نتنياهو يزور الحدود سرّاً.. ومزاعم عسكرية بدخول الأراضي اللبنانية
يستمر الاحتلال الإسرائيليّ بشنّ غاراتٍ عنيفة على الضاحيّة الجنوبيّة للعاصمة بيروت ومدن وبلدات الجنوب والبقاع، فضلًا عن محاولاته المستمرة للتوّغل بريًّا في بعض المناطق الحدوديّة، وذلك مع دخول العدوان الواسع على لبنان يومه الرابع عشر. هذا وأعلن حزب الله في بيانٍ له، فجر اليوم الأحد، أنّه نفذ يوم أمس السبت، 17 عملية ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وتضمنت عمليات التصدي لمحاولات التوّغل البريّ وعمليات استهدف الحزب فيها مواقع وقواعد وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيليّ ومستوطنات في الشمال.
في السياق زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، الحدود مع لبنان. وبحسب ما قال مكتب نتنياهو فقد زار قاعدة الفرقة 36 على الحدود مع لبنان، لكن الرقابة منعت النشر إلى حين انتهاء الزيارة. في حين لم ترد أي تفاصيل إضافية عن الزيارة.
نتنياهو ماكرون
وقال نتنياهو إن عناصر الجيش الإسرائيلي "عبر الحدود، يقومون بتفكيك البنية التحتية التي أعدّها حزب الله لمهاجمة بلداتنا". كذلك تحدّث نتنياهو، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد أن كان الأخير قد دعا، أمس السبت، إلى الكفّ عن تزويد إسرائيل بأسلحة، قد تستخدمها في حربها على قطاع غزة. جاء ذلك بحسب ما أفاد بيان صدر عن مكتب نتنياهو، مساء اليوم. وبحسب البيان، فقد "جدّد رئيس الحكومة على مواقف إسرائيل، بأنه مثلما تدعم إيران كافة أجزاء المحور الإيرانيّ، فمن المتوقع أن يقف أصدقاء إسرائيل خلفها". كما أشار إلى أنه يُتوقَّع "عدم فرض قيود عليها، من شأنها أن تعزّز محور الشرّ الإيراني"، على حدّ وصفه. وشدّد نتنياهو على أن "الإجراءات الإسرائيلية ضد حزب الله، تخلق فرصة لتغيير الواقع في لبنان، لصالح الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة برمّتها". ووفق البيان ذاته، فقد اتفق نتنياهو وماكرون "على تعزيز الحوار بشأن هذه المسألة، خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي، الذي طلب القدوم إلى إسرائيل".
استمرار الاشتباكات
وقال حزب الله في بيان إن مقاتليه "استهدفوا بقذائف المدفعية، محاولة قوة من جنود العدو الإسرائيلي التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا"، مشيرًا إلى أنها "أُجبرت على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة". كما أعلن الحزب أنه يواصل استهداف تجمعات جنود في المناطق الحدودية والجليل الأعلى.
وأعلن أن مقاتليه تصدوا لقوة إسرائيليّة في حرش يارون وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. كما بثّ حزب الله صورًا أظهرت استهدافه تجمع الكريوت المحاذي لساحل خليج مدينة حيفا. كما قصفوا بالصواريخ تحركًا لجنود إسرائيليين في مستعمرة المنارة، مشيرًا إلى تحقيق إصابات مؤكدّة. ودوّت صفارات إنذار في كريات شمونة ومرغليوت والمنارة وكفار بلوم بإصبع الجليل للتحذير من سقوط قذائف صاروخيّة. وأضاف الحزب "هاجمنا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة قاعدة شمشون واستهدفنا أماكن تمركز ضباطها وجنودها".
وأعلن حزب الله، في 4 بيانات منفصلة، استهداف تجمعات لقوات إسرائيلي من موقعي المنارة وشلومي بصليات صاروخية، وبحسب البيانات المقتضبة الصادر عن الإعلام الحربي للحزب، فإن آخر هذه الهجمات نفذت "أثناء محاولة قوات العدو الإسرائيلي إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستعمرة المنارة فجر اليوم، الأحد". وفي بيان صدر ظهر الأحد، قال حزب الله إن مقاتليه استهدفوا "تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة شلومي بصلية صاروخية".
