تعديل مقترح الصفقة...نتنياهو يهدي حياة 101 أسير لترامب

نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر، الإثنين، أن مدير الـ"سي آي إي" وليام بيرنز، أجرى محادثات مع إسرائيل وقطر ومصر، لتعديل تفاصيل مقترح صفقة تبادل الأسرى.
انزعاج أميركي
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤول أميركي كبير، قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن، انزعجت بشدة من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا.
وأشار المسؤول إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، كانت منخفضة بالفعل، لكن نتنياهو قلّل منها بشكل أكبر بعد تصريحاته. وأضاف أنه سيكون من الصعب جداً التوصل إلى حل وسط بشأن محور فيلادلفيا، بعد تصريحات نتنياهو.
وقال المسؤول الأميركي إن حماس تدرك أن المحور أصبح رمزاً، ولن تكون في عجلة من أمرها للتنازل عنه. وأشار إلى أن نتنياهو، ورئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار، ليسا حريصين على إبرام صفقة في الوقت الحالي. ولفت إلى أنه رغم أجواء التشاؤم، فإن الإدارة الأميركية تواصل العمل على المقترح وجَسر الخلافات.

نتنياهو يعطل الاتفاق
وقال عضو المكتب السياسي في حركة حماس عزت الرشق، الإثثنين، في منشور على "تلغرام": "إن لم يتم الضغط على نتنياهو، وإلزامه بما تم الاتفاق عليه، فلن يرى أسرى الاحتلال النور"، مشيراً إلى أن "الجميع يعلم أن نتنياهو وحكومته النازية هم الطرف المعطل للاتفاق".
وجدد الرشق تأكيد مطالب حركة حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، قائلاً: "مطالبنا بوقف العدوان بشكل دائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، واضحة ومتمسكون بها"، محذراً من اعتبار شروط نتنياهو الجديدة، نقطة للتفاوض و"إعادتنا الى المربع الأول".

وأضاف أن "ما يروجه الاحتلال وبعض المصادر الأميركية عن مطالب جديدة لحماس، كذب ومحاولة للتهرب من مسؤوليتهم عن تعطيل المفاوضات، ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".

تحالف لقوى الظلام
وفي تحليل إخباري لصحيفة "هآرتس"، قال الكاتب عودة بشارات إن لنتنياهو خططاً أخرى. وأضاف أن فوز مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب هو فوز لنتنياهو، "فالمرء يفعل كل ما في وسعه لمساعدة صديقه".
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يمتلك كنزاً في جيبه، متمثلاً في 101 أسير يقبعون في جحيم غزة. وعوضاً عن أن يعمل على إطلاق سراحهم قبل الانتخابات الأميركية، التي قد تعزز فرص نائبة الرئيس كامالا هاريس في الفوز، يحتفظ نتنياهو بهذه الهدية التي لا تقدر بثمن لحليفه ترامب". ويصف بشارات العلاقة بين الرجلين بأنه "تحالف لقوى الظلام".

نظام عالمي جديد
وزعم الكاتب في تحليله، أن نتنياهو ليس هو اللاعب الوحيد في الساحة المحلية، ومع ذلك فهو مقدر له أن يضطلع بدور مهم في "صياغة النظام العالمي الجديد".
ويمضي بشارات في تحليله، فيقول ساخراً، إنه لم يتبقَّ سوى شهرين قبل الانتخابات الأميركية، "مما يعني شهرين من المعاناة والخطر الداهم، وفي سبيل ذلك فأي معنى لأرواح 101 أسير مقابل المهمة المقدسة لتغيير النظام العالمي؟ ففي نهاية المطاف، المكاسب تُشترى بالعرق والدم، وليس بالقادة بطبيعة الحال بل بالشعوب".

نتنياهو يدعم العنف
ووفقاً للكاتب، فإن نتنياهو يعامل بايدن "الصهيوني" المحب لإسرائيل، كما عامل وما يزال يعامل به الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي "اتخذ موقفاً حازماً ضد النضال المسلح"، في سعيه لاستنهاض "حركة كفاح شعبي بعيداً عن القنابل ودوي الرصاص".
وفي مقابل ذلك، "لم ينَل عباس من نتنياهو سوى الإذلال، والغارات المتكررة على المدن ومخيمات اللاجئين، وإظهار موقف أبوي عاطفي تجاه مثيري الشغب اليهود"، الذين يدمرون القرى ويطردون سكانها الفلسطينيين.