التفاوض مفتوح ورهان على مواجهات الحدود في مهلة زمنية
يندفع المسار الدبلوماسي الدولي لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان. وجاء التواصل المباشر بين الاميركيين واللبنانيين يصبّ في هذا الإطار، خصوصاً ان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هو من يجري التفاوض شخصياً، فأجرى اتصالاته برئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحت عنوان "الحل الدبلوماسي".
لا يوجد خلاف بين ما يطرحه الاميركيون وما يلتزم به لبنان لجهة تنفيذ القرار الدولي 1701، و وقف الحرب واعتماد المسار الدبلوماسي. لكن واشنطن تعطي اسرائيل مزيداً من الوقت لتحقيق تقدّم عسكري على الحدود الجنوبية، بحجة ضرب البنية التحتية لحزب الله، لتستطيع تل ابيب عبره ان تفرض شروطها في جنوب الليطاني، و محاكاة مستوطنيها ان الامان عاد إلى شمال إسرائيل.
لذلك، وبعد استهداف الإسرائيليين الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال قيادات اساسية في الحزب وضرب مخازنه ومواقعه ومكاتبه في الجنوب والبقاع وبيروت، تحاول واشنطن تسويق معادلة حصر الحرب حدودياً حالياً، وضرب منصات صواريخ الحزب في البقاع والجنوب، في ذات السياق المؤقت، بالمقابل عدم استهداف الحزب لتل ابيب وحيفا. لكن "حزب الله" الذي باشر استخدام صواريخ بعيدة المدى لم يستخدمها سابقاً، لا يبدو انه يتجاوب عملياً مع هذا الطرح لغاية الان، خصوصاً ان الغارات الاسرائيلية تستهدف البقاع وكل الجنوب بشكل جنوني.
وتبدو ممارسات الحزب تنطلق من اعتبار ان الصواريخ التي تصل إلى حيفا وتل ابيب قادرة على ممارسة مزيد من الضغوط على الاسرائيليين لوقف الحرب، خصوصا بعدما اعاد الحزب ترميم هيكلية قيادته ومراكز التحكّم والسيطرة لديه، واستعدّ لحرب استنزاف أشار اليها مسؤول الاعلام لديه محمد عفيف في مؤتمر صحافي في الساعات الماضية، استناداً إلى نجاح مقاتلي الحزب في التصدي برّياً ومنع الاسرائيليين من تحقيق انجازات.
يؤشر ذلك إلى ان كل استخدامات وتكتيكات "حزب الله" ستكون في سبيل فرض وقف اسرائيل حربها القائمة، واستعمال تلك الوسائل الميدانية أوراق قوّة في التفاوض الذي تديره واشنطن التي ترفع شعار منع تمدد الحرب خشية من تفلت الاقليم.
بالمحصلة، انها مرحلة حسّاسة لفرض موازين قوّة ميدانياً، تقود جميعها لاحقاً إلى وقف الحرب، لكن بعد محاولة الإسرائيليين تحقيق نصر وفرض شروط، ومنع "حزب الله" تل ابيب من الوصول إلى هذا الهدف بأي ثمن.