استهداف الضاحية يتصاعد… غالانت: سنواصل استهداف حزب الله
بعد الاجتماع الذي عقده كل من وزير الأمن الإسرائيليّ يوآف غالانت مع وزير الخارجيّة الأميركيّ أنتوني بلينكن، مساء اليوم الثلاثاء، توّجه غالانت لبلينكن بالقول: "دعم الولايات المتحدّة الأميركيّة لإسرائيل بعد الهجوم على إيران سيُعزّز الردع الإقليميّ ويُضعف محور الشرّ"، لكّنه بالمقابل قال إنّه "وحتّى بعد انتهاء هذا العملية، سنواصل استهداف حزب الله في لبنان، حتّى ينسحب إلى ما وراء الليطاني ويعود سكّان الشمال".
وتصريح غالانت، تزامن مع تصريحات لوزراة الدفاع الأميركيّة "البنتاغون"، والّتي أشارت لكونها "تدعم حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنها من جهةٍ أخرى "تعتقد أنّ الدبلوماسيّة هي أفضل سبيل لتقليل التوترات"، مؤكدةً أنّه "من المهم وقف الأعمال العدائيّة في لبنان عبر الوسائل الدبلوماسيّة في أقرب وقتٍ ممكن".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مسؤولٍ بالخارجيّة الأميركيّة قوله إن "بلينكين يناقش مع الجانب الإسرائيليّ كيفية الردّ على على هجوم إيران الأخير". وذكرت الصحيفة، أن "بلينكن يخطط للعمل على سبل تعزيز الجيش اللّبنانيّ وانتخاب رئيس للبنان، ويعمل من أجل التوصل لحلٍّ دبلوماسي في لبنان"، مضيفةً أن "بلينكن سيؤكد حرص واشنطن على ألا يؤدي ردّ إسرائيل إلى مزيدٍ من التصعيد".
التصعيد الإسرائيليّ
مساعي الموفدين الأميركيين الدبلوماسيّة في لبنان وكذلك في إسرائيل، قابلها تصعيدٌ إسرائيليّ متواصل على لبنان، حيث جدّد الجيش الإسرائيليّ غاراته الجويّة على الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، بعد سلسلةٍ من الإنذارات الّتي أعلن عنها الناطق باسم جيش الاحتلال عبر منشوراتٍ على منصة "إكس"، وجاءت كما يلي: 5 مبانٍ سكنيّة ببرج البراجنة قرب ملعب الديربي، حارة حريك مقابل جامع الحسنين، مبنى مقابل جامع القائم، الليلكي مقابل ملحمة جرادي.
وبعدها بوقتٍ قصير، شنّ الطيران الحربيّ الغارات الجويّة هذه على المباني المُحدّدة في خرائطه. متسببًا في دمارها وانهيار مبانٍ ملاصقة لها، حسب التقارير الأوليّة.
جنوبًا، سُجلت غاراتٌ عنيفة نفّذها الطيران الحربيّ الإسرائيليّ بعد الظهر استهدف فيها الأسواق والمحال التجاريّة لمدينة النبطية لاسيما الشارع الرئيسيّ. واستهدفت غارتان ديرعامص ورشكنانية. وسُجلت غاراتٌ على بلدة خرطوم والنميرية وعلى منطقة عين بعال وأطراف دير ميماس ومعروب وشمع وعيتيت وعلى الخرايب وعلى طلعة شوكين في النبطية وعلى منزل على طريق التابلاين بين كفررمان وحبوش، ودُمر منزل في حي الروس في بلدة الدوير. وأيضًا، تمّ تدمير منزل في غارةٍ على يحمر كما وسجل قصفٌ مدفعيّ لمجاري نهر الليطانيّ عند الخردلي. وتمّ رمي قنابل حارقة على بساتين الزيتون في جديدة مرجعيون.
وارتكب الجيش الإسرائيليّ مجزرةً في مدينة النبطية، أسفرت عن سقوط 13 شهيدًا من آل معتوق، وهي المجزرة الثانية في أقلّ من 48 ساعة يرتكبها الإسرائيليّ في الحيّ عينه، بعد مجزرة آل كمال التي استشهد فيها 4 شبان. وأدّت الغارات إلى تدمير عددٍ من المباني السكّنيّة والتجاريّة بشكلٍ كامل. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحّة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أنّ غارة العدو الإسرائيلي على كسار الزعتر في النبطية أدّت إلى استشهاد خمسة أشخاص وجرح 21 آخرين ويتمّ إجراء فحوص الـ DNA لتحديد هوية الأشلاء الّتي تمّ رفعها من مكان الغارة.
