف عنها شيئاً اذا ما كانت من بين الاحياء او الشهداء …
وفق شهود عيان من احد أبناء البلدة الذي بقي مع قطيع من المواشي في منطقة البطيشية قرب موقع الكتيبة الغانية العاملة ضمن اطار اليونيفيل اشار الى ان جرافات العدو دخلت مع الدبابات على الاحياء السكنية ووصل الى الحي الذي تعيش فيه المواطنة غضية سويد التي اصيبت بجروح جراء القصف أثناء تقدم قوات العدو الاسرائيلي التي قامت باعتقالها وهي جريحة وتم نقلها الى داخل فلسطين المحتلة، بعدها كان العدو يريد إطلاق سراحها وتسليمها من خلال اليونيفيل للسلطات اللبنانية عبر معبر رأس الناقورة ، ولكن وفق المصدر المتابع لقضية غضية سويد اشار الى انها أصرت ان يتم اطلاق سراحها في قريتها وهي الان لم تعد تعيش فقط بين ركام منزلها المدمر بل بين ركام قرية بكاملها .”