توسيع الغارات ضاحية وجنوباً: التمهيد للدخول البري والحزب يتصدّى
فجر مشتعل. تكثيف ناري إسرائيلي في الجنوب والضاحية. كثافة النيران تشير إلى الوتيرة التصاعدية للضربات تمهيداً لبدء العملية البرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. إذ استهدف الطيران الحربي أكثر من 18 بلدة جنوبية بالغارات. وشنّ أكثر من 17 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت. في المقابل حزب الله يواصل عملياته، ويعلن تصديه واشتباكه مع قوات العدو التي تحاول التسلل في بعض النقاط في الجنوب وآخرها كان في بلدة العديسة. بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن عملية إخلاء جرحى في صفوف جيش الاحتلال عن الحدود مع لبنان. وقد اتخذت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قراراً بـ"تحويل مستوطنات أفيفيم وتسفعون والمالكية بالجليل الأعلى منطقة عسكرية تمهيداً لتوسيع العملية البرية بلبنان". وصباحاً تواصلت الغارات في الجنوب فاستهدفت علما الشعب وبليدا وكفرجوز والنبطية وزبدين وحولا وميس الجبل.
غارات الضاحية
وكان الجيش الإسرائيلي قد شنّ فجراً غارات متتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت فجر اليوم وذلك بعد إنذارات لسكان مبان في الضاحية الجنوبية بالإخلاء الفوري. استهدفت الغارات مناطق الحدث والرويس والشويفات وحارة حريك. وجاءت غارة حارة حريك بعد برهة من دعوة الجيش الإسرائيلي سكّان مبنيين يقعان في الضاحية الجنوبية لبيروت وأولئك المقيمين في مبان تقع ضمن مسافة 500 متر منهما إلى إخلاء مساكنهم "فورا" حفاظا على "سلامتهم". وفي رسالة نشرها على منصة "إكس" وأرفقها برسوم بيانية تحدّد موقع المبنيين المعنيّين، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدا في حي حارة حريك، في المباني المحدّدة في الخريطتين والمباني المجاورة لها أنتم متواجدون بالقرب من منشآت خطيرة تابعة لحزب الله (…) من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم نطالبكم بإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقلّ عن 500 متر".
التحذير والتوسيع جنوباً
وصباح الأربعاء وجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحذيراً جديداً وعاجلًا إلى سكان جنوب لبنان جاء فيه الآتي: "يدور قتال عنيف في جنوب لبنان حيث يستغل عناصر حزب الله البيئة المدنية والمدنيين دروعًا بشرية لشن هجوماته. من أجل سلامتكم الشخصية نطلب منكم عدم الانتقال بالمركبات من منطقة شمال نهر الليطاني إلى جنوبها. سيعمل الجيش على تعطيل تحركات عناصر حزب الله وسيمنع منهم تنفيذ هجماتهم. هذا التحذير ساري حتى إشعار آخر".
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شنّ فجراً سلسلة غارات جوية كثيفة استهدفت 18 بلدة في أقضية النبطية، مرجعيون، بنت جبيل، وصور. الغارات طالت مناطق حيوية وشملت بلدات مثل الخيام، كفركلا، تول، كفرجوز، كفررمان، البازورية، جل البحر، البرج الشمالي، مارون الراس، كفردونين، النبطية الفوقا، جباع، مرتفعات إقليم التفاح، جبل الريحان، والطيبة.
وبخصوص الغارتين السابقتين يوم أمس على منطقة بئر حسن، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة "إكس"، إن إحداها قتلت ذي الفقار حناوي، قائد فرقة "الإمام الحسين" في حزب الله التي تضمّ، وفق قوله، مقاتلين من جنسيات مختلفة وتنشط ضد إسرائيل. في حين قتلت الغارة الثانية محمد جعفر قصير، "قائد الوحدة 4400 المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلائها إلى حزب الله في لبنان".
من هو قصير؟
بحسب الرواية الإسرائيلية، محمد جعفر قصير كان يعد واحداً من أبرز قادة حزب الله، وتولى قيادة الوحدة 4400، التي تتخصص في نقل الوسائل القتالية من إيران إلى حزب الله في لبنان. ووفقًا للجانب الإسرائيلي، لعب قصير دورًا محوريًا في عمليات نقل الأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك تطوير مشروع الصواريخ الدقيقة التي كانت تستهدف الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
إسرائيل تعتبر أن قصير كان شخصية رئيسية في التنسيق بين إيران وحزب الله وسوريا، حيث قاد مئات العمليات لتعزيز القدرات العسكرية لحزب الله. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن قصير، خلال أكثر من 15 عامًا، أشرف على تمويل أنشطة حزب الله من خلال شبكات اقتصادية معقدة في لبنان وسوريا، ما مكن التنظيم من تأمين الموارد اللازمة لأنشطته.الرواية الإسرائيلية تشير أيضًا إلى أن قصير كان مسؤولًا عن نقل مئات ملايين الدولارات سنويًا من إيران وسوريا إلى حزب الله. وتعتبره إسرائيل أحد الأفراد الذين ساهموا في تمويل أنشطة لحزب الله، وذلك من خلال مبادرات اقتصادية وشبكات تهريب النفط والأسلحة بالتنسيق مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. في 15 آيار 2018، صنفته وزارة الخزانة الأمريكية، بحسب الرواية الإسرائيلية، كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، مما أدى إلى تجميد أصوله المالية في الولايات المتحدة ومنع التعاملات المالية معه. كما ذكرت إسرائيل أنه كان أحد الأفراد الأساسيين في نقل الأسلحة إلى النظام السوري، بالإضافة إلى دعمه لفيلق القدس وحزب الله.
قائد فرقة "الإمام الحسين
ووفق المعلومات التي نشرها الجيش الاسرائيلي "تضم الفرقة عناصر من هويات مختلفة من كل أنحاء الشرق الأوسط. ومنذ نشوب الحرب نقلت الفرقة مقرها إلى لبنان لتعمل بتعاون وثيق مع وحدات جبهة الجنوب التابعة لحزب الله. وتلعب دوراً فعالاً في القتال حيث نفذت العديد من المخططات المنطلقة من الأراضي اللبنانية، والسورية والعراقية، منها عملية بصواريخ مضادة للدروع، ومسيّرات وإطلاق قذائف صاروخية واسعة النطاق باتجاه بلدات المنطقة الشمالية". وأضاف: "شاركت الفرقة في عمليات إطلاق مسيّرات انقضاضية إلى عمق إسرائيل، منها استهداف المدرسة في مدينة إيلات بمسيّرة في شهر تشرين الثاني عام 2023". ووفق التقديرات يقارب عدد أفراد الفرقة نحو 6 آلاف عنصر.