ترامب أو هاريس: الحسم بيد اللبنانيين!
يشتدّ السباق بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي لحسم اسم رئيس البيت الأبيض. استطلاعات الرأي متقاربة للغاية في الولايات الأميركية السبع المتأرجحة. وبعد المناظرة الأخيرة بين مرشح الحلف الأحمر والرئيس السابق دونالد ترامب ومرشحة الحلف الأزرق ونائب الرئيس كامالا هاريس، اعتبر 63 في المئة من الناخبين المسجلين أنّ أداء هاريس كان أفضل مقابل 37 في المئة فقط لترامب. بين كلّ هذا، ما رأي اللبنانيين الأميركيين، ولصالح من ستصّب أصواتهم؟
يتركّز العدد الأكبر من اللبنانيين الأميركيين في ميشيغان، حيث يُشكّلون 0.68 في المئة من سكان الولاية، أو أكثر من 68000 شخص. تليها ماساتشوستس حيث يبلغ العدد حوالى 31000، أو 0.44 في المئة من سكان الولاية. ثالثًا، نيو هامبشاير بنسبة 0.42 في المئة، ورابعًا ولاية ورود آيلاند بنسبة 0.35 في المئة من سكّانها.
لا يمكن الحديث عن تأثير جدّي وكبير لـ"اللوبي" اللبناني في الولايات المتحدة، إنّما للصوت اللبناني تأثير في عدد من الولايات أهمّها ميشيغان التي تعدّ من الولايات المتأرجحة والحاسمة.
تاريخيًّا، يصوّت اللبناني ذو الميل اليميني للحزب الجمهوري، بينما يصوّت من يملك توجّهاً يساريّاً للحزب الديمقراطي.
يتوقّف الصحافي ابراهيم ريحان عند الحضور اللبناني في ولاية ميشيغان، ويُفسّر في حديث لموقع mtv أنّ "موقف هاريس ممّا يحصل في قطاع غزة وتشديدها على وقف إطلاق النار وتطرقها إلى حلّ الدولتين طمأن العرب في الولايات المتحدة كما طمأن النخبة اليهودية المتواجدة هناك، والتي تميل تاريخيًّا إلى الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين". ويضيف: "لعبت هاريس على التناقض بين العرب والنخب اليهودية، بينما تجنّب ترامب خلال المناظرة، وحتى في إطلالاته السابقة، الحديث عن القضية الفلسطينية وشكل الحلّ وما سيأتي بعد وقف إطلاق النار"، لاحظًا أنّ "قسمًا كبيرًا من العرب ينظرون إلى ترامب على أنّه شخص يُمكنه وقف الحروب". وسبق أن صرّح المرشح الجمهوري سابقًا، أنّه قادر باتصال واحد على إنهاء الحرب في قطاع غزة.
لا يبتعد اللبنانيون في الولايات المتحدة عن الجوّ العربي، "حتى يمكن القول إنّ المسيحيين اليمينيين يميلون إلى ترامب، أمّا الشيعة، مثلًا، فصوّتوا في الانتخابات الماضية لصالح بايدن والأرجح أنّهم سيصوّتون في هذه الدورة مع هاريس"، على حدّ تعبير ريحان.
أمّا عن اللبنانيين الأميركيين المقيمين في لبنان، فيوضح ريحان أنّ كلّ "من هم ضدّ إيران سيصوّتون لترامب ومن معها سيدعمون هاريس نظرًا لارتياح الجمهورية الإيرانية لسياسة الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين".
إذا صبّ الصوت اللبناني لأحد المرشحَين سيُعطيه الأفضلية على منافسه خصوصًا وأنّ استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أنّ هناك أقل من نقطة مئوية واحدة تفصل بين المرشحين في ولايات عدة.
وكانت بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن معاقل ديمقراطية قبل أن يحوّلها ترامب إلى اللون الأحمر في طريقه للفوز بالرئاسة في عام 2016. لكنّ بايدن استعاد هذه الولايات في عام 2020 وإذا تمكّنت هاريس من فعل الشيء نفسه هذا العام، فستكون في طريقها للفوز بالانتخابات.
بانتظار المناظرة الثانيّة والتي ستكون مفصليّة، يبقى التساؤل الأساسي: هل ستعني نتيحة الانتخابات ولاية ثانية لترامب أو انتخاب أوّل رئيسة للولايات المتحدة. وإذا استمّر هذا التقارب، فحتمًا ستكون للبنانيين كلمة فصل بإيصال ترامب أو هاريس، ومن خلالهما تحديد موقع لبنان وحجمه في الإدارة الأميركية المقبلة.