كما استهدفت غارات إسرائيليّة عصر اليوم، منطقتي عمشكي ودورس في محيط مدينة بعلبك. وأسفرت غارةُ جويّة استهدفت بلدة النبي شيت عن 4 إصاباتٍ، وسقط 5 شهداء و10 جرحى جرّاء الغارة الّتي استهدفت منطقة المعالي في بعلبك – الهرمل.
مسيّرة انطلقت من لبنان
في المقابل، تسببت طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان، مساء الثلاثاء، في حالةٍ ذعرٍ كبيرة وأدخلت ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وفق ما أشار موقع "والا" الإسرائيليّ. ولأكثر من ساعة، عجزت المقاتلات الحربيّة والمروحيات عن اعتراض المسيّرة، الّتي تجولت بحرية عشرات الكيلومترات، قبل أن يعلن الجيش اختفاءها. وقال الجيش، عبر منصة إكس "قبل نحو ساعة تم رصد طائرة مسيّرة في منطقة روش هنكرا (رأس الناقورة على الحدود مع لبنان)، واتجهت نحو منطقة يوكنعام (جنوب شرق حيفا)، وكانت تحت مراقبة سلاح الجوّ". وأضاف "تمّ تفعيل صفارات الإنذارات في مناطق إضافية وفق سياسة التنبيه في ضوء المسار المتوقع للمسيّرة، لضمان سلامة المواطنين". وختم الجيش قائلًا "تتواصل الجهود لتحديد موقع المسيّرة التي يبدو أنها سقطت في منطقة مفتوحة".
وقبل ذلك بنحو ساعةٍ، قال الجيش الإسرائيليّ في بيان "في الدقائق الأخيرة سُمعت إنذارات في مناطق منشيه والجليل الأعلى والخليج والكرمل وهعيمكيم ووادي عارة، للتحذير من تسلّل طائرات مسيّرة معادية". وتابع "في هذه المرحلة يتم بذل الجهود لتتبع الهدف واعتراضه". كما حلقت طائرات مقاتلة ومروحيات فوق قيساريا والخضيرة لإسقاط المسيّرة، وبعد حوالي ساعة فقط أعلن الجيش أن الحادث انتهى. وتسببت المسيّرة التي اختفت ولم يعرف مصيرها في دوي صفارات الإنذار في عشرات المستوطنات بشمال إسرائيل لأكثر من ساعة. وأعلنت الجبهة الداخليّة التابعة للجيش تفعيل صفارات الإنذار في مدن وبلدات ومستوطنات بينها حيفا وكريات شموئيل وكريات حاييم وعكا والكرمل وغيرها.
الاشتباكات جنوبًا
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيليّ مقتل نائب قائد كتيبة وجنديّ وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة خلال معارك بـجنوب لبنان، لترتفع حصيلة اليوم الثلاثاء إلى 3 قتلى و20 مصابًا في قطاع غزة ولبنان. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نائب قائد الكتيبة "9308" أفيرام هريب، قُتل في معركةٍ بجنوب لبنان. وقبل ذلك، قال الجيش الإسرائيليّ، مساء اليوم الثلاثاء، إنّ "الجندي (احتياط) ساعر إليعاد نفارسكي (27 عامًا)، من تل أبيب، مقاتل في الكتيبة 508، لواء (7338) أديريم (مدفعية)، قُتل خلال القتال في الشمال". وأضاف البيان أنّه في الحادثة ذاتها، أصيب 3 جنود احتياط من الكتيبة 508 بجروحٍ خطيرة، مشيرًا إلى أنّه تمّ إجلاء الجنود لتلقي العلاج في المستشفيات وإبلاغ عائلاتهم.
وسبق، ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" إنّ 16 جنديًّا إسرائيليًّا أصيبوا في معارك بجنوب لبنان اليوم وتمّ إخلاؤهم إلى مستشفى زيف في صفد بالجليل الأعلى. من جهتها، قالت مستشفى "زيف" في صفد "استقبلنا اليوم 14 مصابًا جراء القتال في الجبهة الشمالية مع لبنان".