"محادثةٌ" أميركية - إسرائيلية بشأن لبنان!
أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن وزير الدفاع لويد أوستن شدد في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت على أهمية ضمان سلامة وأمن القوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.
كما ناقش أوستن مع غالانت نشر منظومة "ثاد" للدفاع الجوي، كجزء من دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في تعزيز قدراتها الدفاعية.
ووفقاً لوكالة "رويترز"، تناول الاتصال بين الوزيرين العمليات الإسرائيلية في لبنان، بالإضافة إلى الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
وحث أوستن الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الوضع الإنساني، خاصة مع زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة.
وقال بيان صادر عن البنتاغون إن أوستن "شجع حكومة إسرائيل على مواصلة اتخاذ خطوات لمعالجة الوضع الإنساني الملحّ، مع الأخذ في الاعتبار التحرك الأحدث من جانب إسرائيل لزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة".
وكان أوستن قد اشترك مع زميله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد الماضي في مطالبة المسؤولين الإسرائيليين باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في القطاع الفلسطيني وإلا فإن إسرائيل قد تواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.
يشار إلى أنه بحسب الأمم المتحدة، منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية ضد حزب الله في الأول من تشرين الاول الحالي، تعرضت مواقع اليونيفيل لإطلاق نار، كما اقتحمت دبابتان إسرائيليتان بوابات إحدى قواعدها. وأصيب 5 من قوات حفظ السلام.
وتساهم دول منها إسبانيا وإيطاليا وفرنسا بأكثر من ثلث قوات اليونيفيل البالغ قوامها نحو 10 آلاف جندي.
في حين لا تزال أصداء "الاعتداء الإسرائيلي" على قوات اليونيفيل التي تضم ما يقارب 10 آلاف جندي في الجنوب اللبناني تتردد في الأروقة الدولية.
فبعد انتقاد الدول المشاركة القوات الأممية، حاولت إسرائيل تعديل الموقف.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء: "إن إسرائيل تتوقع أن تؤدي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" دورا مهما في اليوم التالي لانتهاء الحرب على حزب الله".
وأضاف في بيان، أن "إسرائيل تولي أهمية قصوى لأنشطة اليونيفيل، مشددا على أن لا نية لديها للإضرار بالمهمة أو أفرادها".
وتابع أنه "إضافة إلى ذلك، تتوقع إسرائيل من اليونيفيل أن تؤدي دورا مهما في اليوم التالي عقب الحرب على لبنان".
جاء هذا بعدما نددت الدول الأربع المشاركة في القوات الأممية، فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وأيرلندا، بالاعتداءات الإسرائيلية، إذ أكدت قبل أيام، أن دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي أطلقت النار باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسبّبت في جرح جنديين من الجنسية الإندونيسية.
كما أضافت أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار عمدا أيضا على موقع آخر للأمم المتحدة في رأس الناقورة، "فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضرارا بالآليات ونظام الاتصالات".
في حين برر الجيش الإسرائيلي الواقعتين بالقول إنه طلب من الجنود الأمميين البقاء "في مناطق محمية" قبل أن يطلق النار "قرب" قاعدتهم.
يذكر أن هذه تعتبر أخطر واقعة تبلغ عنها اليونيفيل في ظل التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله، والذي يشهد غارات جوية إسرائيلية مكثفة على مواقع عدة في لبنان، وعمليات برية "محدودة" في البلدات الحدودية.
أما اليونيفيل فكانت أكدت الأسبوع الماضي، أن قواتها لا تزال في مواقعها الحدودية رغم تلقيها طلبا من إسرائيل بإعادة نقل بعضها.
ودعت إلى وقف التصعيد الإسرائيلي الحاد الذي بدأ اعتبارا من 23 ايلول على لبنان، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1,200 شخص، ونزوح أكثر من 1,2 مليون آخرين، حسب الأرقام الرسمية.