هوكشتاين يساوي بين لبنان وإسرائيل بعدم الإلتزام بالـ 1701
في تصريحٍ لافت، وبعد أيامٍ على المفاوضات والمباحثات، صرّح الموفد الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين، مساء اليوم الجمعة، بأنّه يعتقد بأن هناك إمكانيّة لانهاء الحرب بين لبنان وإسرائيل وفق القرار 1701. ولفت إلى أن "إسرائيل وحزب الله يتبادلان الاتهامات بعدم الالتزام بالـ 1701، والحقيقة أنّهما لم يلتزما كليهما به". وأضاف: "يجب السّماح للقوّات المُسلّحة اللّبنانيّة بالانتشار فعليًّا في جنوب لبنان والقيام بوظيفتها".
ويأتي تصريح هوكشتاين في وقتٍ أعلنت فيه القيادة الوسطى الأميركيّة أنّ "سرب طائرات إف 16 متمركز بألمانيا يصل لمنطقة عمليات القيادة الوسطى في الشرق الأوسط".
من جهته، أعلن رئيس البرلمان الإيرانيّ، محمد باقر قاليباف، اليوم، أن "إسرائيل لم تحقق أهدافها في القتال مع حزب الله".
ما بعد مؤتمر باريس
إلى ذلك، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محادثات مع رئيس وزراء إيرلندا سيمون هاريس، بعد ظهر اليوم، في مقرّ رئاسة الحكومة في العاصمة الإيرلندية دبلن. ورحب هاريس بالرئيس ميقاتي كـ"أول رئيس حكومة لبناني يزور إيرلندا"، مؤكدًا "تضامن إيرلندا مع لبنان، لاسيما في هذه المرحلة"، مشدّدًا على أن "بلاده طالبت عبر المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي المنضوية فيه بالضغط لوقف إطلاق النار في لبنان وطالبت كل الاطراف بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701". مديناً "بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل". وأشار إلى أن "دائرة العنف في الشرق الأوسط بلغت مستويات غير مقبولة، وعلى المجتمع الدولي بذل جهود إضافية ونوعية لوقف دائرة العنف".
بدوره، شدد رئيس الحكومة "على شكر لبنان لإيرلندا لوقوفها بجانبه ولكونها من أوائل الدول الأوروبية التي لديها مشاركة فاعلة في عداد قوات اليونيفيل"، مشيدًا بـ"التضحيات التي قدمتها إيرلندا وجنودها في لبنان". كما شكر لـ"إيرلندا وقوفها الدائم مع القضايا الإنسانية والمحقة، وفي مقدمها قضية فلسطين"، مؤكدًا أن "رمزية هذه الزيارة هي شكر الدول التي تقف دائما بجانب لبنان".
من جهة أخرى، التقى وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب نائب وزير الخارجيّة الأميركيّة المسؤول عن الإدارة والموارد ريتشارد فيرما، في مقرّ السّفارة اللّبنانيّة في باريس. وتمّ البحث بالخطوات اللّاحقة بشأن المساعدات الأميركيّة الّتي تمّ التّعهّد بتقديمها إلى لبنان خلال مؤتمر باريس 2024، وبما يمكن للولايات المتّحدة الأميركيّة أن تقدّمه للبنان، لتأمين تلبية الحاجات الطّارئة والأساسيّة. وأوضحت وزارة الخارجيّة في بيان، أنّهما "تباحثا أيضًا في سبل الوصول إلى حلّ نهائي ومستدام للأزمة في لبنان، وفي الشّروط الواجب توافرها لتأمين التّنفيذ الكامل للقرار 1701، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب"، مشيرةً إلى أنّ "الجانب الأميركي أكّد التزام بلاده بالتّعاون مع شركاء لبنان لتأمين استمرار الدّعم للحكومة والمؤسّسات اللّبنانيّة". وذكرت أنّه "تمّ التّطرّق إلى تداعيات النّزوح على الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة في لبنان، وإلى ضرورة إنهاء الشّغور الرّئاسي".
المستجدّات الميدانيّة
ميدانيًّا، شهدت الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تصعيدًا عسكريًا مكثفًا اليوم الجمعة، حيث أعلن "حزب الله" تنفيذ سلسلة هجمات ضد قوات إسرائيلية، شملت استهداف دبابات "ميركافا" وتجمعات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود. وأكد الحزب في بيانه أن عناصره هاجموا دبابة إسرائيلية بصاروخ موجه قرب "مسغاف عام"، ما أسفر عن إصابة أفراد الطاقم. فيما دوّت صافرات الإنذار في عددٍ لا يُستهان به من المستوطنات الشماليّة.
وفي عمليات أخرى، أفاد "حزب الله" باستهداف قوة إسرائيلية مؤلفة من ثلاثة جنود قرب بلدة كفركلا، ومجموعة أخرى قرب موقع المنارة. وترافق ذلك مع سقوط قذائف وشظايا في بلدة مجد الكروم، ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة ثمانية آخرين بجروح خطيرة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان من دون دوي صافرات الإنذار، وأقر بسقوط صاروخ اعتراضي في إيلات كان موجهًا لصد "هدف جوي مشبوه". كما نفّذت إسرائيل غارات على بلدات في جنوب لبنان، في تصعيد جديد للأوضاع على الجبهة الشمالية.
تحذيرات أمميّة
من جهةٍ أخرى، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، عن قلقها العميق إزاء تصاعد دائرة العنف في لبنان، محذرةً من أزمة إنسانية كارثية تلوح في الأفق. وذكرت في بيان لها أن تزايد عدد الضحايا المدنيين وعمليات النزوح والدمار الواسع للبنية التحتية يفاقم الوضع، مشيرةً إلى تعرض العاملين في المجال الصحي والمسعفين لهجمات متزايدة.