الضفة: الاقتحامات مستمرة.. وتحذيرات من تحويلها "غزة ثانية"
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدد من الآليات العسكرية اليوم الثلاثاء، مدينة طولكرم شمال غربي الضفة الغربية، وداهمت أحياء عديدة، كما حاصرت مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ومداخل مخيم طولكرم.
حملة اعتقالات
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت، منذ مساء أمس الاثنين، وحتى صباح اليوم الثلاثاء، 14 مواطناً على الأقل من الضفة، بينهم والدة شهيد وفتاة، بالإضافة إلى طفل ومعتقلين سابقين.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان مشترك، بأن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات الخليل، وبيت لحم، وجنين، ونابلس، ورام الله، رافقتها عمليات تنكيل واعتداءات، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين الفلسطينيين.
ويُشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 10 آلاف و600 فلسطيني من الضفة، بما فيها القدس، منذ بدء الحرب على غزة.
اقتحامات الأقصى
أما في مدينة القدس، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية اليوم الثلاثاء، إن "الاحتلال والمستعمرين صعّدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى المبارك، سواء بعدد الاقتحامات التي تجاوزت 21 اقتحاماً، أو بأعداد المقتحمين، حيث كان من ضمن المقتحمين لهذا الشهر، أعضاء من الكنيست وحاخامات ما يسمى مدرسة جبل الهيكل الدينية".
وأوضحت الوزارة أن "عدد المستعمرين الذين اقتحموا الأقصى الشهر الماضي، بلغ 7 آلاف و692 مقتحماً، وهو الرقم الأعلى منذ بداية العام الجاري".
"غزة ثانية"
على صعيد متصل، حذرت صحيفة "هآرتس" في تحليل إخباري، اليوم الثلاثاء، من أن تورط إسرائيل في دماء الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية، ينذر بتحويلها إلى "غزة ثانية".
وقالت إن الدولة برمتها، تغوص في الوحل الذي صنعه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وشركاؤه، والمتمثل في "مشروع تحويل الضفة الغربية إلى غزة، وغزة إلى الضفة الغربية".
واقع خطير
ووفقاً لمراسلة "هآرتس" للشؤون الدبلوماسية، نوا لاندو، في تحليلها الإخباري، فإن "هناك عمليتان متوازيتان تمضيان بسرعة أكبر منذ هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وما تبعه من تداعيات، وكلتاهما ستتمخض عن واقع خطير".
وأضافت: "في الضفة الغربية، أدت الحرب المندلعة في قطاع غزة، إلى رفع وتيرة التصعيد على الأصعدة كافة تقريباً، حيث يتزايد الدافع نحو العنف على الجانب الفلسطيني، جنباً إلى جنب زيادة تهريب الأسلحة".
كما أصبح عنف المستوطنين اليهود "مستفحلاً أكثر من أي وقت مضى، تحت حماية الحكومة اليمينية المتطرفة"، بحسب المراسلة، التي رأت أن "الجيش الإسرائيلي بدأ ينشر في الضفة الغربية قواته وعتاده بكثافة. وقتل المدنيين الأبرياء تفشى بدرجة لم يكن من الممكن تخيلها قبل أن تصبح حرب غزة عملاً روتينياً".
وأردفت لاندو: "أضف إلى ذلك، القمع الاقتصادي المفروض على الضفة، منذ اندلاع حرب غزة، والازدراء السياسي للسلطة الفلسطينية، رغم أنها لا تزال الشريك الوحيد لإسرائيل على الأرض في كبح جماح الإرهاب".
"حمسنة كاملة" للضفة
وتحذر المراسلة الدبلوماسية، من أنه إذا استمر هذا النهج، فإن الأمر ينذر بـ"حمسنة كاملة" للضفة الغربية وتفاقم العنف والاحتكاك اليومي بين الفلسطينيين والمستوطنين والجيش، وستصبح الضفة "غزة ثانية".
وكشفت "هآرتس" عن خطة تعدها حركة المستوطنين لإقامة مستوطنات في عمق قطاع غزة، بقدر الإمكان، تبدأ ببناء كُنُس (معابد) يهودية للجنود، ثم ستكون هناك مدارس دينية دائمة يتولى إدارتها حاخامات، وبعد ذلك تتحول كل تلك المنشآت إلى تجمعات سكانية، ينتقل إليها مراهقون للعيش في منازل متنقلة، حيث يطردون منها مرة بعد أخرى، إلى أن تُضفى الشرعية على البؤر الاستيطانية في غزة.
وبحسب المراسلة لاندو، هناك أحداث تاريخية ترسم مستقبل الأجيال المقبلة، محذرة أنه ما لم تتوقف هذه التوجهات قريباً، فمن المحتمل جداً أن تزول الاختلافات بين غزة والضفة الغربية، وستحترقان وتصبحان أكثر "تطرفاً" يوماً بعد يوم