وفي بيانٍ له، أعلن جيش الاحتلال أنّه "يستمر في نشاطه المركّز في جنوب لبنان؛ وقوات الفرقتين 36 و98 عثرت على مواقع إطلاق، وفتحات أنفاق، ومبانٍ عسكرية ووسائل قتالية ودمرتها، سلاح الجو أغار على أكثر من 150 هدفًا بتوجيه من القوات البرية". وأضاف "قوات الفرقتيْن تواصل نشاطها في جنوب لبنان، والقضاء على مخربين وتدمير البنى التحتية الإرهابية التابعة لحزب الله. وعلى مدار الـ 24 ساعة الأخيرة عثرت قوات تابعة للواء غولاني على فتحات أنفاق، ومستودعات وسائل قتالية، وحفر لتخزين أنواع الذخيرة ومناطق استعدادات تابعة لحزب الله". ونشر الجيش الإسرائيلي ما زعم أنها صور له داخل بعض البلدات الجنوبية. كما نُشر مقطع فيديو يظهر جيش الاحتلال تفجير مسجد بلدة يارون.
وأردف البيان، من خلال عملية رصد واستهداف سريعة، أغارت قطع جوية على مسلحين شكلوا تهديدًا بعد رصدهم من قبل القوة. هذا وأغارت طائرات سلاح الجو على حوالي 150 هدفًا عسكريًا تابعًا لمنظمة حزب الله الإرهابية على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة. ومن بين الأهداف تمت مهاجمة مواقع لإطلاق صواريخ مضادة للدروع، ومجموعات، ومقرات قيادة، وبنى تحتية تحت أرضية ومستودعات وسائل قتالية تابعة لحزب الله". كما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال خضر علي طويل قائد سرية في حزب الله في منطقة كفركلا المسؤول عن إطلاق قذيفة مضادة للدروع أسفرت عن مقتل إسرائيلييْن اثنين بتاريخ 14 كانون الثاني 2024.
كما ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان سكان مناطق في جنوب لبنان لإخلائها فوراً. ودعا ناطق باسم جيش الاحتلال سكان حولا، وميس الجبل، وبليدا، ومحيبيب، وشقرا، وبرعيشت، ومجدل سلم، وقبريخا، وكونين، وبيت ياحون، جميجمه، والطيري، وبني حيان، والتمريه، وتولين، ودير سريان، والقصير، وبفليا، وجبل العدس، وبياض، وصربين، وبرج رحال، وعين بعال، والرشيدية، وحنيه، إلى إخلائها فوراً.
غارات مستمرة
ونفذ الطيران الحربيّ للعدو الإسرائيلي عشرات الغارات على الضاحية الجنوبية، ومنطقة الشويفات، حيث سمع دوي انفجارات ولوحظ تصاعد أعمدة الدخان فوق جنوب بيروت. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن أعداد ضحايا يوم، أمس كالتالي: "4 شهداء حصيلة الغارات الإسرائيليّة أمس على محافظة الشمال. وشهيدان و30 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية أمس على محافظة جبل لبنان. و9 شهداء و14 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية أمس على محافظة النبطية. و5 شهداء و38 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية أمس على محافظة الجنوب. و3 شهداء و9 جرحى حصيلة الغارات الإسرائيلية أمس على محافظة البقاع".
وتأتي الغارات بعد أن وجه الجيش الإسرائيليّ تحذيرًا جديدًا لسكان أحياء برج البراجنة وحارة حريك وشويفات العمروسية في الضاحية الجنوبية بضرورة إخلائها. ويدّعي جيش الاحتلال أن المباني المستهدفة "تحوي مصالح لحزب الله"، وهو زعم لطالما كرره لتبرير ضرب أهداف مدنية.