حادثة البترون: مصادرة جواز سفر المخطوف وعشرات الخطوط الأجنبية
في سابقة خطيرة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على الأراضي اللبنانيّة، نفذ الجيش الإسرائيليّ عملية إنزال على شاطئ البترون، نجم عنها اختطاف المدعو (ع.أ)، 38 عامًا، وهو مواطن لبنانيّ، من بلدة الكواخ، قبطان بحريّ، درس في أكاديميّة العلوم البحريّة وخضع لدورات عديدة خلال الفترة الماضية.
وحسب معلومات "المدن" فإن البحرية الإسرائيليّة نفذت عملية دقيقة فجر يوم الجمعة الأول من تشرين الثاني، في منطقة البترون شمالي لبنان، واختطفت (ع.أ) من داخل الشقة التي يتواجد بها منذ حوالى الشهر.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "المدن" فإن فرقة الكوماندوس دخلت إلى الشاليه الذي استأجره الشاب بجانب المدرسة البحرية، واختطفته من داخل غرفة نومه، وغادرت الفرقة باتجاه البحر حيث كان ينتظرهم مجموعة من الزوارق عند الشاطئ.
عملية أمنية
وقد باشرت الأجهزة الأمنية التوسع بتحقيقاتها بإشارة من النيابة العامة التمييزية، بهدف التوصل لمعلومات دقيقة حول الشخصية المُستهدفة وأسباب الاختطاف، وحسب مصادر قضائية لـ"المدن" فإن العملية نفذت خلال دقائق قليلة لا تتجاوز الخمسة، عبر 25 جنديًا إسرائيليًا، وتم اكتشاف الأمر من خلال زوجة المخطوف وهي من آل المقداد، التي اتصلت بالأجهزة الأمنية وتحديدًا بفصيلة بئر حسن في قوى الأمن الداخلي (المنطقة التي تقطن فيها السيدة)، بعد انقطاع التواصل فجأة مع زوجها، وأبلغتهم عن مكان تواجده في منطقة البترون، وبعد توجه الأجهزة الأمنية للمكان المذكور والكشف على كاميرات المراقبة، تبيّن أن قوة بحرية إسرائيليّة قد أقدمت على اختطافه من داخل الشقة، وتم الاستماع لإفادات المتواجدين في المبنى، الذين شعروا ببعض الضوضاء، ولدى فتح الباب، طُلب منهم باللغة العربية إغلاقه بحجة أنها عملية أمنية لأمن الدولة اللبناني.
وتشير المصادر القضائية إلى وجود علاقة للمدعو (ع.أ) مع حزب الله، وهو الأمر الذي دفع بالقوات الإسرائيلية إلى تنفيذ مهمة دقيقة وخطيرة بهذا الشكل. وحسب المعطيات الأولية، فإن جميع شقق الشاليه تم حجزها منذ حوالي الشهر من قبل عائلات نازحة من الجنوب اللبناني والبقاع، ومن ضمنهم الشاب المخطوف، الذي كان متواجدًا لوحده داخل الشقة، فيما تتواجد عائلته في منطقة القماطية، وذلك لأسباب تعود لعمله كقبطان بحريّ لبنانيّ، حيث كان يخضع لدورة قبطان في مدرسة العلوم البحرية في البترون.
وأوضحت مصادر قضائية لـ"المدن" إلى أن الأجهزة الأمنية تتوسع بالتحقيق، وتحديدًا شعبة المعلومات ومخابرات الجيش، التي باشرت بالاستماع لأصحاب الشاليه وللسكان في المبنى، إلى جانب التواصل مع قوات اليونيفل الدولية لمعرفة الطريقة التي عبرت بها القوات الإسرائيلية شاطئ لبنان من دون توقيفها. ولم تستبعد المصادر وجود عملاء قد عاونوا القوات الإسرائيلية للوصول إلى المخطوف، ورجحت المصادر إلى أن هكذا عملية دقيقة تهدف للحصول على معلومات محددة من المخطوف، على اعتبار أن المعطيات تشير إلى أن القوات الإسرائيليّة لا ترغب بقتله إنما تريد الاستماع إلى أقواله والتحقيق معه خصوصًا في ظل التداول بمعلومات زعمت أنه قيادي بارز في حزب الله ويعمل في تهريب الأسلحة عبر البحر.
وأضافت المصادر القضائية أن الأجهزة الأمنية داهمت الشقة التي كان يتواجد فيها المخطوف، وعثرت على أكثر من ثمانية شرائح خطوط أجنبية إضافة إلى فلاش حاملة للبيانات "USB"، وباسبور أجنبي، وبحسب المصادر يجرى حاليًا الكشف على الداتا الموجودة بداخلها للحصول على معطيات إضافية. وترجح مصادر أمنية إلى إمكانية امتلاك المخطوف لمعلومات مهمة حول حزب الله كانت السبب في اختطافه. وتخوفت من أن تؤدي هذه المعلومات لاستهداف أشخاص آخرين، أو لكشف معطيات خطيرة متعلقة بحزب الله، واستبعدت أن يكون المخطوف عميلًا لإسرائيل، مرجحةً عمله لصالح حزب الله من خلال تهريب الأسلحة عبر البحر.
الحاجة للمعلومات
وقد أعلن مسؤول عسكري إسرائيليّ أن قوات كوماندوس بحرية إسرائيليّة اعتقلت عنصرًا في حزب الله في مدينة البترون الساحلية في لبنان، ونقلته إلى إسرائيل للتحقيق معه. وقال المسؤول "خلال عملية خاصة بقيادة شاييطت 13، في بلدة البترون تم اعتقال عنصر رفيع في حزب الله يعمل خبيرًا في مجاله، مضيفًا تم نقل العنصر إلى الأراضي الإسرائيليّة ويجري التحقيق معه حاليًا".
خطورة هذه الحادثة دفعت برئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الطلب من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن حادثة الاختطاف، مؤكدًا على ضرورة الاسراع في التحقيقات لكشف ملابسات القضية. في المقابل، أكدت قوات اليونيفيل أنها تجري تحقيقات ضرورية بالتنسيق مع قوات الجيش اللبناني.