المتقاعدون يصعّدون ويدعون إلى تظاهرات واسعة اليوم
بعد مباغتتهم بجلسةٍ حكوميّة مفاجئة، غزت تحركات متقاعدي الأسلاك الأمنيّة الشوارع العموميّة بين بيروت وطرابلس ومناطقٍ أخرى، احتجاجًا واستنكارًا لما اعتبروه "خديعة" مارسها رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بحقّهم، بعقده هذه الجلسة بعد تعطيلها بضغط الشارع، يوم أمس. ولفت المحتجون الذين نفذوا اعتصامًا حاشداً، نسبيًّا، أمام السّرايّ الحكوميّ، قاطعين الطرقات الرئيسيّة والفرعيّة المؤديّة إليه بالإطارات المحروقة، فضلًا عن محاولتهم لسدّ الطريق البحريّ، إلى أنّهم لن يرضوا بعد اليوم التعاطي معهم بغبنٍ أو نكران.
حرب بيانات
وجدّد هؤلاء تحميل المسؤوليّة الكاملة لكل من يقوم بالتفاوض أو من يقبل بأي طرحٍ لا يؤمّن العدالة بين العسكريين والمدنيين في القطاع العام وبالأخص حقوق العسكريين المتقاعدين وعائلات الشهداء. وأسف المعتصمون لما وصل إليه وضعهم، وحملوا الحكومة مسؤولية وقوفهم في مواجهة زملائهم العسكر في الخدمة، آملين الحصول على "حقوقهم للعيش بكرامة، وإلا الاستمرار في الشارع للمواجهة وتحصيل المكتسبات". وسُجلت أثناء الاعتصامات محاولات عدّة للأجهزة الأمنيّة لقمع هذه التظاهرات ومنع المحتجين من ممارسة أعمال الشغب.
من جهته، هاجم المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحرك العسكريين المتقاعدين في بيان، جاء فيه: "يبدو أن المجموعات المنظمة التي تتحرك تحت شعار المطالبة بحقوق العسكريين المتقاعدين، قررت الانتقال إلى الانقلاب على الدولة ومؤسسة مجلس الوزراء وفرض شلل تام في البلد".
إلى ذلك أصدرت عدّة روابط لمتقاعدي القوات المسلّحة، البيان التالي: "أولاً:مهلاً علينا يا دولة الرئيس ميقاتي، هل أصبح المتقاعدين تحركاتهم مشبوهة وبالأمس كنت تناديهم (أولادنا)، ما هذا الإنفصام بالشخصية. وإذا أردتم أن نكشف الحقائق والتزوير والصفقات وبالوثائق من صفقات كهرباء وإقصاء وسمسرة وغيرها من صفقات وقتها سنرى من هو المشبوه والمأجور. وأما بإدعائكم بأنكم قررتم الإجتماع اليوم، بسبب مصالح الناس... هل ممكن ان تخبر الشعب اللبناني ماهي البنود التي تريدون إقرارها؟ هل هي الموافقة على قرار وزير التربية بدفع ٥٠$ للإبتدائي و١٠٠$ للمتوسط والتي ستدفع من جيوب الفقراء. ام بند رفع الضرائب والجباية والتي ستطال كل فئات الشعب اللبناني بإستثناء الأغنياء أمثالكم. كفى تلاعباً على الكلام ووجع الفقراء. تارةً تقولون بأنكم مع حقوق المتقاعدين والعسكريين وعائلات الشهداء، ومنذ ٦ أشهر وانتم تتلاعبون على هذا الكلام. من يريد إعطاء زيادة رواتب المتقاعدين والعسكريين لا يترك الأمور تصل لمرحلة الصدام".
دعوات لعصيانٍ عام
وفي عددٍ من الدعوات، أشارت مجموعات المتقاعدين لنيتها استكمال سلسلة التظاهرات الاحتجاجيّة ابتداءً من فجر اليوم، الخميس 12 أيلول الجاري، وذلك بعد فشل كل الجهود السّياسيّة في إرساء حلول. ولوحت هذه المجموعات بنيّة فرض عصيانٍ عام في حال عدم الاستجابة لمطالبها.