رسالة إيرانية للسعودية.. استخدام إسرائيل أجواءكم يعرض نفطكم للخطر
نفلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير ودبلوماسي إيراني أن إيران حذرت السعودية، خلال اجتماعات هذا الأسبوع، من أنها لا تستطيع ضمان سلامة منشآت النفط في المملكة، إذا حصلت إسرائيل على أي مساعدة لتنفيذ هجوم.
عمل حربي
وقال علي الشهابي، وهو محلل سعودي مقرب من الديوان الملكي، ل"رويترز"، إن "الإيرانيين أوضحوا أنه إذا فتحت دول الخليج مجالها الجوي أمام إسرائيل، فسيكون ذلك عملاً حربياً". لكنه أوضح أن السعودية "لن تسمح لأي طرف باستخدام مجالها الجوي".
وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى إن طهران وجهت رسالة واضحة إلى الرياض، مفادها أن "حلفاء" الجمهورية الإسلامية في دول مثل العراق واليمن، قد يردون إذا حصلت إسرائيل على أي دعم إقليمي في مواجهة إيران.
وقالت مصادر خليجية وإيرانية ل"رويترز"، إن محادثات الأربعاء بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، الذي كان في جولة خليجية لحشد الدعم، ركزت على الهجوم الإسرائيلي المحتمل.
وقال مصدر خليجي قريب من الدوائر الحكومية، إن زيارة الوزير الإيراني، إلى جانب الاتصالات السعودية الأميركية على مستوى وزارتي الدفاع، تأتي في إطار جهد منسق لمعالجة الأزمة.
وأكد مصدر في واشنطن مطلع على المناقشات، أن مسؤولين خليجيين تواصلوا مع نظرائهم الأميركيين، للتعبير عن القلق إزاء النطاق المحتمل للرد الإسرائيلي المتوقع.
وأعلنت إسرائيل أنها سترد بقوة على الهجوم الإيراني الصاروخي الذي استهدفها مطلع تشرين الأول/أكتوبر. وتشعر السعودية بالقلق من هجوم إيراني على منشآتها النفطية، يشبه هجوماً نفذه الحوثيون، على حقل لشركة أرامكو في عام 2019، أدى إلى توقف أكثر من 5% من إمدادات النفط العالمية. ونفت إيران تورطها في الهجوم.
فرصة نتنياهو
وفيما ينشغل العالم بطبيعة الرد الإسرائيلي وتوقيته، قالت مجلة "ذي إيكونوميست" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واجه معارضة قانونية مرتين على الأقل في عامي 2010 و2011 لضرب إيران، ولم يحصل على التفويض اللازم من مجلس الوزراء، لكنه لن يواجه مشكلة الآن في الحصول على التفويض اللازم لتنفيذ ضربة على إيران.
وذكرت المجلة في تحليل، أن قادة إسرائيل يعتقدون أن عشرات الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على إسرائيل، لا تترك لهم بديلاً سوى الرد، مضيفة أن الشكل الذي يتخذه الانتقام، يمكن أن يكون له آثار واسعة النطاق على الشرق الأوسط.
ويقول التحليل إنه يجري النظر في أربعة أنواع من الأهداف. ويفضل نتنياهو منذ فترة طويلة قصف المواقع التي تخصب فيها إيران اليورانيوم وتجري أبحاثاً لبرنامجها النووي. لكن هذه المنشآت منتشرة في جميع أنحاء البلاد في مواقع شديدة التحصين في أعماق الأرض. وسيتطلب إلحاق أضرار كبيرة إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ الخارقة للتحصينات، من عشرات الطائرات التي تعمل على بعد 1200 كيلومتر على الأقل.
وسلاح الجو الإسرائيلي هو الأقوى في المنطقة لكن قد يكون من الصعب عليه أن يعرقل برنامج إيران النووي لأكثر من بضعة أشهر.
وسيكون الهدف الاستراتيجي الأكثر ضعفا ًهو الموانئ الرئيسية الإيرانية، وتحديداً محطات النفط التي توفر معظم دخل إيران من العملات الأجنبية. ويعتقد الاستراتيجيون الإسرائيليون أن تدميرها سيوجه ضربة قاسية للاقتصاد الإيراني المهتز بالفعل.
الخيار الثالث، بحسب المجلة، هو استهداف قادة البلاد مباشرة، تماماً كما هاجمت إسرائيل قادة وكلاء إيران وحلفائها، حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
وسيكون هذا أمراً صعباً، حيث من شبه المؤكد أن تتراجع الشخصيات الإيرانية البارزة إلى مواقع سرية محمية، إذا بدت الضربة الإسرائيلية وشيكة. وتأثير مثل هذه الهجمات غير مؤكد دائماً، إذ أن مسألة من سيحل محل المرشد علي خامنئي، هي بالفعل موضع الكثير من المداولات هناك.
أما الرد العسكري الإسرائيلي الأكثر وضوحاً، فهو توجيه ضربة لقواعد الصواريخ الإيرانية. ويمكن القول إن هذا الخيار سيكون الأقل احتمالاً لإثارة هجوم صاروخي آخر من إيران. لكن نتنياهو يعتقد أن إسرائيل لديها فرصة تاريخية لإعادة تشكيل المنطقة.
وهذه المرة يتفق بعض جنرالاته معه، ولكن ليس كلهم. إذ يعتقد بعضهم أن حقيقة أن إسرائيل صمدت أمام وابل كبير من الصواريخ الإيرانية -الأولى في نسيان/أبريل- ثم في تشرين الأول/أكتوبر، دون أضرار جسيمة، تثبت أن إسرائيل قادرة على الصمود أمام كل ما ترميه إيران عليها.