مبادرات فردية ومجتمعية لمساعدة النازحين الجنوبيين.. "مطعم المختار" نموذجاً
في زمن الحرب تنشط المبادرات الاجتماعية التي تاخذ الطابع المجتمعي او الفردي بهدف اغاثة نازح او مساعدة مهجر وتامين مأوى لعائلات باسرها تركت بيوتها هربا من جحيم الحرب , وفي لبنان المجتمع الاهلي يتضامن مع نفسه بعيدا عن الانقسامات والتباينات السياسية وهذا دأب اللبنانيين في كل الحروب التي مرت على هذا البلد .
"مطعم المختار"
وهذا الامر تجلى حاليا في اكثر من مبادرة بدءا من "مطعم المختار" في جنسنايا شرق صيدا الذي اقفله صاحبه جهاد يوسف بوجه كل الرواد وفتحه فقط للنازحين الجنوبيين، حيث استقبل المئات منهم في اليوم الاول من عملية التهجير مع بداية الاسبوع وامن الطعام لهم , كما عمل على توفير الفرش وسائر المستلزمات لمن اختار البقاء للاقامه فيه للنوم , وقد وفرت ادارة المطعم الصالات المقفلة مع الحدائق لهذه الغاية .
ولم يرغب جهاد يوسف في اثارة هذا الامر باعتباره واجب وطني وانساني واجتماعي، واقل ما يمكن ان يقدمه في هذه الفترة الحرجة وتضامنا مع اهالي الجنوب.. الا ان النازحين انفسهم تحدثوا عن ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي معربين عن شكرهم وامتنانهم لادارة "المختار" على هذا العمل . علما ان تلك العائلات قد امضت ليلتها الاولى في "المطعم" ان في تلك الصالات المقفلة او في الحدائق , ثم انتقل العدد الاكبر منها في اليوم التالي الى منازل اقرباء لها او تم تامين مراكز ايواء لهم في المدارس وغيرها.
وبقي في اليوم الثالث عشرات العائلات حيث عمل وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار الذي زار "مطعم المختار" والتقى السيد فادي يوسف والسيد رامي يوسف واطلع على ما اقدم عليه "المختار"، مقدما شكره لادارته على هذه المبادرة التي وصفها بالطيبة والوطنية، واخذ على عاتقه وتجاوبا مع رغبة النازحين انفسهم وطلبهم بتامين مراكز ايواء لهم , وقد استجاب حجار لرغبتهم وعمل على فتح احدى المدارس الخاصة في جنسنايا لبعضهم , وثم المدرسة الرسمية في لبعا قضاء جزين التي امنت العائلات المتبقية.
يضاف الى ما تقدم هناك مبادرات فردية اخرى في صيدا وشرقها، لكنها بقيت مكتومة وبعيدة عن النشر بناء لقرار ورغبة من اصحاب تلك المبادرات، وتتمثل بايواء شخصيات وفعاليات من المدينة لعائلات جنوبية نازحة وبعضها يقترب من العشرين فردا حيث تم تامين كل المستلزمات لهم بدءا من المنامة الى كل شيء .