زحمة ديبلوماسية فرنسية أميركية.. وقاليباف يحمل رسالة الخامنئي
زحمة ديبلوماسية على الساحة اللبنانية حضوراً أو اتصالاً. رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف يحطّ في بيروت بعد ساعات على اتصال أجراه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً على الخط ويجري اتصالات ببّري وميقاتي، بالإضافة إلى تجديد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لنشاطه الإعلامي بداية من خلال إطلاق مواقف واضحة حول المساعي لوقف إطلاق النار، وثانياً من خلال اتصاله بميقاتي. تحركات ديبلوماسية تحظى "ببركة" البابا فرنسيس الذي أكد أن الحرب والكراهية لا تجلبان إلّا الموت والدمار للجميع". مناشداً الوقف الفوري لإطلاق النار على جميع جبهات الحرب في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان. ودعا البابا للصلاة من أجل اللبنانيين، وخاصة من أجل سكان الجنوب الذين أُجبروا على مغادرة قراهم، معربًا عن أمله في أن يعودوا قريبًا ليعيشوا في سلام.
رسالة الخامنئي
وقد جال رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف على المسؤولين كما أجرى جولة على منطقة البسطة حيث شنّت إسرائيل قبل أيام غارات استهدفت فيها المدنيين في سياق ما أعلنته عن محاولة اغتيال لرئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا. بدأ قاليباف جولته من السراي الحكومي حيث التقى برئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وخلال اللقاء، أكد رئيس الحكومة أن "أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه". وشدّد ميقاتي على "التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، واجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والامم المتحدة للضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار كاملاً".
وفي البسطة، قال قاليباف: "نقف إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني في هذه الظروف الصعبة، ونقدم كلّ الدعم للشعب اللبناني ونتمنى أن ينتصر". بعدها توجه إلى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، ومن هناك أكد أن رسالته هي أن إيران ستظل واقفة إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة. وأوضح قاليباف، أنه سيتوجه للمشاركة في مؤتمر رؤساء البرلمانات العالمي، حيث سيقوم بنقل معاناة الشعب اللبناني إلى المجتمع الدولي، مشددًا على، أن الجمهورية الإسلامية في إيران ستدعم القرارات اللبنانية بكل قوة. كما قدّم قاليباف تعازيه للشعب اللبناني، باستشهاد سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.وكان قاليباف لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، قد أشار قاليباف إلى أنه يحمل رسالة من قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي إلى شعب لبنان والمقاومة حيث أكد قاليباف أن إيران، كعادتها، "مع لبنان حكومة وشعبًا".
أميركا وفرنسا
برّي تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجرى خلاله البحث في سبل الوصول إلى وقف لإطلاق النار ومنع تمدد الحرب وتوسعها، وشدد ماكرون على أنه يقوم بالاتصالات اللازمة لأجل منع إسرائيل من المضي في عمليتها العسكرية البرية، لكنه أشار إلى ضرورة قيام اللبنانيين بالخطوات اللازمة لوقف النار وتطبيق القرار 1701 والعمل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي سريعاً لأجل المساهمة في الوصول إلى حل سياسي وديبلوماسي. كما أكد ماكرون تمسك فرنسا بدور قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل وتوفير الحماية لها. بدوره أكد رئيس المجلس على الموقف الرسمي اللبناني الذي تبنته الحكومة اللبنانية المُطالب بوقف فوري لإطلاق النار ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية تطبيقاً للقرار الأممي 1701، كما تطرق الاتصال للجهود التي تبذلها فرنسا مشكورة لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان لتجاوز الازمة الانسانية الناجمة عن نزوح أكثر من مليون و200 الف لبناني وكيفية مساعدة لبنان على إغاثتهم. وجدّد برّي شكره لفرنسا ورئيسها على الجهود التي تبذلها على مختلف الأصعدة لدعم لبنان وشعبه في هذه المحنة.
أما ميقاتي فقد تلقى اتصالاً من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين تم خلاله البحث في سبل التوصل الى وقف اطلاق النار ووقف المواجهات العسكرية، للعودة الى البحث في حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701. وكان هوكشتاين قد أكد أن الولايات المتحدة لم تعط أي ضوء أخضر لأي عمليات عسكرية في لبنان، مشدداً على أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الجيش اللبناني ونشره في الجنوب والوصول إلى حلّ ديبلوماسي للصراع.